مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة ينهي فعالياته بنكهة أفريقية

الدورة الرابعة جمعت «البلوز» و«كناوة» و«الجاز»

من فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة
من فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة
TT

مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة ينهي فعالياته بنكهة أفريقية

من فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة
من فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «جاز تحت الأركان» في الصويرة

أسدل الستار مساء أول من أمس، في مدينة الصويرة المغربية، على فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «جاز تحت الأركان»، الذي يهدف، حسب منظميه، إلى «التعريف أكثر بهذا النوع من الموسيقى العالمية».
وتميّز برنامج دورة هذه السنة بمشاركة فنانين من المغرب ومالي وموزمبيق وهولندا والولايات المتحدة والدنمارك والسويد، أمتعوا جمهور «دار الصويري» بأربعة عروض. ففي أمسية اليوم الأول برمج عرضان: «جاز مايد موروكو» لخماسي طه الحميدي من المغرب، بمشاركة طه الحميدي وخليل بنسودة وأرمان وسَليم عكي ومايكل سْليم، و«أفرو جاز» لثلاثي آلي كيتا من مالي وموزمبيق وهولندا بمشاركة آلي كايتا وخوسي خوليو طوماس ومارسيل فان كليف.
وفي أمسية اليوم الثاني عرضان: «بلوز وإيقاعات أفرو مغربية»، مع كوري هاريس وأمين بليهة من الولايات المتحدة والمغرب، و«أفرو كناوة جاز» لثلاثي «ماجيك سبيريت» من المغرب والدنمارك والسويد بمشاركة مجيد بقاس وغوران كايفج ووستيفان باسبورغ.
وشكل «جاز تحت الأركان»، في دورة هذه السنة، فرصة للاحتفاء بأفريقيا مع تركيز الأضواء على الجاز المغربي الذي يستحق الاستماع إليه، الاستمتاع به والاعتراف به، مع الحرص على متابعة أعمال كبار هذا الفن عبر العالم.
وتهدف التظاهرة، حسب منظميها، إلى تعزيز مكانة الصويرة، باعتبارها وجهة فنية وثقافية، وإبراز أهمية الموسيقى في مختلف تجلياتها، فضلاً عن تسليط الضوء على الفنانين المهتمين بفن الجاز عبر العالم. كما تشكل مناسبة للجمهور لاكتشاف الفنانين المغاربة، وضمنهم المواهب الصاعدة التي تعتني بهذا اللون الموسيقي، والاطلاع على الإيقاعات والألحان الموسيقية المستعملة في هذا الفن. كما يأتي هذا الموعد الفني في سياق حرص «جمعية الصويرة موغادور»، منظمة هذه التظاهرة، على مواصلة إغناء وتنويع العروض الموسيقية التي صارت تحتضنها «مدينة الرياح» على مدار العام.
ويعتبر «جاز تحت الأركان» آخر المهرجانات التي أُطلقت بالصويرة، التي تعرف عبر العالم، بثلاثة مهرجانات كبرى: «كناوة وموسيقى العالم»، و«أندلسيات أطلسية» و«ربيع الموسيقى الكلاسيكية».
وعبّر طارق العثماني رئيس المكتب التنفيذي لـ«جمعية الصويرة موغادور»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن ارتياحه التام لـ«الأجواء الرائعة» التي مرت فيها دورة هذه السنة من المهرجان، التي قال إنه «جرى إهداؤها لأفريقيا»، مشيراً إلى مشاركة موسيقيين من مالي وموزمبيق، فضلاً عن المشاركة المغربية، سواء مع خماسي طه الحميدي في اليوم الأول، أو في عرضي اليوم الثاني، سواء «بلوز وإيقاعات أفرو مغربية» مع كوري هاريس وأمين بليهة من الولايات المتحدة والمغرب أو «أفرو كناوة جاز» لثلاثي «ماجيك سبيريت» من المغرب والدنمارك والسويد بمشاركة مجيد بقاس وغوران كايفج ووستيفان باسبورغ.
وتحدث العثماني عن الإقبال الجماهيري الذي ميّز الدورة، مشيراً إلى أنّ عدداً كبيراً من عشاق الجاز لم يجدوا مكاناً في قاعة العرض، التي غصت بجمهور متعطش ووفي لهذا النوع من الموسيقى. وأكثر من ذلك، يضيف العثماني، أنّ الأجواء المميزة التي طبعت دورة هذه السنة دفعت بعض الموسيقيين الذين حضروا لتتبع فقرات الدورة شاركوا المجموعات الموسيقية متعة الأداء الموسيقي على الخشبة.
وأشار العثماني إلى أنّ الأجواء الرائعة التي مرت فيها الدورة دفعت الموسيقيين المشاركين إلى التعبير عن رغبتهم في العودة مستقبلاً للمشاركة في فعاليات الدورات المقبلة، الشيء الذي يؤكد أنّ التظاهرة استطاعت أن تكرس نفسها في ظرف أربع سنوات فقط كموعد موسيقي كسب احترام فناني وعشاق الجاز.
وختم العثماني بالإشارة إلى اتفاق ببرمجة إقامة فنية لموسيقيي الجاز، تضم مجموعات بين 12 و14 فرداً، لمدة شهر، الشيء الذي يمثل نقلة أخرى لمهرجان «جاز تحت الأركان»، الذي استطاع أن يقوي وينوع العرض الموسيقي الذي يميز الصويرة المغربية على الصعيد العالمي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.