مقتل وإصابة 40 انقلابياً بصرواح... وقذائف حوثية على المصلين في تعز

إحباط تهريب حمولة مواد تصنيع طائرات مسيّرة في الجوف

TT

مقتل وإصابة 40 انقلابياً بصرواح... وقذائف حوثية على المصلين في تعز

قتل وأصيب أربعون انقلابياً بمعارك تدور في صرواح، المنطقة الواقعة غرب محافظة مأرب اليمنية، في الوقت الذي ارتكبت فيه الجماعة الحوثية جريمة جديدة في وسط مدينة تعز باستهداف ساحة للمصلين أمس.
وسقط 6 من المدنيين، بينهم أطفال جرحى بقذيفة حوثية أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية على ساحة الحرية، وسط المدينة، أثناء صلاة الجمعة، بالتزامن مع سقوط طفل قتيل وإصابة شقيقة في مديرية مقبنة، غرب تعز، بقصف حوثي، وسقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين في تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل إلى مواقعها غرب المدينة وفي جبهة صرواح، غرب مأرب.
وقال الناشط الحقوقي، مختار محمد القدسي، وهو من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط»: إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية استهدفت المصلين في وسط مدينة تعز، وهي الساحة المعروف بساحة (الحرية) التي تعد مصلى أسبوعياً للجمعة، ويتجمع فيها أبناء تعز من جميع الأحياء السكنية، وكذا من أطراف المدينة، منذ اندلاع ثورة الشبابية 11 فبراير (شباط) 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومنها تنطلق المسيرات بعد صلاة الجمعة المطالبة باستكمال تحرير تعز، وتطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية وفك الحصار عنها».
وأوضح، أن «القصف الحوثي وقع أثناء ما كان المصلون في تجمع لأداء صلاة الجمعة في الساحة؛ ما أسفر عن سقوط نحو 6 جرحى من المدنيين بينهم أطفال بشظايا القذيفة الحوثية»، وأن «ذلك الاستهداف رافقه شن الانقلابيين قصفاً على عدد من الأحياء السكنية في المدينة موقِعين بذلك خسائر مادية وبشرية في صفوف المدنيين، بينهم مقتل الطفل محمد ناصر غالب، وإصابة شقيقه الأصغر منه غالب، جراء القصف الحوثي على قريتهم في بني سيلان بعزلة القحيفة بمديرية مقبنة، غربا».
ويأتي القصف الحوثي بعد ساعات من سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي الانقلابية عقب تصدي قوات الجيش الوطني، لعملية تسلل حوثية إلى مواقعها شرق المدينة وجبهة الضباب، غرباً، واندلاع اشتباكات في ماوية، جنوباً، عقب دفع الانقلابيين لتعزيزات إلى مواقعها جنوب شرقي تعز، بحسب ما أكده مصدر في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط» الذي قال: إن «معارك الضباب اندلعت عقب تصدي الجيش الوطني محاولة تسلل للانقلابيين إلى مواقعهم في تبة الخلوة ومحيط منطقة الصياحي؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين وفرار من تبقى منهم، بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى في مواجهات أخرى شهدتها منطقة مكائر في جبل حبشي، غرباً، وتصدي قوات الجيش، صباح الجمعة، محاولة تسلل باتجاه معسكر التشريفات، شرقاً».
إلى ذلك، سقط نحو 40 انقلابياً، بين قتيل وجرح في هجوم شنّته قوات الجيش الوطني، الخميس، على مواقع ميليشيات الانقلاب في قلب صرواح غرب محافظة مأرب، الوقعة شمال شرقي صنعاء، بالتزامن مع استمرار المعارك في محافظة الجوف، شمالاً، حيث أعلن عن عملية عسكرية جديدة لاستكمال تحرير خب والشعف.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني «سبتمبر.نت» بـ«مقتل وإصابة أكثر من 40 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، خلال هجوم مباغت شنته قوات الجيش الوطني، على مواقع لهم في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، بعد رصد تحركاتهم، في قلب جبهة صرواح، بهجوم مفاجئ».
وأوضح، أن «الهجوم أسفر عن مصرع 10 من عناصر الميليشيات وجرح 30 أخرين، في حين لاذ البقية بالفرار»، وأن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت استهداف تحصينات وتعزيزات الميليشيات في المديرية ذاتها وكبدتها خسائر كبيرة في العدد والعدة».
وفي الجوف، وبينما أحرزت قوات الجيش الوطني تقدماً كبيراً في خب والشعف، أعلنت الأجهزة الأمنية في المحافظة، تمكنها، بالتعاون مع أبناء القبائل الشرفاء، مساء الأربعاء، من ضبط حمولة من المواد الأولية وأجزاء وقطع تصنيع الطائرات المسيّرة التي كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميليشيا الانقلابية.
ونقلت وكالة «سبأ» للأنباء اليمنية عن مصدر أمني قوله: إن «أجهزة الأمن تمكنت من ضبط الحمولة بتعاون الشرفاء من أبناء الجوف، وأن الحمولة هي عبارة عن أجزاء جاهزة لتركيب الطائرات من دون طيار، وكذا أجهزة اتصالات لاسلكية التي تقدمها إيران للميليشيا بغرض قتل الشعب اليمني وتدميره».
يذكر أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تمكنت خلال الأشهر الماضية من العام الحالي (2018) من ضبط الكثير من محاولات التهريب، من بينها ما يزيد على طن ونصف الطن من الحشيش، إضافة إلى أجهزة لاسلكية واتصالات، وكذا مواد أولية لصناعة المتفجرات، إضافة إلى أسلحة وذخائر كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميليشيا الانقلابية.
من جهة ثانية، قالت وكالة «سبأ»: إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزع 12 طناً من السلال الغذائية لنازحي الحديدة في العاصمة المؤقتة عدن، واستفاد من المساعدات الغذائية 900 نازح في منطقة اللحوم التابعة لمديرية دار سعد بمحافظة عدن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».