مصر تدعم {استقرار السودان}... وتنسيق في المحافل الدولية

شكري التقى البشير واجتماع «الرباعية» دعا لتعزيز أمن البحر الأحمر

الرئيس البشير خلال لقائه شكري واللواء عباس كامل في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
الرئيس البشير خلال لقائه شكري واللواء عباس كامل في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر تدعم {استقرار السودان}... وتنسيق في المحافل الدولية

الرئيس البشير خلال لقائه شكري واللواء عباس كامل في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
الرئيس البشير خلال لقائه شكري واللواء عباس كامل في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

أكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، دعم بلاده للاستقرار في السودان، في وقت تواجه حكومة الخرطوم احتجاجات لتردي الأحوال المعيشية، شهدت مقتل عدد من المتظاهرين.
وعقد الوزير سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين. وقال شكري في مؤتمر صحافي عقده إثر لقائه البشير في القصر الرئاسي في الخرطوم إنّ «مصر تثق في أنّ السودان سيتجاوز الظروف الحالية»، مضيفا أن «مصر دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساندة للسودان وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها». وأكّد أنّ «أمن واستقرار السودان من أمن واستقرار مصر»، وذلك في تصريحات هي الأولى لمسؤول عربي دعما لحكومة البشير منذ بدء الاحتجاجات، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وشارك شكري واللواء عباس كامل، في الاجتماع الرباعي الثاني على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان، الذي عقد في الخرطوم أمس.
وأكد المجتمعون دعم أمن واستقرار السودان، والتنسيق في المحافل الدولية، والترحيب بإحلال السلام في دولة الجنوب. كما رحب الاجتماع في بيانه الختامي بانعقاد الهيئة الفنية الداعمة لمياه النيل في الفترة من 24 وإلى 28 ديسمبر، والتأكيد على أهمية تطوير التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال المياه وفي إطار اتفاقية 1959.
والاجتماع الرباعي، هو الآلية المتفق عليها للتشاور السياسي والأمني، بين البلدين، حول التنسيق والتعاون في كل المجالات. وقد عقدت اللجنة أول اجتماع لها في النصف الأول من العام الحالي، وتم الاتفاق على ترسيخ الشراكة والتعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. واستعرض اجتماع أمس، كل ما تم تحقيقه لدعم العلاقات منذ انعقاد الدورة الأولى للرباعي والتطورات الإيجابية الكثيرة التي شهدتها العلاقات، واستعراض نتائج القمم التي انعقدت في القاهرة والخرطوم. وتضمن البيان الختامي الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه مراجعة المشروعات المشتركة التي تتعلق بالربط الكهربائي والسكة الحديدية بين الجانبين وكذلك المدينة الصناعية المصرية التي تقام في شمال وجنوب السودان، وكذلك دعم التعاون في مجال بناء القدرات والتدريب في كل المجالات. واتفق المجتمعون على المضي قدما في توقيع مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية.
ونص البيان الختامي على التنسيق في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية والعربية، والترحيب بإحلال السلام في دولة الجنوب، والاتفاق على أهمية البناء على ما تم الاتفاق عليه لتعزيز الأمن والاستقرار في البحر الأحمر من خلال توحيد الرؤى بين الدول المتشاطئة لهذا المجرى المائي المهم... واتفق على عقد الدورة الثالثة للرباعي في موعد يتفق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.
إلى ذلك، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن تلك الاجتماعات تأتي في إطار التواصل الدائم بين الجانبين على المستويات كافة، وفي ضوء توجيهات قيادتي البلدين نحو دعم العلاقات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات. منوهاً أن الاجتماعات تناولت جميع جوانب التعاون المشترك بين البلدين، ومتابعة تنفيذ نتائج اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة في العاصمة السودانية الخرطوم برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لآفاق أرحب بما يرقى لتطلعات شعبي البلدين الشقيقين. من جانبه، قال السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة الرباعية بحثت سبل العلاقات الثنائية والتشاور حول المستجدات العربية والأفريقية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.