«داعش» يتبنى استهداف الخارجية الليبية ويتوعّد بمزيد من الهجمات

TT

«داعش» يتبنى استهداف الخارجية الليبية ويتوعّد بمزيد من الهجمات

أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الخارجية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس. وفي غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن أمله في إجراء ما وصفه بـ«انتخابات حرة»، خلال العام المقبل، كما أكد السراج مجدداً دعمه لخطة الأمم المتحدة بشأنها.
وقال تنظيم «داعش» المتشدد في بيان بثّته وكالة «أعماق» التابعة له، أمس، إن ثلاثة من عناصره نفذوا الهجوم، الذي يُعتَبَر الثالث من نوعه هذا العام للتنظيم ضد مقرات رسمية وحكومية في طرابلس.
وتوعد التنظيم، الذي فقد عام 2016 معقله الرئيسي في مدينة سرت الساحلية، بالثأر من كل من أسهم في الحرب ضده، وقال إن «المعركة مستمرة، وقد امتدت لتشمل كافة المدن» التي قال إنها أسهمت في تلك الحرب.
من جانبه، رأى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، خلال اجتماع عقده، أمس، في طرابلس مع وزير الداخلية فتحي باش أغا، ومسؤولي الأجهزة الأمنية، وبحضور مستشاره للأمن القومي تاج الدين الرزاقي، أنه لا مجال أبداً للتهاون حيال الإرهاب، ولا بد أن تعمل الأجهزة الأمنية على تسليم القضاء ملفاً شاملاً عن الاعتداء الإرهابي، مؤكداً على ضرورة مواجهة الإرهابيين والخارجين عن القانون بكل حزم وقوة.
وقال بيان وزَّعه مكتب السراج إن الاجتماع اعتمد آليات فعالة للتنسيق الشامل على جميع المستويات الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أنه ناقش الإجراءات الأمنية التي اتخِذَت لكشف ملابسات الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر وزارة الخارجية.
ودعا السراج جميع الليبيين للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب الذي لا يفرِّق بين أبناء الوطن، ويستهدف النيل من عزيمتهم وتطلعهم لبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، مشيداً بالدور الفعال للأجهزة الأمنية، التي أدى تصديها للإرهابيين إلى الحد من الخسائر في الأرواح، والقضاء على عدد من منفذي الاعتداء.
وكان السراج قد اعتبر، في كلمة له، خلال زيارته لمدينة الزاوية، مساء أول من أمس، برفقة مسؤولين حكوميين وقيادات عسكرية وأمنية، أن «(الوفاق) ليس حكومة فقط، بل هو مشروع وطني، لا يرتبط بأشخاص أو مناطق»، مؤكداً أن الطريق نحو الاستقرار السياسي أصبح واضحاً جلياً، وأن الوقت حان ليقول الشعب كلمته.
كما أشار السراج إلى دعمه لمبادرة رئيس بعثة الأمم المتحدة غسان سلامة، التي تنصُّ على إجراء انتخابات متزامنة لاختيار رئيس للدولة، والجسم التشريعي الجديد، وذلك بعد إتمام الاستحقاقات الدستورية بهذا الخصوص، مبدياً ترحيبه بعقد المؤتمر الوطني الجامع في بداية العام الجديد، وقال السراج: «أحثّ جميع الليبيين على عدم تضييع الفرصة المتاحة لتحقيق الاستقرار... ويكفي ما أريق من دماء، وما استُنزِف من أموال، وهدر للوقت. دعونا نبنِ على ما تحقق لترسيخ الاستقرار، والبدء في مرحلة التعمير والتنمية... تنمية كل الوطن بطريقة عادلة متوازنة، دون تهميش أو إقصاء أو إهمال».
بدوره، اعتبر مجلس النواب الليبي الموجود في مدينة طبرق أقصى شرق البلاد، أن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تمادت في كل أنحاء الوطن «تستهدف المقرات والمؤسسات الحيوية في البلاد لضرب أمن الوطن والمواطن، ومحاولتها العبث بما تحويه هذه المؤسسات الحيوية من أرشيف ووثائق مهمة». وحثَّ المجلس في بيان له على الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الجماعات الإرهابية الظلامية، وتوحيد الجهود للتصدي لها والقضاء عليها.
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإرهابي؛ إذ رأت مايا كوسانيتس، الناطقة باسم مكتب خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل، أنه يهدد ما وصفته بـ«الوضع الأمني الهش في طرابلس»، مشيرةً في بيان لها إلى أن هذه الهجمات وما شابهها ضد المؤسسات السيادية الليبية «غير مقبولة، ويجب محاسبة المسؤولين عنها».
من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الإيطالي كونتي إنه يأمل في إجراء انتخابات خلال العام المقبل «تسمح للشعب الليبي باختيار وتحديد مستقبل الديمقراطية في بلاده».
وقال كونتي في مقابلة نشرت مقتطفات منها وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أمس، إن «اتخاذ القرار يعود للشعب الليبي، والانطباع المكتسب في الأشهر الأخيرة، الذي يشاطرني إياه محاوريَّ الليبيون، هو أن هناك طلباً قوياً من قبل المواطنين للاستقرار»، مشيراً إلى أن خريطة الطريق لهذه المسيرة موجودة بالفعل بشكل أو بآخر في نتائج «مؤتمر باليرمو»،



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».