منذ شهرين، كان من المقرر أن يخوض مانشستر يونايتد تحت قيادة جوزيه مورينيو مواجهة أمام تشيلسي، وواجه المدرب البرتغالي سؤالاً حول ما إذا كان ناديه الحالي من الممكن أن يحتل في يوم من الأيام مكانة في قلبه تكافئ مكانة ناديه السابق.
دبلوماسياً، اختار مورينيو قلب السؤال، ولمح إلى أن مكانته ستظل رفيعة في عيون جماهير تشيلسي لما حصده الفريق من بطولات تحت قيادته، وتألق أسماء كبيرة في صفوفه مثل ديدييه دروغبا وجون تيري وكل الانتصارات التي تحققت خلال فترة عمله الأولى داخل «ستامفورد بريدج»، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يتمكن من تحقيق نتائج مشابهة داخل مانشستر يونايتد، الذي تعاقب على تدريبه مدربون ناجحون من قبل حققوا إنجازات سيتعين على المدرب الراهن بذل مجهود كبير للوصول إلى مستواها.
وربما يرى البعض أن مورينيو لطالما كان يخوض معركة خاسرة ضد ماضٍ مكدس بالإنجازات، فهو يحاول استعادة مجد سابق في وقتٍ فقد النادي ريادته الكروية، حتى على مستوى المدينة التي ينتمي إليها، ناهيك عن البلاد، وإن كان لا ينبغي أن نغفل أن خسارة المعارك أصبحت بمثابة فن برع فيه مورينيو.
على مستوى التاريخ الإجمالي لتشيلسي، يدرك مورينيو جيداً أين يقف، فهو أقرب ما يكون من شخصية بثقل سير أليكس فيرغسون ـ بمعنى أنه مدرب نجح في تحقيق تحول ملموس في الفريق ولم تقتصر إنجازاته على تحقيق نجاح كبير فحسب، وإنما أعاد صياغة النشاط الكروي بأكمله داخل النادي على نحو يتوافق مع فكره.
والسؤال الآن: أين يوجد مورينيو على مستوى تاريخ مانشستر يونايتد، وهو نادٍ يملك في تاريخه سير أليكس فيرغسون الخاص به، ناهيك عن سير مات بوسبي. في النهاية، ربما يشعر المرء أنه مجرد جزء من فترة مضطربة شهدت سلسلة متعاقبة من المدربين. ورغم أنه ربما يحمل سجل إنجازات أكبر عن ديفيد مويز، ويتميز بشخصية عصبية وجذابة أكثر عن لويس فان غال، فإن فترات المدربين الثلاث في تاريخ النادي اتسمت بالقدر ذاته من الفشل.
خلال موسمه الأول مع النادي، فاز الفريق تحت قيادة مورينيو ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدوري الأوروبي، وكان ذلك إنجازاً كبيراً، أشبه بنجاح فان غال في التقاط صورة له بجوار فيرغسون بينما كان يحمل كأس الاتحاد الإنجليزي، وإن كان قد بدا واضحاً للجميع أن منحنى أداء النادي ظل في اتجاه الهبوط على مدار خمس سنوات انتقالية حتى اليوم. ولم تفلح الأموال الضخمة التي أنفقها النادي على أسماء كبرى مثل بول بوغبا وألكسيس سانشيز وأنخيل دي ماريا في إخفاء حقيقة أن مانشستر يونايتد يترنح، وربما يظل على هذه الحال لبعض الوقت.
وربما فيرغسون نفسه في أوج تألقه كان ليجد صعوبة في التأقلم مع حجم الأموال التي يتباهى بها مدرب مانشستر سيتي حالياً، بينما تظل الحقيقة كذلك أن ليفربول وتوتنهام هوتسبر يقدمان اليوم أقوى أداء لهما على امتداد تاريخهما بالدوري الممتاز. لذا، ربما كان مورينيو سيئ الحظ فحسب بتوليه تدريب مانشستر يونايتد خلال فترة تداعٍ. وربما كان محقاً في إحداث كل هذه الضجة لإنجازه الموسم السابق في المركز الثاني، لأن جميع الأدلة القائمة تشير إلى أن مانشستر يونايتد سوف يستغرق بعض الوقت قبل أن يستعيد أمجاده السابقة.
في الواقع، يستحق مورينيو أن يذكر داخل مانشستر يونايتد بصورة أكثر إيجابية ووداً عن أي من المدربين ويلف مكغينيس أو فرانك أوفاريل، واللذين فشلا بشدة في أعقاب بوسبي، لكن تظل الحقيقة أن السنوات الأخيرة ستبقى مرحلة مظلمة في تاريخ النادي لا ترقى لمستوى حقبة أي من تومي دوتشرتي أو رون أتكنسون اللذين كانا يدركان على الأقل أين ينبغي أن يتجه النادي. خلال سنوات مورينيو في النادي، كانت الابتسامات شحيحة. وكانت هناك مرارة في الأجواء. ويبقى مورينيو مميزاً بين مدربي النادي بتمكنه من جعل وظيفة الأحلام المفترضة تبدو وكأنها أشغال شاقة مؤبدة.
مورينيو جعل وظيفة الأحلام في يونايتد كأنها أشغال شاقة
المدرب البرتغالي خسر معركته ضد ماضٍ مكدس بالإنجازات
مورينيو جعل وظيفة الأحلام في يونايتد كأنها أشغال شاقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة