مصر: مقترحات لإنشاء صناديق تمويلية لإنعاش السوق العقارية

تباطؤ في حركة البيع بسبب زيادة الأسعار

مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة العاشر من رمضان
مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة العاشر من رمضان
TT

مصر: مقترحات لإنشاء صناديق تمويلية لإنعاش السوق العقارية

مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة العاشر من رمضان
مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة العاشر من رمضان

تشهد سوق العقارات المصري حالة من التباطؤ في البيع والشراء في الآونة الأخيرة، بسبب ارتفاع أسعار العقارات، الناتجة عن زيادة تكاليف البناء، وارتفاع أسعار الأراضي، رغم تأكيد العاملين في قطاع العقارات على أن نسبة الطلب ما زالت أكثر بكثير من نسبة العرض، وأن السوق المصرية لم تتشبع عقاريا بعد. ورغبة في إنعاش حركة البيع والشراء، اقترح مطورون عقاريون إنشاء صناديق تمويلية، لدعم تمويل الوحدات السكنية الصغيرة، بفوائد بنكية قليلة نسبيا، وهو الاقتراح الذي بدأ يجد صدى له في مجلس النواب المصري، خاصة أن قطاع العقارات يعتبر من أكثر القطاعات المساهمة في الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة.
من جانبه، طالب رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى العقارية، بتأسيس «صناديق لدعم أسعار فوائد التمويل العقاري، للوحدات السكنية الصغيرة التي تتراوح مساحتها ما بين 70 و90 مترا، لإنعاش السوق العقارية التي تشهد تباطؤا في المبيعات، وحل أزمة إسكان الشباب»، وأكد مصطفى، في كلمته خلال النسخة الخامسة من مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي مساء الأحد الماضي، أن «القطاع العقاري يمثل 30 في المائة من الناتج المحلي المصري، وهو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الاقتصادية في مصر»، على حد تعبيره، داعيا مجلس النواب المصري، إلى «وضع آلية جديدة لتمويل العقارات، بأسعار فائدة منخفضة، وحل أزمة تباطؤ حركة البيع والشراء في السوق»، وقال إن «مصر تحتاج إلى مليون وحدة سكنية سنويا، من الصعب توفيرها بالشكل الحالي، ما لم تتوفر قدرة للتمويل، من خلال صناديق دعم من خارج ميزانية الدولة».
بدوره، قال إسماعيل نصر الدين، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، لـ«الشرق الأوسط»: «سأتقدم لمجلس النواب، بمشروع قانون لإنشاء صناديق للإسكان التكافلي، أو الاقتصادي، تكون مهمتها دعم تمويل الوحدات السكنية صغيرة المساحة من 60 إلى 85 مترا مربعا»، مؤكدا أن «تنفيذ هذا المقترح، وإنشاء صناديق لدعم تمويل الوحدات السكنية الصغيرة، بفائدة قليلة، سيساهمان بشكل كبير في حل مشكلة الإسكان خاصة بالنسبة للشباب المقبلين على الزواج، ومحدودي الدخل».
وأكد نصر الدين أن «دور مجلس النواب وفقا للدستور، هو تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، من خلال إيجاد وسائل لدعم غير القادرين»، مشيرا إلى أن «الدولة تتبنى مشروع الإسكان الاجتماعي، الذي قدم دعما للوحدات السكنية يصل إلى 24 ألف جنيه»، وقال: «مهما فعلت الدولة فلن تستطيع الوفاء باحتياجات السوق المصرية، ولذلك لا بد من مشاركة القطاع الخاص في توفير السكن الملائم»، موضحا أن «الدولة تخطط لبناء مليون وحدة ونصف مليون وحدة سكنية أيضا، وبمشاركة القطاع الخاص، ويمكن مضاعفة هذا الرقم، وبذلك يتحقق هدف الرئيس في توفير الإسكان المناسب للشباب».
من جانبه قال تامر ممتاز، الخبير الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط» إن «كل تجمع سكني جديد، يتطلب إنشاء مجموعة من الخدمات بجواره، ومن تجاربنا في السنوات الماضية، فإن التجمعات السكنية الراقية، عادة ما ينشأ بجوارها تجمعات خدمية عشوائية»، وقال: «أعتقد أن إنشاء هذا الصندوق سيكون خطوة لمحاربة هذه العشوائيات، من خلال توفير التمويل اللازم لشركات القطاع الخاص لإنشاء مناطق سكنية خدمية بجوار المناطق الراقية، تكون متاحة بتسهيلات تمويلية لغير القادرين»، مشيرا إلى أن «هذا الدور يمكن أن تلعبه الجمعيات أو الشركات الاستثمارية، مع منحها بعض الامتيازات للعاملين فيها، مثل تخفيض الضرائب، أو غيرها من الامتيازات».
وتعاني السوق العقارية المصري مؤخرا من تباطؤ في حركة البيع والشراء، يصفها البعض بأنها حالة ركود، ورغم ذلك فإن التقارير الأخيرة تثبت نموا في مبيعات شركات العقارات المصرية. ووفقا لبحث نشرته شركة «شعاع لتداول الأوراق المالية» مؤخرا حول أداء السوق العقارية المصرية في الشهور التسعة الأولى من عام 2018. فإن مبيعات 8 شركات عقارية وصلت 40.9 مليار جنيه، بزيادة 46 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وفي سياق متصل توقع بنك الاستثمار «فاروس»، في تقريره الأخير: «زيادة أسعار العقارات عام 2019 بنسبة 5 في المائة».
وهو ما أكده هشام طلعت مصطفى بقولة إن «السوق العقارية تشهد نموا متزايدا، وفقا لمبيعات الشركات العقارية خلال عام 2018»، مشيرا إلى أن «مبيعات شركته وصلت خلال الشهور التسعة الأولى من العالم الحالي إلى 18 مليار جنيه، بنسبة نمو 98 في المائة»، متوقعا «زيادة النمو عام 2019».
واتفق معه المهندس عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي لسيتي إيدج العقارية، في كلمته خلال مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي، مؤكدا أن «عام 2019 سيشهد طفرة كبيرة في قطاع العقارات، خاصة في تصديره».
من جانبه، أكد ممتاز أن «الحديث عن ركود في سوق العقارات المصري، هو كلام غير صحيح»، وقال: «لا يوجد ركود في سوق العقارات، ولا أتوقع أن يحدث، لأن القطاع العقاري لم يلب حاجة السوق المحلية سواء للمصريين أو الأجانب، وعلى العكس هناك زيادة في المشروعات العقارية، ورغبة متزايدة في البناء على الرقعة الزراعية، لأن الطلب أكثر من العرض، خاصة في بعض المناطق».
وأضاف أن «حالة التباطؤ في حركة البيع والشراء التي يشهدها السوق العقارية، ليست مؤشرا على ركود السوق، بل هي نتيجة لأن العقارات أصبحت مخزنا للقيمة»، موضحا أن «الدول التي ترتفع فيها نسبة التضخم لأكثر من 5 في المائة، ومن بينها مصر، عادة ما يلجأ الناس فيها للاستثمار في العقار، والذهب، باعتباره مخزنا للقيمة، حيث يحفظ القيمة المالية، خاصة مع احتمالات زيادة أسعار العقارات والذهب في المستقبل». وحول كيفية توفير التمويل والدعم اللازم لهذا الصندوق المقترح قال نصر الدين إن «مجلس النواب يعمل حاليا على إنهاء مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء، وقانون البناء الموحد رقم 119 ومن المتوقع أن يوفر هذا القانون حال تطبيقه، موارد للدولة تقدر بـ300 مليار جنيه»، مشيرا إلى أن هذه الموارد «ستستخدم في دعم البنية الأساسية، والمرافق، والإسكان الاجتماعي، ومن الممكن أن يخصص جزء منها لدعم مثل هذا الصندوق، الذي يعطي دفعة للقطاع الخاص للمشاركة في مشروعات سكنية يمكن أن نطلق عليها مسمى الإسكان التكافلي».لكن ممتاز قال إن «تمويل مثل هذه الصناديق يكون عبر اشتراكات رمزية من شركات وأفراد، مع زيادتها تصبح مصدرا تمويليا كبيرا يمكن استغلاله في تمويل شراء الوحدات السكنية لغير القادرين، خاصة مع زيادة أسعار الأراضي، وتكاليف البناء».


مقالات ذات صلة

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد لوحة وكيل عقارات معروضة خارج منزل في شارع سكني في بلاكبيرن (رويترز)

أسعار المساكن في بريطانيا تتجاوز التوقعات وتواصل الارتفاع

أعلنت شركة «نيشن وايد» للإقراض العقاري، يوم الخميس، أن أسعار المساكن البريطانية شهدت ارتفاعاً جديداً في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مشروعات «الوطنية للإسكان» (واس)

الصفقات العقارية في السعودية تتجاوز 533 مليار دولار خلال 2024

تجاوزت قيمة الصفقات العقارية في السعودية 533 مليار دولار (2.5 تريليون ريال) لأكثر من 622 ألف صفقة في عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد جرى توقيع المذكرة بحضور وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل ووزير المالية محمد الجدعان وممثلي «السعودية لإعادة التمويل» وشركة «حصانة» (الشرق الأوسط)

«السعودية لإعادة التمويل العقاري» تُوقع مذكرة مع «حصانة» لتعزيز السيولة وتقديم فئة أصول جديدة

وقّعت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري مذكرة تفاهم مع شركة حصانة الاستثمارية تهدف إلى تعميق وتوسيع نطاق أسواق المال بالمملكة

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».