سقوط الجربا مرشح علاوي لحقيبة «الدفاع» العراقية

سقوط الجربا مرشح علاوي لحقيبة «الدفاع» العراقية
TT

سقوط الجربا مرشح علاوي لحقيبة «الدفاع» العراقية

سقوط الجربا مرشح علاوي لحقيبة «الدفاع» العراقية

فشل فيصل الجربا المرشح لمنصب وزير الدفاع عن كتلة «ائتلاف الوطنية» بزعامة إياد علاوي، في نيل ثقة البرلمان بعد طرحه للتصويت أمس. وطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من سياسي مطلع ونائب في البرلمان العراقي، فإن «الخلاف بين تحالفي (الإصلاح) و(البناء) وبالذات سُنّة (الإصلاح)، وهم نواب ائتلاف (الوطنية) (باستثناء علاوي) وعدد كبير من نواب سنّة (البناء)، وهم (المحور الوطني)... وكانوا اتفقوا مسبقاً على عدم التصويت للجربا».
وكان رئيس كتلة ائتلاف الوطنية كاظم الشمري أبلغ «الشرق الأوسط» أول من أمس أنه «ليس هناك تغيير بشأن مرشح الوطنية للدفاع فيصل الجربا، وليس هناك اتفاق داخل الوطنية على ذلك».
وكان مصدر مطلع أكد أن اجتماعا عقده نواب الوطنية، باستثناء علاوي والشمري، قرر استبدال الجربا وترشيح هشام الدراجي وسليم الجبوري بدلا منه، وأنه في حال أصر علاوي على طرح الجربا للتصويت داخل البرلمان خلافا لإرادتهم فإنهم لن يصوتوا له. وقال السياسي المطلع: «هذا ما حصل بالفعل». وحول المرشح البديل للجربا، قال السياسي المطلع إن «هناك توافقا بين الكتل السنية كلها سواء كانت منضوية ضمن تحالف الإصلاح أو البناء على كل من هشام الدراجي أو سليم الجبوري».
أيضا، فشل تحالف البناء في طرح مرشحه لوزارة الداخلية فالح الفياض للتصويت داخل قبة البرلمان أمس بعد انسحاب نواب تحالف الإصلاح، خصوصا من كتلة «سائرون» التي يدعمها مقتدى الصدر، من جلسة البرلمان؛ الأمر الذي أدى إلى كسر النصاب القانوني للجلسة. وكان النائب سلام الشمري أكد رفض تحالفه تمرير الفياض. وقال الشمري في بيان إن «المشاورات والنقاشات بين الكتل السياسية ما زالت مستمرة حول اختيار شخصيات مقبولة من الجميع لشغل المناصب الوزارية دون فرض أي شخصية على الكتل والقوى السياسية». وأضاف الشمري أن «تحالف سائرون ما زال على موقفه من اختيار شخصيات مهنية تكنوقراط غير متحزبة لشغل المناصب، وعلى الآخرين التعامل مع هذه الشروط والابتعاد عن أي محاولات عكس ذلك». وأوضح أن «شروط تحالف سائرون يجب ألا تحسب على أنها فرض أمر بقدر ما هي عكس واضح لمطالب الشارع الذي يرغب في إنهاء هذا الملف بتوافق الجميع دون أزمات مستمرة».
من جانبه، كرر تحالف الفتح، أمس، موقفه من ترشيح فالح الفياض وزيرا للداخلية، وقال الناطق الرسمي باسم التحالف، أحمد الأسدي، في تصريح إن «الفياض هو مرشح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لوزارة الداخلية وليس مرشح تحالف الفتح». وحول التصريحات التي تنطلق من كتل سياسية أخرى والتي تدعي أن الفياض هو مرشح تحالف الفتح، قال الأسدي إن «هذه التصريحات عارية عن الصحة، فتحالف الفتح لم يرشح الفياض؛ إنما هو مرشح عبد المهدي»، مبينا أن عبد المهدي «متمسك بترشيحه».
وكان البرلمان تمكن أمس من تمرير مرشحي التربية؛ شيماء الحيالي (عن المشروع العربي بزعامة خميس الخنجر) والهجرة والمهجرين، نوفل إسماعيل (عن المسيحيين).
وفي هذا السياق، أكد عبد الله الخربيط، عضو البرلمان، لـ«الشرق الأوسط» أن «الاتفاق الذي جرى بين رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورؤساء الكتل تضمن أن تكون الأولوية في طرح الوزارات للتربية والهجرة والدفاع والداخلية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.