مساعٍ حوثية لإعادة تشكيل «مؤتمر صنعاء» بما يخدم أجندة «الجماعة»

TT

مساعٍ حوثية لإعادة تشكيل «مؤتمر صنعاء» بما يخدم أجندة «الجماعة»

أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» الجناح الخاضع للميليشيات الحوثية في صنعاء بأن قيادة الجماعة أوعزت إلى كبار قيادات الحزب من أجل التحضير لانعقاد اجتماع لأعضاء اللجنة الرئيسية في مساعٍ من الجماعة لتعيين قيادة جديدة للحزب من الموالين لها، استكمالاً للسيطرة عليه وتحويله إلى ذراع سياسية خادمة لأهداف الجماعة.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة التي وجهتها قيادات صنعاء لانعقاد اللجنة الدائمة الرئيسية للحزب (أعلى هيئة) تحاول أن تقطع الطريق أمام المساعي التي تبذلها قيادات الحزب في الخارج من أجل توحيد صفوفه مع الجناح الموالي للشرعية والذي يترأسه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.
وبحسب ترجيحات المصادر، فإن الجماعة الحوثية أعطت الضوء الأخضر للقيادات الموجودين في صنعاء من أجل الإقدام على هذه الخطوة، لجهة البحث على غطاء قانوني أمام القواعد الشعبية للحزب حول القيادة التي ستنتج عن الاجتماع المرتقب بعيداً عن قيادات الخارج الذين يحاولون أن يقدموا أنفسهم أمام المجتمع الدولي على أنهم الممثلون للحزب بعد مقتل رئيسه ومؤسسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وكان آخر اجتماع لقيادات «اللجنة الدائمة الرئيسية» في حزب المؤتمر الشعبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 في الاجتماع الذي ترأسه صالح والذي عده كثير من القيادات حينها التفافاً على نتائج المؤتمر العام السابع للحزب المنعقد في 2009. وذكرت أمس وسائل إعلام الحزب الخاضعة للحوثيين في صنعاء أن القيادي صادق أمين أبوراس الذي كان قيادات صنعاء نصبوه رئيساً للحزب بعد مقتل صالح، أصدر قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية وذلك لانعقاد دورة استثنائية للجنة الدائمة الرئيسية للحزب.
وتضمن القرار تشكيل اللجنة التحضيرية من 14 اسما من القيادات التي لاتزال خاضعة للميليشيات برئاسة أبوراس، ومن بينهم يحيى الراعي رئيس البرلمان الخاضع للجماعة، في مسعى ترجح المصادر أنه يهدف إلى إعادة تشكيل قيادة الحزب وتكليف أمين عام له، وأمناء عموم مساعدين.
وسعت الجماعة منذ قتلها صالح في ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى الاستحواذ على أموال الحزب ومقاره وقامت بالتنكيل بالمئات من عناصره، قبل أن تفرض عليه هيمنتها وتضمن استمرار قراره السياسي والحزب تحت عباءتها بعيداً عن الخطاب الأخير لصالح الذي كان دعا فيه إلى الانتفاض ضد الجماعة وفض الشراكة معها. كما أقصت الجماعة الحوثية أغلب الوزراء في حكومتها الانقلابية المحسوبين على صالح بعد مقتله، وقامت بتعيين وزراء من عناصرها أو من القيادات الموالية لها، وكان آخر قرار لها أطاحت به قبل أيام وزير الأوقاف والإرشاد في حكومة الانقلاب غير المعترف بها شرف القليصي الذي عرف عنه أنه كان خطيب صالح في جامع السبعين حتى مقتل الأول.
وعلى رغم أن الجماعة الموالية لإيران أضافت عناصر من الحزب إلى قوام وفدها في المشاورات التي استضافتها السويد فإن وجودهم كان صورياً.
ويقول كثير من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» في الخارج، إن القيادة التي تشكلت في صنعاء بعد مقتل صالح، قيادة غير شرعية، لجهة أنه تم تشكيلها وفقاً لإرادة الجماعة الحوثية التي قتلت رئيس الحزب ومؤسسه، في الوقت الذي بات فيه أغلب القيادات في حكم المقيمين إجبارياً تحت سلطات الحوثيين. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة بعد مقتل صالح لتوحيد أجنحة الحزب في الخارج تحت قيادة موحدة، فإنها فشلت في تحقيق هدفها بخاصة مع تمسك الجناح الموالي للشرعية برئاسة هادي للحزب خلفاً لصالح، بموجب نتائج المؤتمر العام السابع للحزب في 2009.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.