بؤرة استيطانية جديدة قرب بيت لحم

حكومة إسرائيل تمنح تسهيلات للمستوطنين وتضاعف حمايتهم

TT

بؤرة استيطانية جديدة قرب بيت لحم

في الوقت الذي بلغت فيه الاحتفالات بعيد الميلاد أوجها، استعداداً لاستقبال عشرات ألوف الحجاج، بادر المستوطنون اليهود إلى إقامة بؤرة استيطان جديدة على أرض مدينة الميلاد بيت لحم، أمس (الاثنين). وتوجوا بذلك سلسلة إجراءات حكومية ترمي إلى تشجيع الاستيطان، أخطرها الدعوة التي أطلقها رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي أدلشتاين، لفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي والبؤرة الاستيطانية المحيطة به في مدينة الخليل.
وفي الساعات الأولى من فجر أمس، اقتحم نحو 150 مستوطناً الأراضي الفلسطينية التابعة لقرية بتير، المعروفة باسم «منطقة الخمار»، الواقعة غرب مدينة بيت لحم وجنوب القدس الشرقية المحتلة، وشرعوا في نصب عدة بيوت مؤقتة، وسط حماية جنود الجيش الإسرائيلي، معلنين عن إقامة بؤرة استيطان جديدة لهم.
وبالتوازي، قامت مجموعة أخرى من المستوطنين، في الساعة نفسها، بأعمال تجريف للأراضي الزراعية التابعة لمواطنين في خربة سوسيا، بمحافظة الخليل، بهدف إقامة بؤرة استيطانية، وقاموا بهدم مخزن في حي تل الرميدة.
ووفقاً للناشط راتب الجبور، فإن مستوطني سوسيا حرثوا نحو 10 دونمات من أراضٍ تعود لعائلة مسلم النواجعة، وقاموا بنصب كرفان، لافتاً إلى أن تجريفها يشير إلى محاولات المستوطنين الاستيلاء عليها من أجل زراعتها وضمها إلى المستوطنة.
وفي الحالتين المذكورتين، منعت قوات الاحتلال المواطنين وأصحاب الأرض من الوصول إليها. وجاءت هذه الخطوة في وقت اتخذت فيه الحكومة الإسرائيلية سلسلة قرارات وإجراءات تعزز من مكانة الاستيطان، وتسهل على المستوطنين الحياة، وتمنحهم فيها امتيازات مالية ومادية كثيرة. فقد وافقت لجنة المالية البرلمانية على طلب الحكومة مضاعفة ميزانية لحماية الحافلات والمواصلات للمستوطنين في الضفة الغربية، بغرض تعزيز الحماية لهم، وتوفير الشعور بالأمان. ومن مبلغ 15 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.7 شيقل) خصصت لهذا الغرض في سنة 2018، تم رفعها إلى 40 مليون شيقل، وتقرر إدراج هذه الزيادة في ميزانية الدولة للعام المقبل 2019.
وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، وهو من حزب الليكود الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو، أنه سينضم إلى جولة تنظمها حركة «إم ترتسو» اليمينية في الخليل، ستجري بعد أسبوعين، وذلك «لأنني أعتبر نفسي مناصراً للمستوطنين في الخليل، وأدعو إلى وضع الحي الذي يسكنونه، بما فيه مقام سيدنا إبراهيم، تحت السيادة الإسرائيلية»، كما قال.
وشارك أدلشتاين أمس في مؤتمر «لوبي أرض إسرائيل» في الكنيست، الذي أقيم تحت عنوان: «الدعم للاستيطان اليهودي في الخليل والالتزام به والتضامن معه»، وانطلقت منه دعوة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة الخليل.
وقال أدلشتاين، في بيان رسمي: «من الغريب في نظري أن يجرؤ بعض أعضاء الكنيست على تحدي حق الشعب اليهودي في الجلوس في مدينة أجداده.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.