الجامعة العربية: إعادة تفعيل عضوية سوريا تحتاج توافقاً ليس موجوداً الآن

حسام زكي قال إن القمة العربية ـ الأوروبية ستعقد في مصر فبراير المقبل

TT

الجامعة العربية: إعادة تفعيل عضوية سوريا تحتاج توافقاً ليس موجوداً الآن

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن قرار إنهاء تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية يحتاج إلى توافق بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن هذا مرتبط بإرادة الدول العربية، وأن هذا التوافق ليس موجوداً حتى الآن، و«لن نصادر على ما يحدث في المستقبل».
وقال زكي في مؤتمر صحافي عقده أمس، بالقاهرة، لعرض أنشطة الجامعة العربية خلال 2018، إنه «من الناحية الإجرائية، فإن قرار تعليق عضوية سوريا اتخذ من قبل مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وبالتالي يمكن لمستوى أقل من القمة أن يقرر الموقف من سوريا».
مضيفاً أنه إذا حدث توافق بين الدول الأعضاء على إنهاء تعليق عضوية سوريا، كما وافقت هذه الدول على تعليق عضويتها، ينتهي التعليق: «وهذا الموضوع لن يتم تعديل شيء فيه إلا بالتوافق». نافياً أن تكون زيارة الرئيس السوداني عمر البشير قد تمت بالتنسيق مع الجامعة العربية.
وأكد زكي دعم الجامعة العربية لجهود حل الأزمة الليبية، معرباً عن أمله في تغليب الليبيين مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار، موضحاً أن ميزانية المبعوث الأممي إلى ليبيا أكبر من موازنة الجامعة، والوجود الميداني على الأرض مهم ومكلف مادياً.
وحول اليمن، انتقد السفير زكي عدم اطلاع المبعوث الأممي الخاص باليمن للجامعة العربية على جهود حل الأزمة في اليمن، مؤكداً أنه لا يتواصل مع الجامعة العربية، مشيراً إلى أن الأمين العام أحمد أبو الغيط، أبلغ السكرتير العام للأمم المتحدة بذلك، وأبدى استنكاره، لافتاً إلى أن مبعوثي الأمم المتحدة في ليبيا وسوريا «يتواصلون معناً دائماً للوصول للحلول للأزمات العربية»، موضحاً أن «الجامعة العربية تقوم بجهود كبيرة خلال الفترة الحالية، للإعداد لثلاث قمم خلال الثلاثة أشهر المقبلة؛ حيث تستضيف لبنان القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة، خلال 19 و20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وتستضيف مصر القمة العربية - الأوروبية في 24 و25 فبراير (شباط) المقبل، بالإضافة إلى القمة العربية في دورتها الثلاثين، والتي تعقد في تونس 31 مارس (آذار) المقبل». وأعرب زكي عن أمله في نجاح هذه القمم، لافتاً إلى أن وجود هذه القمم المتعاقبة يلقي بالعبء والمسؤولية على الأمانة العامة للجامعة العربية، قائلاً: «نسعى لأن نضطلع بهذا العبء بكل ما تعودته الدول العربية من الأمانة العامة».
في سياق آخر، أكد السفير زكي دعم الجامعة للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنها لا تلعب دوراً بشأن المصالحة الفلسطينية، احتراماً للدور الذي تضطلع به مصر، فالجامعة العربية «تؤيد الجهود المصرية في هذا الشأن، فمصر تقوم بدور مناسب في هذا الخصوص».
وعن الموقف الخاص بكل من أستراليا والبرازيل، بنقل سفارتيهما إلى القدس، أوضح أن هناك فرقاً بين الموقفين؛ لأن أستراليا أعلنت قرارها، أما البرازيل فإنها لم تعلن بعد، مشيراً إلى رسائل متبادلة بين الأمين العام، دعا خلالها الرئيس المنتخب للحفاظ على العلاقات مع الجامعة العربية، واحترام القانون الدولي، «وبالنسبة لأستراليا نسعى لحثها على الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، كما فعلت روسيا».
وعما إذا كان هناك وفد عربي سيتوجه إلى البرازيل لإقناعها بالعدول عن موقفها الذي لم يصدر بشأنه قرار بعد، قال زكي إن «إرسال وفد عربي ما زال قيد البحث، حتى نتأكد من مدى التجاوب مع الوفد العربي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.