الملكة إليزابيث تدعو البريطانيين إلى تهدئة انقساماتهم بسبب «بريكست»

شددت على إظهار الاحترام ونبذ الخلافات

TT

الملكة إليزابيث تدعو البريطانيين إلى تهدئة انقساماتهم بسبب «بريكست»

تغتنم الملكة إليزابيث الثانية خطابها التقليدي بمناسبة الميلاد، اليوم، لدعوة البريطانيين، المنقسمين بسبب «بريكست»، إلى إظهار «الاحترام» بعضهم لبعض، بحسب مقتطفات نشرت مسبقاً أمس.
وستعلن الملكة (92 عاماً) في الخطاب المسجل الذي يبث اليوم: «حتى وإن كانت تقسمنا خلافات عميقة، فإن التعاطي مع الآخر باحترام كإنسان، يعد دائماً خطوة أولى جيدة».
وحسب الدستور البريطاني، فإن على ملكة بريطانيا أن تبقى حيادية على الصعيد السياسي، علماً بأن خطابها الميلادي يعد مناسبة نادرة للتعبير علناً عن آرائها الشخصية.
وحتى لو لم تذكر الملكة «بريكست» مباشرة، فقد رأت جل الصحف البريطانية، أمس، في كلماتها «إشارة مبطنة» لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المقرر في 29 من مارس (آذار) المقبل.
وبعد أكثر من عامين على استفتاء 23 يونيو (حزيران) 2016، لا يزال المجتمع البريطاني يشهد انقسامات عميقة حول سبل تطبيق هذا الانفصال التاريخي، الذي سيضع حداً لوحدة بدأت في 1973.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، قد توصلت إلى إبرام اتفاق مع قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، حول شروط الخروج؛ لكن البرلمان البريطاني لم يصادق حتى الآن على هذه المعاهدة، ما يثير شكوكاً حول العملية برمتها. وكدليل على التوتر السائد في البرلمان، فقد أثار زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن، غضب النواب المحافظين الأسبوع الماضي، بعد أن قال إن ماي «امرأة حمقاء». وقد وجهت ماي عبر صحيفة «دايلي إكسبرس» رسالة إلى مواطنيها دعت فيها للوحدة. وقالت إن «على البريطانيين أن يتخطوا خلافاتهم حول (بريكست)، والتركيز على ما يمكن فعله معاً»، مبرزة أنه «كلما اتفق النواب بسرعة على اتفاق جيد لـ(بريكست)، تمكنَّا من معالجة مشكلات أخرى، وبناء بلد مناسب للجميع».
وأضافت الملكة إليزابيث في كلمتها المسجلة بمناسبة عيد الميلاد، أن العالم «في أحوج ما يكون للإنصات إلى رسالة السلام، وحسن النية التي يحملها هذا العيد. كما يتعين على الجميع تبادل الاحترام، حتى إن كانت بينهم أشد الخلافات».
وأشارت مقتطفات من الكلمة، التي وزعها قصر باكنغهام أمس، إلى أن الملكة تكلمت أيضاً عن الأسرة والصداقة، بعد عام تزوج خلاله حفيدها الأمير هاري من الممثلة ميغان ماركل، المولودة في الولايات المتحدة.
ومنذ توليها العرش قبل 66 عاماً، تتحاشى الملكة التعليق علانية على الشؤون الدولية، أو القضايا السياسية الحزبية الشائكة. وعلى هذا الأساس لم تتضمن المقتطفات المسربة أي إشارة إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبريطانيا في يوليو (تموز) الماضي، أو الاضطرابات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتتطرق الملكة في كلمتها إلى ميلاد السيد المسيح بقولها: «أرى أن رسالته التي تدعو للسلام على الأرض، وحسن النية مع الجميع، لن يعفي عليها الزمن أبداً. ويمكن للجميع أن ينصتوا إليها. إن الحاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت مضى».
وتقضي الملكة عيد الميلاد كالمعتاد في ضيعتها في نورفولك بشرق إنجلترا؛ حيث ينضم إليها أفراد من العائلة المالكة.
ويأتي الخطاب الملكي قبل أقل من 100 يوم على موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ حيث لا يزال اتفاق الانفصال محل شك ومعارضة قوية في وستمنستر. ومن هذا المنطلق يؤكد الخطاب على «الحاجة إلى التعامل بكياسة مع أولئك الذين لديهم وجهات نظر متعارضة».
وتم تسجيل الخطاب في قصر باكنغهام في 12 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أي قبل أسبوع من خلاف رئيسة الوزراء تيريزا ماي في البرلمان مع زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن، على خلفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.