مغرب 2018: مهرجانات وإصدارات وحصاد جوائز... ورحيل فنانين وأدباء

تكريم روبيرت دي نيرو في مهرجان مراكش
تكريم روبيرت دي نيرو في مهرجان مراكش
TT

مغرب 2018: مهرجانات وإصدارات وحصاد جوائز... ورحيل فنانين وأدباء

تكريم روبيرت دي نيرو في مهرجان مراكش
تكريم روبيرت دي نيرو في مهرجان مراكش

تواصلت في سنة 2018، ومن خلال المهرجانات واللقاءات الوطنية والدولية والتظاهرات الكبرى ذات التوجه الأدبي والفني التي نظمت بمختلف ربوع المملكة، حيوية المشهد الثقافي، وميزة التنوع الذي يسم الممارسة الأدبية والفنية في المغرب؛ فيما أعطت «جائزة المغرب للكتاب» صورة عن ثقافة الاعتراف بقيمة المنجز الأدبي المغربي. وبقدر ما نقلت التظاهرات الثقافية المنظمة على مدى شهور السنة، صورة عن حيوية ودينامية مغرب متنوع وغني بثقافته ومثقفيه، فقد أبت 2018 إلا أن تترك حزناً في النفوس، بعد رحيل عدد من الأسماء التي تميزت بمسارها الأدبي والفني.
- مهرجانات دولية
خلال 2018 نظمت بعدد من المدن المغربية مهرجانات ذات صيت عربي وعالمي. ففي أصيلة، نظم «موسم أصيلة الثقافي الدولي»، في دورته الـ40، التي تواصلت في ما بين 23 يونيو (حزيران) و20 يوليو (تموز)، وفية لروح وتوجه هذه التظاهرة المتميزة، سواء من حيث نوعية وتنوع برنامجها، وقيمة المشاركين فيها.
وتضمن برنامج هذه الدورة التي احتفت بأفريقيا ندوات ولقاءات ذات توجه سياسي وفكري وأدبي ضمن فعاليات الدورة الـ33 لجامعة المعتمد بن عباد، وتناولت موضوعات لها راهنيتها، من قبيل «الاندماج الأفريقي: أين العطب؟» و«ثم ماذا بعد العولمة؟» و«الفكر الديني الحاضن للإرهاب: المرجعية وسبل مواجهته»؛ فضلا عن مشغل للصباغة على الجداريات، ومشغل الفنون التشكيلية، ومشغل بيداغوجي لتدريب الأطفال على ممارسة الرسم، ومشغل كتابة الأطفال، ومعارض متنوعة، وباقة من العروض الغنائية والموسيقية الراقية، وعرض للأزياء التقليدية، في ظل حضور نوعي وجمهور وفيّ متعطش.
كما تضمن برنامج الدورة تسليم جائزة «تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي»، في دورتها الـ11، للشاعر السينغالي أمادو لامين صال؛ و«جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»، في دورتها السابعة، للكاتب المغربي أحمد المديني؛ و«جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب»، التي فاز بها، مناصفة، الشاعرة المغربية نسيمة الرواي والشاعر التونسي أحمد العربي. وفي مدينة مراكش، عادت عجلة المهرجان الدولي للفيلم للدوران، في دورته السابعة عشرة، التي نظمت في ما بين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) و8 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك بعد مرور سنة عرفت توقفاً أملته ضرورة التأمل وإعادة تحديد هوية هذه التظاهرة الفنية الكبرى. وأسفرت نتائج المسابقة الرسمية عن فوز الفيلم النمساوي «جُوي» لمخرجته سودابيه مرتضائي بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى)، فيما ذهبت جائزة الجمهور لفيلم «منظفة الغرف» لمخرجته المكسيكية ليلا أفيليس، وفاز بجائزة الإخراج، الصربي أوغنين غلافونيتش عن فيلم «الحمولة»، وبجائزة أفضل دور رجالي الممثل التونسي نضال السعدي عن فيلم «في عينيا» لمخرجه التونسي نجيب بلقاضي، فيما فازت الممثلة آنيه شفارتز بجائزة أفضل دور نسائي عن فيلم «كل شيء على ما يرام» لمخرجته الألمانية إيفا تروبش.
واقترحت دورة هذه السنة قائمة أفلام ناهزت 80، من 29 بلداً، توزعت على عدة فقرات، شملت «المسابقة الرسمية» و«السهرات المسائية» و«العروض الخاصة» و«القارة 11» و«بانوراما السينما المغربية» و«الجمهور الناشئ» و«عروض جامع الفنا» و«عروض المكفوفين وضعاف البصر» و«التكريمات»، فضلاً عن فقرات أخرى، أبرزها «حديث مع...». و«ورشات الأطلس».
ومنحت مشاركة عدد من نجوم السينما العالمية والعربية التظاهرة المغربية إشعاعاً كبيراً، خصوصاً النجم الأميركي روبيرت دي نيرو والمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي. وغير بعيد عن المدينة الحمراء، واصلت «مدينة الرياح»، الصويرة، احتضانها مهرجاناتها الثلاثة: «ربيع الموسيقى الكلاسيكية» و«كناوة وموسيقى العالم» و«أندلسيات أطلسية». وركز مهرجان «ربيع الموسيقى الكلاسيكية»، في دورته الثامنة عشرة، التي نظمت في ما بين 26 و29 أبريل (نيسان)، على الموسيقي الألماني يوهان برامز، مقترحاً 12 حفلاً، دارت حول أعمال المؤلفين الذين يحسبون على المرحلة الرومانسية، من شومان إلى مندلشون، ومن شوبير إلى بيتهوفن، دون نسيان دفورجاك، وبروكوفييف، وبيرنستاين.
من جهتها، تميزت فعاليات «مهرجان كناوة وموسيقى العالم»، في دورته الـ21، التي نظمت في ما بين 21 و23 يونيو (حزيران)، ببرمجة غنية ومتنوعة، توزعها الشق الموسيقي بمشاركة فنانين من المغرب والخارج، ومنتدى حقوق الإنسان، الذي نظم، في دورته السابعة، في موضوع «حتمية المساواة»، وتوزعته أربع قضايا رئيسية: «المساواة، والتمييز، والمناصفة: المفاهيم، والانعكاسات» و«تقدم لا ينكر، وضروب تمييز مستمرة» و«مجتمع في دينامية: مبادرات من أجل حقوق النساء» و«سبل الإصلاح»؛ ومائدة مستديرة في موضوع «الثقافة والإدماج الاجتماعي: ما هو إسهام ائتلاف المدن العربية لمكافحة العنصرية والتمييز وكره الأجانب والتعصب؟»، فضلاً عن فقرة «شجرة الكلمات» وورشات ومعرض فني في موضوع «مركز آلات أفريقيا». في حين كان موعد جمهور مهرجان «الأندلسيات الأطلسية»، في دورته الـ15، التي نظمت في ما بين 25 و28 أكتوبر (تشرين الأول)، مع لحظات للتفكير والنقاش، وفقرات فنية تشترك في الأداء الراقي، أداها فنانون مغاربة، مسلمون ويهود، تأكيداً على تنوع وتعايش ميزا تاريخ المغرب منذ غابر القرون. وفي مدينة فاس، واصل مهرجان الموسيقى العالمية العريقة مسيرته، رافعاً، في دورته الـ24 التي نظمت في ما بين 22 و30 يونيو (حزيران)، شعار «معارف الأسلاف»، مقترحا برمجة غنية ربطت بين موروث حرفي فريد تعد ركيزته الأساسية المعطى الروحي، وإبداع معاصر يفتح الباب أمام آفاق جد واعدة، من خلال برمجة موسيقية من أكثر من 20 دولة؛ فيما عرف المنتدى مشاركة باحثين وكتاب وفلاسفة، أبرزوا روح التسامح والتعايش من خلال الفنون والموسيقى، انطلاقاً من 3 محاور أطرت التدخلات؛ شملت «الجماليات والرموز» و«طريقة ونطاق الحياة الاجتماعية» و«فنون وإبداعات». وفي مدينة الرباط، واصل مهرجان «موازين... إيقاعات العالم»، في دورته الـ17 في ما بين 22 و30 يونيو (حزيران)، استقطاب أبرز نجوم الغناء في العالم، حيث تابع عشرات الآلاف حفلات فنانين مغاربة وعرب وغربيين.
- مسرح
نظمت فعاليات «المهرجان الوطني للمسرح»، في دورته الـ20، في ما بين 7 و14 ديسمبر (كانون الأول)، بمدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل. وأسفرت نتائج مسابقته عن فوز مسرحية «الخالفة» لفرقة «أنفاس» من الداخلة بالجائزة الوطنية الكبرى للمسرح، فيما فازت سارة حمليلي عن مسرحية «نجمة» لفرقة «لايت كوميدي» من المحمدية بـ«جائزة الأمل»، وبـ«جائزة الملابس» نورا إسماعيل عن مسرحية «بيلماون» لفرقة «في آج» من الرباط، وبـ«جائزة السينوغرافيا» رشيد الخطابي عن مسرحية «اتسوض عاوذ» لفرقة «تفسوين للمسرح الأمازيغي» من الحسيمة، وبـ«جائزة أحسن نص مسرحي» يحيى الفاندي عن مسرحية «نجمة» لفرقة «لايت كوميدي» من المحمدية، وبـ«جائزة أحسن تشخيص نسائي» هاجر الشركي عن مسرحية «لمبروك» لفرقة «ستيلكوم» من الرباط، وبـ«جائزة أحسن تشخيص رجالي» توفيق أزديو عن مسرحية «صباح ومسا» لفرقة «دوز تمسرح» من مراكش، وبـ«جائزة أحسن إخراج» أمين غوادة عن مسرحية «بيلماون» لفرقة «في آج» من الرباط. ورغبة في «تطوير العرض الثقافي الموجّه لمغاربة العالم»، أعدت وزارة الجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية»، برنامجاً تضمن تقديم 51 عرضاً مسرحياً بالأمازيغية بعدد من بلدان الاستقبال، قدمتها 12 فرقة من مختلف جهات المملكة، مثلت مختلف أطياف اللغة الأمازيغية، فيما تميزت عروضها بتنوع أشكالها التعبيرية.
- معرض الدار البيضاء
احتضنت الدار البيضاء، في ما بين 9 و18 فبراير (شباط)، الدورة الـ24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي استضافت مصر «ضيف شرف»، بمشاركة أكثر من 700 عارض مباشر وغير مباشر من المغرب والخارج. فيما ساهم في برنامجها الثقافي نحو 350 متدخّلاً من المغرب وخارجه.
وخصصت الدورة برنامجاً خاصاً لـ«ضيف الشرف»، وذلك للمكانة الاعتبارية التي احتلتها وتحتلها مصر ضمن الخريطة الحضارية والتاريخية الإنسانية، ولموقعها الثقافي الريادي الذي نَحَته كتابها ومبدعوها في ذاكرة الوجدان العربي.
وشهد البرنامج الثقافي للدورة لحظات أخرى قوية، من قبيل «أمسية الأركانة»، التي احتفت بالشاعر الطوارقي محمدين خواد الفائز بـ«جائزة الأركانة العالمية للشعر»، في دورتها الثانية عشرة، التي ينظمها «بيت الشعر في المغرب»، وحفل تسليم «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة» التي ينظمها «المركز العربي للأدب الجغرافي»، وحفل تسليم «جائزة القراءة» التي تنظمها شبكة القراءة بالمغرب.
- فنون تشكيلية
واصلت المتاحف والأروقة اقتراح معارض فنية، أكدت الدينامية التي يشهدها المشهد التشكيلي المغربي. ومن بين عشرات المعارض المقترحة، يمكن التوقف؛ مثلاً، عند معارض «الشعيبية طلال، فاطمة حسن الفروج، راضية بنت الحسين: رحلة إلى منابع الفن»، و«المتوسط والفن الحديث»، و«أحمد الشرقاوي بين الحداثة والتجذر» وذلك في «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط؛ أو المعرض الخاص بالأعمال التشكيلية للشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، والذي احتضنه «رواق ماتيس» بمراكش.
- وجدة عاصمة الثقافة العربية
شكلت فعاليات «وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018»، المنظمة في ما بين 13 أبريل (نيسان) 2018 و29 مارس (آذار) 2019، مناسبة لتسليط الضوء على هذه المدينة المغربية التي تقع شرق المملكة، والتي تكون طيلة سنة كاملة منصة للإشعاع الثقافي العربي، وفضاء للتفاعل المثمر بين الأشقاء في إطار تواصل حلقات العمل العربي المشترك.
- إصدارات
حافظ الكتاب المغربي على دينامية نشره وتداوله، سواء داخل البلاد وخارجها، من خلال منجز بقدر ما توزعته مختلف أجناس الكتابة؛ أظهر أن جديد النشر المغربي وجِدّتَهُ تتقاسمهما الأسماء المكرسة والصاعدة، على حد سواء. واستأنفت مجلة «الثقافة المغربية» صدورها، وهي التي شهدت، على امتداد أعدادها السبعة والثلاثين السابقة، تطورات مرافقة لتطور الحقل الثقافي المغربي، كما سجلت تراكمات مهمة على مستوى الإنتاج الفكري والإبداعي والنقدي، ومتابعات لأهم القضايا الثقافية المستجدة، سواء في المغرب وخارجه.
- جائزة المغرب للكتاب
شهدت دورة هذه السنة من «جائزة المغرب للكتاب» فوز 13 كاتباً في 8 أصناف. يتعلق الأمر بمحمد الناصري عن كتابه «رغبات مدينة» ضمن صنف العلوم الإنسانية؛ وأحمد شراك عن كتابه «سوسيولوجيا الربيع العربي» مناصفة مع محمد براو عن كتابه «مسؤولية الفاعلين في مجال التدبير العمومي أمام مجلس الحسابات» ضمن صنف العلوم الاجتماعية؛ وخالد بلقاسم عن كتابه «مرايا القراءة» مناصفة مع أحمد الشارفي عن كتابه «اللغة واللهجة» ضمن صنف الدراسات الأدبية واللغوية والفنية؛ وعزيز لمتاوي عن ترجمة كتاب «نظرية الأجناس الأدبية» لجان ماري شايفر مناصفة مع سناء الشعيري عن ترجمة رواية «العاشق الياباني» لإيزابيل ألليندي ضمن صنف الترجمة؛ وعبد المجيد سباطة عن روايته «ساعة الصفر» ضمن صنف السرد؛ وصلاح بوسريف عن ديوانه «رفات جلجامش» ضمن صنف الشعر؛ وعياد الحيان عن كتابه «سا أغيرا دار إيليس ن تافوكت» مناصفة مع فاضمة فراس عن كتابها «أسكويت ن تلكاوت» ضمن صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي؛ وجمال بوطيب عن كتابه «حور تشرب الشاي مع القمر» مناصفة مع خديجة بوكا عن كتابها «صمتا! إننا نلعب» ضمن صنف الكتاب الموجة للطفل والشباب.
- محمود درويش في الرباط
تأكيداً لعمق العلاقة التي نسجها المغاربة مع محمود درويش، المبدع والإنسان، شكلت الذكرى العاشرة لرحيل شاعر «مديح الظل العالي» فرصة لاستحضار تجربة هذا الشاعر الفلسطيني الكبير، بمساهمة كتاب وتشكيليين، وذلك من خلال مظاهرة كبرى أطلقها «بيت الشعر في المغرب» تحت عنوان «محمود درويش في الرباط»، تضمنت، على الخصوص، ندوة كبرى ومعرضاً تشكيلياً، فضلاً عن صدور عدد خاص من مجلة «البيت» بمشاركة نخبة من الكتاب المغاربة والعرب، تصدرته صورة للشاعر الراحل وعبارة: «محمود درويش: أمشي كأني واحد غيري».
- رحيل كتاب ومثقفين
لم تمر سنة 2018 من دون أن تترك في نفوس مثقفي وأدباء وفناني المغرب، بشكل خاص، والجمهور المغربي، بشكل عام، حزناً على رحيل عدد من الأسماء التي كان لها حضورها في المنجز الأدبي والفني للبلد، بينهم الدكتور محمد بن شريفة؛ أحد أبرز أعلام الفكر في المغرب والعالم العربي في الأدب الأندلسي، والباحث والناقد المتميز محمد أنقار، والفنان التشكيلي حسن الكلاوي؛ أحد مؤسسي الفن التشكيلي بالمغرب، فضلاً عن الشاعر المغربي علي الصقلي الحسيني؛ الشهير بأنه واضع كلمات النشيد الوطني المغربي.



مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل وتضمن العديد من الموضوعات والمواد المهمة. وكرست المجلة ملف العدد لموضوع إقصاء المرأة من حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك في الملف: كل من رسلان عامر: «غياب المرأة الفلسفي بين التاريخ والتأريخ». خديجة زتيلي: «هل بالإمكان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية المعاصرة؟» فرانك درويش: «المرأة في محيط الفلسفة». أحمد برقاوي: «ما الذي حال بين المرأة والتفلسف؟» ريتا فرج: «الفيلسوفات وتطور الأبحاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ المعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حين يتفلسفن». نذير الماجد: «الفلسفة نتاج هيمنة ذكورية أم نشاط إنساني محايد؟» كلير مثاك كومهيل، راشيل وايزمان: «كيف أعادت أربع نساء الفلسفة إلى الحياة؟» (ترجمة: سماح ممدوح حسن).

أما الحوار فكان مع المفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفيه يؤكد على أن الدين لا يعوض الفلسفة، وأن الفلسفة لا تحل محل الدين، وأن المفكرين الدينيين الحقيقيين يرفضون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائهم. وكذلك تضمن العدد حواراً مع الروائي العربي إبراهيم عبد المجيد الذي يرى أن الحزن والفقد ليس مصدرهما التقدم في العمر فقط... ولكن أن تنظر حولك فترى وطناً لم يعد وطناً (حاوره: حسين عبد الرحيم).

ونطالع مقالات لكل من المفكر المغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في الممارسات الثقافية»، والكاتب والأكاديمي السعودي عبد الله البريدي «اللغة والقيم العابرة... مقاربة لفك الرموز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عدمية وهويات رديئة. ويذهب الناقد سعيد بنكراد في مقال «الصورة من المحاكاة إلى البناء الجمالي» إلى أن الصورة ليست محاكاة ولا تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وترجم ميلود عرنيبة مقال الفرنسي ميشال لوبغي «من أجل محبة الكتب إمبراطورية الغيوم».

ونقرأ مقالاً للأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «لا تحرر الحرية» (أريانا ماركيتي، ترجمة إسماعيل نسيم). و«فوزية أبو خالد... لم يزل الماء الطين طرياً بين أصابع اللغة» (أحمد بوقري). «أعباء الذاكرة ومسؤولية الكتابة» (هيثم حسين). «العمى العالمي: غزة بين فوضى الحرب واستعادة الإنسانية» (يوسف القدرة). «الطيور على أشكالها تقع: سوسيولوجيا شبكة العلاقات الاجتماعية» (نادية سروجي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي).

ويطالع القارئ في مختلف أبواب المجلة عدداً من الموضوعات المهمة. وهي كالتالي: قضايا: سقوط التماثيل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب للهياكل والأجساد والأصوات (نزار أغري). ثقافات: «هل يمكن أن تحب الفن وتكره الفنان؟» ميليسا فيبوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خضر... المؤلف وسرديات الأسلوب المتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الفضاءات العامة والخاصة في جدة بين التراث والحداثة (بدر الدين مصطفى). حكايتي مع الكتب: الكتب صحبة رائعة وجميلة الهمس (فيصل دراج). فضاءات: «11 رصيف برنلي»... الابنة غير الشرعية لفرنسوا ميتران تواجه أشباح الحياة السرية (ترجمة جمال الجلاصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء المستقبل وتنمية ثقافية مؤثرة في المجتمع السعودي (هدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بين المنجز والمأمول (الزواوي بغورة). المسرح: الكاتبة ملحة عبد الله: لا أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنما كي أسجل اسمي في تاريخ الفن (حوار: صبحي موسى).

وفي باب القراءات: نجوان درويش... تجربة فلسطينية جسورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة في روايات علاء الديب (عمر شهريار). «أغنية للعتمة» ماتروشكا الحكايات والأنساب تشطر التاريخ في صعودها نحو الأغنية (سمية عزام). تشكيل: مهدية آل طالب: دور الفن لا يتحقق سوى من خلال الفنان (هدى الدغفق). مسرح: المنظومة المسرحية الألمانية يؤرقها سوء الإدارة والتمييز (عبد السلام إبراهيم)

ونقرأ مراجعات لكتب: «وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة» (عماد الدين موسى)، «مروة» (نشوة أحمد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فادحة» (معتصم الشاعر)، «أبناء الطين» (حسام الأحمد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة).

وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هيدغر يصحو من نومه» (سيف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر الأزرق» (مشاعل عبد الله)، «معرض وجوه» (طاهر آل سيف)، «سارقة الذكريات» (وجدي الأهدل)، «أوهام الشجر» (منصور الجهني).