ارتفاع عدد ضحايا التسونامي في إندونيسيا إلى 373 قتيلاً

وقف الترويج للمناطق السياحية المتضررة

جانب من الدمار الذي سببه التسونامي في لامبونغ جنوب سومطرة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الذي سببه التسونامي في لامبونغ جنوب سومطرة (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد ضحايا التسونامي في إندونيسيا إلى 373 قتيلاً

جانب من الدمار الذي سببه التسونامي في لامبونغ جنوب سومطرة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الذي سببه التسونامي في لامبونغ جنوب سومطرة (أ.ف.ب)

تبذل فرق الإنقاذ اليوم (الاثنين) جهوداً حثيثة للعثور على ناجين من التسونامي الذي أودى بحياة أكثر من 373 شخصاً بينما يحذر الخبراء من خطر موجات كبيرة من المد البحري بسبب النشاط البركاني.
وتحاول فرق الإنقاذ المزودة بحفارات ومعدات ثقيلة أخرى رفع الأنقاض بينما تم إجلاء آلاف الأشخاص إلى المرتفعات. ويعمل بعض المنقذين بأيديهم.
وكان التسونامي ضرب فجأة مساء السبت سواحل مضيق سوندا الذي يفصل بين جزيرتي سومطرة وجاوة. وأدت الكارثة إلى سقوط 281 قتيلاً وأكثر من ألف جريح إلى جانب 57 مفقوداً حسب حصيلة جديدة يتوقع أن ترتفع.
وقال سوتوبو بوروو نغروهو الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إن «عدد الضحايا سيستمر في الارتفاع».
ومن جانبه، أصدر وزير السياحة الإندونيسي عارف يحيى تعليمات لموظفيه بالتوقف عن الترويج السياحي لمنطقة تانيوج ليسونج وضواحيها.
وذكرت صحيفة «جاكرتا بوست» في موقعها على الإنترنت اليوم الاثنين إن موجة تسونامي تسببت في تدمير المنشآت السياحية في منطقة تانيوج ليسونج.
ونقلت الصحيفة عن يحيى قوله: «في ظل هذه الظروف الطارئة، أصدرت تعليماتي بوقف كل أنشطة الترويج السياحي للأماكن المتضررة من هذه الكارثة».
وقال يحيى: «يجرى حالياً تنشيط فريق يضم وحدات معنية بذلك في الوزارة»، مشيراً إلى أن مهمة الفريق تتمثل في مراقبة الأوضاع في ثلاث وجهات سياحية، وهي أنير، وشواطئ تانيوج ليسونج في منطقة بانتن، ولامبونج، لتوفير الخدمات المتعلقة بالقطاع السياحي.
وفي سياق متصل، قال علماء اليوم الاثنين إن كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة أناك كراكاتوا البركانية ربما انزلقت إلى المحيط قبل دقائق فقط من اجتياح أمواج المد العاتية (تسونامي) ساحلا في إندونيسيا لتقتل وتصيب مئات الأشخاص.
وأضاف العلماء أن الرأي المتفق عليه بناء على صور التقطتها الأقمار الصناعية وعلى المعلومات المتاحة هو أن انهيار جزء من البركان تسبب في الأمواج المميتة.
وأظهرت صور التقطها القمر الصناعي «سنتنال - 1» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية انزلاق جزء كبير من القسم الجنوبي للبركان إلى المحيط.
وقال سام تيلور أوفورد عالم الزلازل بمؤسسة (جي إن إس ساينس) البحثية في ولنجتون «النظرية الأقوى هي حدوث انهيار أرضي تحت سطح الماء».
وتابع قائلاً: «لذا عندما تغوص قطعة الأرض في المحيط... تزيح سطحه مسببة الإزاحة الرأسية التي تسبب التسونامي».
لكنه أضاف أن نقص البيانات وصعوبة الوصول يجعلان من المستحيل التيقن من هذه النظرية.
ويقع بركان أناك كراكاتوا في منتصف الطريق تقريباً بين جاوة وسومطرة وينفث الرماد والحمم منذ شهور. وثار البركان قبل 24 دقيقة تقريباً قبل وصول الأمواج إلى الساحل وقد يكون ذلك الثوران سبب الانهيار الأرضي.
وقال تيلور أوفورد إن الثوران والضجيج الشديد قد يكونان السبب في عدم تسجيل الانهيار الأرضي بوسائل قياس الزلازل.
وقال العلماء إن تسبب بركان، وليس زلزالاً، في أمواج المد العاتية قد يكون السبب في عدم رصد أي تحذير من الأمواج.
وقال سكان المنطقة الساحلية إنهم لم يروا أو يشعروا بأي مؤشرات، مثل هزة أرضية أو انحسار الماء على امتداد الشاطئ، قبل وصول أمواج يصل طولها إلى ثلاثة أمتار.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.