تعزيزات للنظام ولقوات روسية نحو ريف دير الزور الشرقي

TT

تعزيزات للنظام ولقوات روسية نحو ريف دير الزور الشرقي

تشهد الأراضي السورية تحركات واسعة بين القوات العاملة على الأرض التي تتسابق لملء الفراغ الذي سيخلّفه انسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، بحسب ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس.
وتحدث موقع «دير الزور 24»، الذي تشرف عليه مجموعة من الناشطين في شرق سوريا، عن وصول تعزيزات روسية جديدة إلى حي الحويقة في مدينة دير الزور، بالإضافة إلى تعزيزات أخرى وصلت إلى المدينة الرياضية، بالقرب من مشفى الأسد عند المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور.
ووصل رتل عسكري روسي مدعوم بآليات ومنازل متنقلة إلى البادية السورية، وتحديداً منطقة ظاظا جنوب شرقي البلاد، في تحرك اعتبر مقدمة لإنشاء تمركز أو قاعدة عسكرية في المنطقة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن قاعدة التنف، الواقعة قرب الحدود العراقية والأردنية، وتضم قوات أميركية وبريطانية وعناصر من المعارضة المسلحة المدعومة من التحالف الدولي.
وتأتي أهمية المنطقة من موقعها الرابط بشكل مباشر بين البادية السورية ومدن وبلدات القلمون الشرقي، بالإضافة إلى محاذاتها الطريق الدولي بين دمشق وبغداد.
وقال الصحافي في شبكة «فرات بوست» السوري صهيب جابر، لـ«سكاي نيوز عربية»، إن التحرك الروسي انطلق من مطار دير الزور العسكري، وشمل أيضا إرسال رتلين عسكريين، أحدهما إلى مدينة البوكمال، والآخر إلى مدينة الميادين في دير الزور، في إطار ترتيبات عسكرية جديدة تهدف إلى التمركز محل ميليشيات إيرانية في المنطقة.
وبالتوازي، شهدت بلدتا خشام ومراط (شرقي دير الزور) وجوداً مكثفاً للقوات الروسية، بحسب وسائل إعلام محلية، ذكرت أن وحدات من الجيش السوري توجهت نحو ريف دير الزور الشرقي لبدء عملية عسكرية في شرقي سوريا. وقال موقع «أوقات الشام الإخبارية» إن الجيش السوري سحب جزءاً من قواته من محيط محافظة إدلب باتجاه المنطقة الشرقية.
من جهته، ذكر المكتب الإعلامي لقوات الطراميح التابع لـ«قوات النمر» في الجيش السوري، أن «فوج الطراميح» تلقى إشعارات بالتوجه من جبهات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي إلى دير الزور. وأشار المكتب إلى أن سحب القوات يأتي لبدء عملية عسكرية شرق الفرات، ضد تنظيم داعش الذي ينتشر في جيوب بالمنطقة.

وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن حشوداً عسكرية مسلحة بعربات المدفعية والدبابات وحاملات الجنود وسيارات دفع رباعي، بدأت بالوصول تباعاً إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، شمال شرقي سوريا على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.
كما تحدث موقع «فرات بوست» عن إرسال ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، الموجودة في مدينة البوكمال وريفها، تعزيزات عسكرية إلى ريف الرقة الغربي وريف دير الزور الغربي «شامية».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر، نقلاً عن عدد من المصادر الموثوقة، أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى ريف دير الزور الشرقي، وأن قوات النظام وحلفاءها استقدمت الآلاف من عناصرها والمسلحين الموالين لها إلى غرب نهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، قبالة الجيب الأخير لتنظيم داعش، الواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأضاف أن القوات هذه تمركزت في أهم مدينتين على طريق طهران – بيروت، وهما مدينة البوكمال ومدينة الميادين، اللتان تسيطر عليهما القوات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني والميليشيات العسكرية العراقية والإيرانية والأفغانية والآسيوية.
وأكدت المصادر، أن مئات العناصر ومن ضمنها «قوات النمر» التي كان يجري قبل أسابيع التحضير لتسريح 8 آلاف منهم، جرى نقلهم برفقة معدات عسكرية وعتاد وذخيرة وأسلحة ثقيلة، وسط ترقب لعملية عسكرية قد تشنها قوات النظام في المنطقة للسيطرة على أجزاء منها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.