الفصائل في غزة تهدد إسرائيل بعد قتل 4 فلسطينيين

أقارب فتى فلسطيني قتلته إسرائيل يوم الجمعة خلال تشييع جنازته في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
أقارب فتى فلسطيني قتلته إسرائيل يوم الجمعة خلال تشييع جنازته في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

الفصائل في غزة تهدد إسرائيل بعد قتل 4 فلسطينيين

أقارب فتى فلسطيني قتلته إسرائيل يوم الجمعة خلال تشييع جنازته في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
أقارب فتى فلسطيني قتلته إسرائيل يوم الجمعة خلال تشييع جنازته في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

وجّهت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تهديدات إلى إسرائيل بعد قتلها 4 فلسطينيين في مظاهرات جرت، أول من أمس (الجمعة)، على حدود القطاع. وقالت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة» في غزة إنها في حالة تشاورٍ دائم «إثر جرائم الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار على امتداد قطاع غزة».
وشددت «الغرفة المشتركة»، في بيان، على أنها «سيكون لها موقف واضح» اليوم (الأحد) لـ«تحديد سياساتها وقواعد عملها تجاه عنجهية الاحتلال وجرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة وكسر الحصار».
وقتلت إسرائيل 4 فلسطينيين في مظاهرات الجمعة، ما حمل «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» على التحذير من انفجار مقبل. وحمّلت الهيئة، في مؤتمر صحافي أمس «الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن تداعيات الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها جنوده بحق المشاركين السلميين (في المسيرات) على حدود قطاع غزة»، داعية مصر، بوصفها راعية التهدئة، إلى «تحمل مسؤولياتها وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق تفاهمات وقف إطلاق النار ووقف إرهابها وإجرامها بحق أبناء شعبنا».
وقال متحدث باسم الهيئة في المؤتمر إن «استهداف المدنيين دليلٌ على أن إسرائيل تحاول وقف وإخماد مسيرات العودة»، مشدداً على أن الاحتلال «سيفشل في وقف المسيرات التي تعتبر إحدى أهم الوسائل للدفاع عن قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي بإجرامه وإرهابه». كما دعت الهيئة «جميع القوى الحية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والأمم المتحدة إلى إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتحرك الفاعل لمحاكمة قادة الاحتلال».
وجاءت تهديدات الفصائل بعدما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أنه تحدث مع الوسطاء بشأن «همجية الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف هنية أثناء تشييع طفل قضى بالرصاص الإسرائيلي: «لقد استنزف العدو كل أساليبه في هذه المسيرة، إلا أنها مستمرة وبازدياد». وتابع هنية: «مستمرون في المسيرة حتى تحقيق كامل أهدافها... ».
وشيّع الفلسطينيون في غزة أمس جثامين 4 قتلتهم إسرائيل، الجمعة. وبالتزامن مع تصاعد التوتر في غزة، لوحظ أن حدته قد خفّت في الضفة الغربية.

وقررت إسرائيل، أمس، تشريح جثمان الفتى قاسم العباسي وفتح تحقيق في «ظروف استشهاده»، بحسب ما قالت منسقة «الحملة الوطنية لاستراد جثث الشهداء» سلوى حماد. وأضافت حماد: «أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثامين 40 شهيداً، إضافة إلى رفات 253 شهيداً منذ ستينات القرن الماضي».
وكانت إسرائيل قتلت العباسي يوم الخميس قرب رام الله دون أن يشكل أي خطر. وفتحت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تحقيقاً في ظروف الحادثة.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجنود انتهكوا قواعد الاشتباك بعد أن أطلقوا الرصاص على الفتى الذي كان برفقة أصدقائه داخل مركبة وهم في طريقهم إلى نابلس.
وكانت عائلة العباسي طالبت، أول من أمس (الجمعة)، بفتح تحقيق فوري لكشف ملابسات وظروف قتل نجلها. وقال مختار بلدة سلوان موسى العباسي في مؤتمر صحافي: «ما حدث مع أربعة من شبان عائلة العباسي هو قتل مع سبق الإصرار والترصد، ونحن نطالب بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات ما جرى».
وأضاف العباسي خلال المؤتمر: «حسب رواية الشبان الذين كانوا برفقة الشهيد بالمركبة، فقد وجههم أحد الجنود لسلك طريق التفافية عند مستوطنة بيت إيل. فلماذا فعل ذلك؟ وهل كان على علم بوجود تجمعات للمستوطنين بالمكان؟».
وأوضح العباسي أن العائلة طالبت بتشريح جثمان القتيل ليتسنى لها فتح تحقيق شامل بقتله، كما طالبت بتسلم تقرير التشريح وتسليم الجثمان لدفنه في أسرع وقت دون مماطلة أو تأخير. وتابع: «بالأمس دفعنا ثمناً باهظاً، كما هو حال الشعب الفلسطيني، فلا أمن ولا أمان لتنقل أبنائنا من مكان إلى آخر».
وأصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي لاحقاً تعليمات جديدة لإطلاق النار، تقضي بعدم إطلاق الرصاص على فلسطينيين إذا لم يشكلوا خطراً مباشراً على حياة الجنود. لكن مدير القسم الميداني في منظمة «بيتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية، كريم جبران، علّق بالقول إن سياسة التحقيقات التي تجريها سلطات الاحتلال في جرائمها تهدف إلى «طمس الحقائق» ولا يمكن التعويل عليها. وأضاف جبران أن «المنظمة ومن خلال تجاربها السابقة مع تلك التحقيقات أدركت أنها تهدف إلى المماطلة وقطع الطريق على أي تحقيقات دولية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.