أميركا تتهم الصين وإيران وروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016

أميركا تتهم الصين وإيران وروسيا  بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016
TT

أميركا تتهم الصين وإيران وروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016

أميركا تتهم الصين وإيران وروسيا  بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016

امتدت قائمة الاتهام بالتدخل الخارجي في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016 لتشمل دولاً أخرى غير روسيا، إذ أعلن دان كوتس، مدير المخابرات الوطنية الأميركية، أن قوى خارجية تشمل الصين وإيران، سعت للتأثير على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2018، بجانب التدخلات الروسية. بيد أنه لم يقدم أدلة على اختراق أنظمة الانتخابات الأميركية.
جاء ذلك بعد أن قدمت وكالة المخابرات الوطنية تقريراً للرئيس الأميركي دونالد ترمب حول أمن الانتخابات، كما هو مطلوب بموجب أمر تنفيذي وقعه ترمب في سبتمبر (أيلول) الماضي، معلناً أن التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية «يعد حالة طوارئ وطنية»، وذلك في أعقاب تقييم مخابراتي أظهر أن روسيا نفذت عملية للتأثير على انتخابات الرئاسة لعام 2016 لصالح ترمب، أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأوضح كوتس أن أجهزة المخابرات لم تقيم أثر جهود التأثير الخارجي على نتائج الانتخابات، وقال بهذا الخصوص: «في هذه المرة، لا تملك أجهزة المخابرات تقارير تشير إلى أي تهاون في البنية التحتية الانتخابية في بلدنا، كان من شأنه أن يمنع التصويت، أو يغير الأصوات، أو يعطل القدرة على فرز الأصوات، بل كان النشاط الذي رأيناه منسجما مع ما تبادلناه في الأسابيع التي سبقت الانتخابات. روسيا ودول أخرى، تشمل الصين وإيران، نفذت أنشطة تأثير وحملات رسائل تستهدف الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها الاستراتيجية».
ولم يسهب كوتس بشأن تفاصيل عمليات التأثير الخارجية، موضحاً أن أجهزة المخابرات لم تقيم تأثيرها على الناخبين، وأن تلك التدخلات التي تمت من الخارج «كانت تهدف إلى تقويض العملية الديمقراطية، والتأثير على آراء الناس بشأن المرشحين في انتخابات 2016».
في سياق متصل، اتهمت الولايات المتحدة الصين باختراق بعض الشركات التقنية الأميركية، وذلك بشن هجمات قرصنة إلكترونية لاختراق شركات أميركية تعمل في مجال التقنية والصناعة، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن سرقة معلومات من أقسام حكومية رسمية في الولايات المتحدة، وزعمت أنها حملة واسعة، تحظى بدعم حكومة بكين بهدف التجسس الإلكتروني.
وكشفت وزارة العدل الأميركية عن أن «القراصنة» الصينيين المفترضين جو هوا، وغيانغ شيلونغ عملا لصالح مجموعة «APT10»، التي لها علاقة بالحكومة الصينية، حسب ادعاءات واشنطن ولندن. كما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن الأدلة أظهرت أن القراصنة اخترقوا مؤسسات متخصصة، بمساعدة بعض الشركات، والاطلاع على نظم معلوماتها، وهو ما منحهم فرصة أكبر للوصول إلى المعلومات الخاصة بعشرات الشركات، وزبائن المؤسسات المخترقة.
من ناحيتها، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن وكالة الفضاء «ناسا» والبحرية الأميركية كانتا من بين المستهدفين ببرنامج القرصنة، الذي طال أيضا مصارف رئيسية، وشركات اتصالات في 12 بلدا.
واستدعت هذه التهم ردا غاضبا من بكين، التي اتهمت واشنطن بـ«اختلاق الوقائع». لكن رود روزنستين، نائب وزير العدل الأميركي، قال إن الصين انتهكت بشكل متكرر التعهد الذي قطعه الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2015 بوقف الهجمات السيبيرية على الشركات الأميركية، مضيفاً أنه «من غير المقبول أن نستمر في كشف جرائم إلكترونية، ترتكبها الصين ضد دول أخرى».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».