قطاع المقاولات السعودي يستعين بالعقود الموسمية لمواجهة شح العمالة وارتفاع أجورها

بعد أن ارتفع 20 في المائة خلال عام

جانب من أحد المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في السعودية
جانب من أحد المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في السعودية
TT

قطاع المقاولات السعودي يستعين بالعقود الموسمية لمواجهة شح العمالة وارتفاع أجورها

جانب من أحد المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في السعودية
جانب من أحد المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في السعودية

تسبب تفاقم قضية نقص العمالة في سوق المقاولات السعودية في ارتفاع الأجور، وتأخير تسليم المشاريع في الوقت المحدد لها، طبقا للعقود المبرمة مع أصحاب المشاريع.
وقال عدد من المقاولين إن قطاع المقاولات المتضرر الأكبر من شح العمالة، خاصة عمال المهن المختلفة، مثل النجار والحداد والبناء والعمال المساندين لهم. وأكدوا أن ارتفاع حجم المشاريع في السعودية في الآونة الأخيرة شكل تحديا كبيرا أمام المقاولين، الذين لم يتمكنوا من حل مشكلات العمالة، وأدى ذلك إلى تعثر تسليم المشاريع، مما يعرضهم إلى خسائر بسبب الغرامات المفروضة عليهم، نتيجة تأخير التسليم.
وكشف عبد الله رضوان رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة لـ«الشرق الأوسط»، أن المقاولين بصدد تفعيل الاستعانة بالعمالة الموسمية التي يجري استقدامها لمدة محددة طبقا لعقود المشروع، ومن ثم يجري إعادتهم إلى بلادهم أو تحويلهم إلى مشروع آخر لمواجهة شح العمالة أو ارتفاع أجورها.
وأضاف رضوان أن شركات الاستقدام الجديدة ستؤدي إلى زيادة العرض وخفض الأسعار، التي ارتفعت 20 في المائة منذ مطلع العام الحالي، متوقعا أن تسهم الشركات في زيادة العرض وانخفاض أجور العمالة، لافتا إلى أن ذلك يعد مطلبا أساسيا لقطاع المقاولات، وسوف يسهم في حل المشكلات التي تواجه القطاع.
وتوقع أن يشهد قطاع المقاولات تحسنا في الفترة المقبلة، بعد استكمال تصحيح وضع العمالة، وقيام نشاط شركات الاستقدام التي ستحل مشكلة نقص العمالة من خلال توفيرها لقطاع المقاولات.
من جانبه، أوضح صالح التركي الرئيس التنفيذي لشركة «نسما القابضة» أن قطاع المقاولات يواجه ارتفاعا في أجور العمالة مما يؤثر على القطاع والمستثمرين فيه، لافتا إلى أن كثيرا من الدول أصبحت تبحث عن العمالة الفنية المدربة، وتُقدّم لهم رواتب وحوافز مالية مغرية.
وحول تأثير الارتفاع على المشاريع القائمة، أشار التركي إلى أن شركات المقاولات التي تملك الإدارة الجيدة يمكنها تجاوز هذه المحنة دون التأثير على سير المشروع، من خلال تقدير عامل المخاطرة الذي جرت إضافته إلى سعر العرض في المناقصة قبل تنفيذ المشروع.
ودعا التركي إلى الاستفادة من قدرات الشباب السعودي في فتح مراكز تدريب على الأعمال الفنية، وفتح فرص لهم للاستفادة من الوظائف التي يوفرها قطاع المقاولات السعودي، على أن يجري ذلك وفق برنامج يضمن حقوقهم في شركات المقاولات وتقديم رواتب مجزية تشجعهم على العمل في هذا المجال.
وقدر المقاولون حجم المشاريع التي تعتزم الحكومة السعودية تنفيذها خلال السنوات المقبلة بنحو 500 مليار دولار، مؤكدين أنهم يواجهون منافسة من الشركات الأجنبية التي تحاول استقطاع حصة من سوق المقاولات في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن دراسة متخصصة طالبت شركات المقاولات السعودية بتدعيم قواعدها وهياكلها الأساسية المالية والفنية والتقنية، والتغلب على المشكلات الذاتية لها، لتتمكن من مواجهة منافسة الشركات الأجنبية في الأسواق المحلية، من خلال اندماج شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة في كيانات كبيرة وعملاقة قادرة على منافسة الشركات الأجنبية.
وأوضحت الدراسة أن هناك أهمية لإيجاد صيغة دقيقة لعملية انتقال العمالة في قطاع المقاولات، بحيث يسمح للعمالة الأجنبية المؤهلة بالإقامة لمدة زمنية تنتهي بانتهاء تنفيذ المشروع.
وطالبت دراسة لجنة المقاولين بصياغة خطة مدروسة وبرنامج عمل قابل للتنفيذ بشأن توفير الحوافز والدعم لهذا القطاع، ومن ثم تقديمها للجهات المختصة، بحيث تتوافق هذه الخطة مع قواعد منظمة التجارة العالمية، علما بأن الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات لم تمنع الدول من تقديم الدعم في قطاع الخدمات.



عوائد السندات اليابانية تسجل أعلى مستوياتها في أكثر من عقد

مشاة يمرون أمام لوحة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يمرون أمام لوحة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

عوائد السندات اليابانية تسجل أعلى مستوياتها في أكثر من عقد

مشاة يمرون أمام لوحة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يمرون أمام لوحة تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات يوم الأربعاء، مدفوعة بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، بعد أن أشارت بيانات اقتصادية قوية إلى تباطؤ وتيرة تخفيف أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 1.170 في المائة اعتباراً من الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ في وقت سابق 1.175 في المائة لأول مرة منذ يوليو (تموز) 2011.

وارتفع العائد لأجل عامين بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 0.655 في المائة، وهو المستوى الذي شوهد آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2008. وأضاف العائد لأجل خمس سنوات ما يصل إلى 3 نقاط أساس إلى 0.815 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2009.

وخلال الليل، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) بعد أن أظهر تقرير تسارع نشاط قطاع الخدمات في ديسمبر (كانون الأول)، مع ارتفاع مقياس يتتبع أسعار المدخلات إلى أعلى مستوى له في عامين تقريباً، مما يشير إلى ارتفاع التضخم في أكبر اقتصاد في العالم.

وبشكل منفصل، أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية أن فرص العمل في الولايات المتحدة زادت بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، رغم أن التراجع في التوظيف أشار إلى تباطؤ سوق العمل.

ويرى المتداولون الآن أن خفض أسعار الفائدة التالي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يكون في يونيو، مع بقاء البنك المركزي الأميركي على موقفه لبقية عام 2025، وفقاً لأداة «فيدووتش».

وقال شوكي أوموري، كبير استراتيجيي مكتب اليابان في «ميزوهو» للأوراق المالية: «لا أرى أن عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات سيتجاوز 1.2 في المائة بسرعة، حيث من المرجح أن يظهر المشترون... وكان المستثمرون الذين يبحثون عن مراكز طويلة فقط ينتظرون أن تصل عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 1.2 في المائة».

وانخفضت العقود الآجلة القياسية لسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.29 ين إلى 141.31 ين. وتتحرك الأسعار عكسياً مع العائدات. وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس إلى 1.945 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ يوليو. وارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً 2.5 نقطة أساس إلى 2.335 في المائة، وهو مستوى لم نشهده منذ مارس (آذار) 2010.

وفي سوق الأسهم، هبط المؤشر «نيكي» الياباني يوم الأربعاء مقتفياً أثر أسهم «وول ستريت» بعد مجموعة من البيانات القوية للاقتصاد الأميركي أثارت مخاوف من أن التضخم المستمر قد يبطئ وتيرة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.

وانخفض المؤشر «نيكي» 0.26 في المائة ليغلق عند 39981.06 نقطة. ومن بين 255 شركة مدرجة على المؤشر، تراجع 156 سهماً وارتفع 67 ولم يطرأ تغيير يذكر على سهمين فقط.

وتراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.59 في المائة مع انخفاض أسهم النمو بما يعادل 0.68 في المائة وأسهم القيمة بما يعادل 0.51 في المائة.

وأسهم النمو هي شركات من المرجح أن يتجاوز نموها تقديرات الأسواق. أما أسهم القيمة فهي شركات مقومة بأقل من قيمتها قياساً بحجم مبيعاتها وإيراداتها، وذلك لأسباب تتعلق بظروف السوق.

وانخفض المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأميركي 1.1 في المائة يوم الثلاثاء بعد تقرير أظهر أن نشاط قطاع الخدمات تسارع في ديسمبر (كانون الأول)، علاوة على ارتفاع مقياس يتتبع أسعار المستلزمات إلى أعلى مستوى في عامين تقريباً. وتراجعت شركات التكنولوجيا التي تتأثر بأسعار الفائدة مما دفع المؤشر «ناسداك» المجمع الذي يركز على أسهم التكنولوجيا إلى الهبوط 1.9 في المائة.

وانخفضت أسهم شركات الرقائق مع بداية التداولات في طوكيو قبل أن تنتعش على مدار اليوم. وصعد سهم شركة «أدفانتست» الموردة لشركة «إنفيديا» 3.43 في المائة، وتقدم سهم «طوكيو إلكترون» الرائدة في تصنيع معدات الرقائق 1.62 في المائة.

وتلقت شركات صناعة السيارات دعماً من ضعف الين الذي استمر في التداول بالقرب من أدنى مستوياته في ستة أشهر مقابل الدولار. ويساهم تراجع العملة المحلية في زيادة قيمة إيرادات التصدير. وارتفع سهم «تويوتا» 0.69 في المائة، كما صعد سهم كل من «سوبارو» و«مازدا» اللتين تعتمدان بشكل كبير على المبيعات في الولايات المتحدة، بنحو 0.8 في المائة لكل منهما.