السودان: المهدي يطالب البشير بالتغيير ويلوّح بالإضراب العام

الصادق المهدي عند عودته إلى السودان الأربعاء (رويترز)
الصادق المهدي عند عودته إلى السودان الأربعاء (رويترز)
TT

السودان: المهدي يطالب البشير بالتغيير ويلوّح بالإضراب العام

الصادق المهدي عند عودته إلى السودان الأربعاء (رويترز)
الصادق المهدي عند عودته إلى السودان الأربعاء (رويترز)

على وقع الاحتجاجات الشعبية التي شهدها السودان وتفاوتت حدتها في الأيام الأربعة الأخيرة، أكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي اليوم (السبت) سقوط 22 قتيلا واعتقال العشرات في التظاهرات.
وقال المهدي الئي عاد إلى بلاده قبل أيام من منفاه الطوعي، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، إن "التحركات السلمية مشروعة قانونيا، ومبررة بواقع تردي الأوضاع المعيشية"، مطالبا الرئيس عمر البشير بقبول التغيير والاستماع إلى مطالب المحتجين.
وأضاف الزعبم السياسي والديني: "نؤيد التعبير السلمي وندين القمع المسلح ونناشد القوى الأمنية عدم البطش بالمواطنين"، داعيا إلى "تسيير موكب جامع تشارك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلي ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل لتنقل الأمر من العشوائية إلى التخطيط". وأوضح أن "هناك دعوات سيتم توجيهها للمعارضة للاتفاق على نص المذكرة وموعد المسيرة"، وقال :"إذا النظام تجاوب فكان به، وإذا رفض فعليه أن يواجه غضبة الشعب وسندعو إلى إضراب عام وبقية سيناريو الانتفاضة".
في غضون ذلك، أصدر الرئيس السوداني قرارا بتعيين ضابط في جهاز الأمن والمخابرات واليا جديدا لمنطقة القضارف التي شهدت بدورها احتجاجات عنيفة، خلفا للوالي ميرغني صالح الذي قتل في حادث تحطم مروحية قبل أسابيع. وأوردت وكالة الانباء السودانية الرسمية "سونا" اليوم أن الرئيس "أصدر قرارا بتعيين العميد أمن مبارك محمد شمت واليا على القضارف".
من جهته، أعلن مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات صلاح عبد الله محمد صالح قوش أن محتجا واحدا على الأقل لقي حتفه في مدينة عطبرة الشمالية أمس.
وفيما أقر قوش بوجود ضائقة معيشية مؤكدا أحقية المواطنين في رفضها، والتعبير عن ذلك، اتهم الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر من حركة "عبد الواحد نور" كانوا في إسرائيل لإثارة الفوضى في السودان. وقال: "رصدنا 280 عنصرا من الحركة جنّد الموساد قسما منهم".
في هذه الأثناء، تحدث مستخدمو الإنترنت عن مشكلات في الوصول إلى الخدمة واتهم البعض الحكومة بحجب مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لمنع المحتجين من التواصل. ولم يصدر أي تعليق رسمي على هذا الأمر.
وبدأت الاحتجاجات الاربعاء في مدينتي بورتسودان في شرق البلاد وعطبرة في شمالها وامتدت الخميس الى مدن أخرى بينها الخرطوم التي تواصلت فيها الاحتجاجات حتى فجر أمس قبل أن تسودها ساعات من الهدوء ليعود المحتجون إلى الشوارع بعد أداء صلاة الجمعة.
وتحدّثت تقارير إعلامية اليوم عن امتداد التظاهرات إلى مدينة الرهد في غرب البلاد حيث أقدم المحتجون على إضرام النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وكانت المدن السودانية عانت شحّاً في الخبز على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية. ويستهلك السودان 2.5 مليون طن قمح سنويا لا ينتج منها إلا 40 في المائة فيما يواجه البنك المركزي صعوبة في توفير النقد الاجنبي لتغطية كلفة الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011 وفقدان البلاد لعائدات النفط الذي كان يبلغ إنتاجه 470 الف برميل يوميا .
وتراجعت قيمة الجنيه كما ارتفع معدل التضخم ووصل الى 69 في المائة، وفقا لتقارير رسمية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».