طائرات «درون» تربك الملاحة في مطار «غاتويك» البريطاني لليوم الثاني

فتح مطار غاتويك في لندن صباح أمس أبوابه «لعدد محدود» من الرحلات، بعد أن توقفت الحركة بسبب طائرات مسيَرة في حادثة وصفتها الحكومة بأنها «غير مسبوقة»، ما أسفر عن بقاء عشرات آلاف المسافرين عالقين في المطار خلال اليومين الماضيين. وأُعيد إغلاق المطار مؤقتا في المساء، بعد أن تلقت السلطات بلاغا عن رؤية طائرة مسيرة في الأجواء مجددا.
وأعلنت الشرطة أنها تواصل مطاردة مشغل أو مشغلي الطائرات المسيّرة (درون)، فيما صرّح وزير النقل كريس غرايلينغ أنّ «قدرات عسكرية» يتم نشرها لضمان أمن المطار. وأعلنت إدارة المطار على موقع «تويتر» أن «مدرَج غاتويك مفتوح حاليا ومن المقرر هبوط وإقلاع عدد محدود من الرحلات»، ونصحت المسافرين بالتحقق من وضع رحلاتهم قبل التوجه إلى المطار.
وأكّد متحدث باسم المطار إلغاء 91 من أصل 412 رحلة كان مقررا وصولها، فيما تم إلغاء 64 من أصل 371 رحلة كان مقررا مغادرتها. وقدم مدير العمليات في المطار كريس وودروف اعتذاره لـ120 ألف مسافر تأثروا قبل أيام من عيد الميلاد، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح وودروف لشبكة «بي بي سي» أنه رغم عدم اعتراض الطائرات المسيَرة أو العثور على مشغِليها، تمكن المطار من إعادة فتح أبوابه بعد اتخاذ «تدابير» بالتنسيق مع الشرطة والجيش والسلطات. واستدعت الحكومة الجيش، أول من أمس، لتقديم دعم إضافي خصوصا مع نشر أجهزة متخصصة.
وصرّح وزير النقل كريس غرايلينغ لـ«بي بي سي» أن «هذا النوع من الحوادث غير مسبوق». وقال ردا على الانتقادات لعدم قدرة السلطات على تعطيل الطائرات المسيّرة: «علينا معرفة ما حدث بسرعة كبيرة» لنتمكن من «استخلاص العِبر». كما أشار إلى نشر «إمكانيات عسكرية»، دون مزيد من التفاصيل. وعقد مسؤولون حكوميون اجتماعا طارئا أمس لمناقشة الوضع.
وأُغلق المطار مساء الأربعاء كإجراء أمني بعد أن رُصدت طائرتان مسيّرتان تحلّقان في محيط المدرج نحو الساعة التاسعة مساء. وأعيد فتحه بشكل مقتضب ليلاً قبل إغلاقه مجددا فجر الخميس بسبب الطائرات من دون طيار.
وندد رئيس المطار التنفيذي ستيوارت وينغيت، بـ«عمل مدروس يهدف إلى إغلاق المطار والتسبب بأكبر قدر من الاضطرابات قبل عيد الميلاد». وقالت شرطة منطقة ساسكس مساء الخميس إن الطائرات المسيَرة شوهدت أكثر من 50 مرة خلال 24 ساعة. ووصفت الحادثة بأنها «عمل متعمد»، مؤكدة أنه ليس هناك «أي إشارة تدلّ على أن ذلك مرتبط بالإرهاب».
وعانى المسافرون جراء عدم إقلاع الطائرات طوال يوم الخميس، وقد افترش بعضهم أرض المطار. وتم تحويل رحلات إلى مدن أوروبية أخرى مثل باريس أو أمستردام. وتأثر نحو 10 آلاف راكب جراء الأزمة مساء الأربعاء، فيما تأثر 110 آلاف آخرون بسبب تأجيل وإلغاء 760 رحلة أخرى الخميس.
وكان بين المتأثرين بهذه الاضطرابات البرتغالي فونس برادن، الذي يعمل ويدرس في لندن. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «أبلغونا في البداية أن الرحلة ستتأخر. بقينا في الطابور دون معلومات إضافية. وقبل نصف ساعة من الموعد المفترض لمغادرة رحلتنا، أبلغونا أنّ الرحلة ألغيت». وتابع «أعمل في مجال السيارات لذا أفكر في الاتصال بمديري (...) وسأقود سيارة إلى البرتغال».
كما ألغيت رحلة الشاب مايك الجمعة، وقال بغضب: «نحن في معضلة. لا نعرف تحديدا متى سنسافر لأنهم لم يعدوا بتوفير رحلة. لم يعدونا بأي معلومات إضافية أو تعويضات. لا شيء على الإطلاق». ولا يفهم دارسيز البالغ 31 عاما «لماذا يمكن أن يتسبب أمر صغير مثل هذا في أنّ يغلق مطار دولي مثل غاتويك أبوابه».
وتابع «يجب أن يكونوا مستعدين لأمور كهذه».