فقدان 20 مهاجراً إثر احتراق قارب قبالة السواحل الجزائرية

TT

فقدان 20 مهاجراً إثر احتراق قارب قبالة السواحل الجزائرية

واصل حرس السواحل الجزائريون أمس البحث عن 20 شخصاً، كانوا ضمن 29 مهاجرا أنقذت باخرة ليبيرية تسعة منهم، إثر حريق شب في قاربهم قبالة الساحل الجزائري فجر أول من أمس، وفق ما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن «البحث ما زال مستمراً، وما دمنا لم نعثر على جثث فإن عشرين شخصا سيظلون في عداد المفقودين».
وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية فإن «تسعة مهاجرين، خمسة منهم أصيبوا بحروق، نقلوا إلى مستشفى تنس، الواقع على بعد 190 كلم غرب العاصمة الجزائر أول من أمس، بعد أن أنقذتهم الباخرة الليبيرية عندما كانوا على بعد 50 ميلا بحريا من الساحل الجزائري».
ونقلت الوكالة عن مدير المستشفى محمد سايب أن بين الناجين رضيعين وأطفالاً، وكلهم في «حالة مستقرة».
وأضافت الوكالة، استناداً إلى مصدر أمني لم تذكره، أن «حريقا شب في قارب كان على متنه 29 مهاجرا ما زال 20 منهم في عداد المفقودين». ولم تعلن السلطات الجزائرية مصير المفقودين.
من جهته، ذكر موقع «الشروق أونلاين» نسبة لشهادة أحد الناجين أن «29 مهاجرا، من بينهم نساء وأطفال ركبوا قارب الموت في حدود منتصف ليل (الأربعاء) من شواطئ مدينة وهران (غرب). لكن رحلتهم توقفت في عرض البحر»، بسبب تعرض القارب لحريق فقفز الركاب إلى البحر.
وأضاف الموقع أن بعض الضحايا «تفحمت جثثهم... في انتظار أن تلفظهم أمواج البحر».
وبحسب صحيفة «الشروق» الجزائرية فإن الناجين كلهم جزائريون، أما قناة «دزاير نيوز» فبثت أمس حوارًا مع أخ أحد المفقودين من وهران، وقال «فقدت أخي وزوجته الحامل، بينما نجت ابنته البالغة 11 سنة، وقد زرتها في مستشفى تنس».
وعادة ما تتحدث الصحف الجزائرية عن محاولات هجرة من الساحل الغربي نحو إسبانيا، بعضها أحبطه الدرك الوطني، أو حراس السواحل. وفي الفترة بين 6 و19 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن «إفشال» محاولة هجرة 286 شخصا من سواحل الغرب الجزائري القريبة من الساحل الإسباني.
وكانت أكبر عملية تم الإعلان عنها في السابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث تم توقيف 164 شخصا كانوا على متن قوارب في كل من تنس ووهران ومستغانم، وهي مدن ساحلية متجاورة بغرب البلاد.
وفي العام 2017 بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا بحراً 12366 مهاجراً. أما عدد الذين قضوا أثناء الرحلة فبلغ 145 مهاجراً، ما يعني أن أعداد المهاجرين والضحايا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام تعادل ثلاثة أضعاف مثيلاتها في السنة الماضية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.