«قوات سوريا الديمقراطية» تحذّر من «انتعاش داعش» بعد قرار ترمب

أعلنت أن المعركة ضد التنظيم مستمرة

جانب من مظاهرة الأكراد في رأس العين بغرب سوريا أمس معلنين استمرارهم في محاربة تنظيم { داعش} أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة الأكراد في رأس العين بغرب سوريا أمس معلنين استمرارهم في محاربة تنظيم { داعش} أ.ف.ب)
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تحذّر من «انتعاش داعش» بعد قرار ترمب

جانب من مظاهرة الأكراد في رأس العين بغرب سوريا أمس معلنين استمرارهم في محاربة تنظيم { داعش} أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة الأكراد في رأس العين بغرب سوريا أمس معلنين استمرارهم في محاربة تنظيم { داعش} أ.ف.ب)

أكدت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، أمس، أن المعركة التي تخوضها ضد تنظيم داعش في آخر جيب يتحصن داخله في شرق البلاد «مستمرة حتى الآن»، رغم إعلان واشنطن قرارها بسحب قواتها كافة من سوريا. لكن «القوات»، التي تعد «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، حذرت من أن قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا يعطي التنظيم «زخماً... للانتعاش مجدداً» وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة في البلاد.
وأفادت قيادة هذه «القوات» في بيان بأن القرار «سيؤثر سلباً على حملة مكافحة الإرهاب، وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخماً سياسياً وميدانياً وعسكرياً للانتعاش مجدداً والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة».
يأتي هذا التحذير غداة أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب القوات الأميركية من الأراضي السورية كافة، عادّاً أن تنظيم داعش هُزم.
وينتشر حالياً نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا، لا سيما من القوات الخاصة التي تشارك في القتال وتنسقه ضد تنظيم داعش وتدرب قوات سورية وكردية في المناطق المستعادة منه.
وأكدت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» أنّ «معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد، ولم يتم بعد إلحاق الهزيمة النهائية به، بل هي في مرحلة حاسمة ومصيرية تتطلب تضافر الجهود من قِبل الجميع ودعماً أكبر من التحالف الدولي». وقال مسؤول المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي إن «المعركة حتى الآن مستمرة»، مؤكداً أنّ «احتمال إيقاف المعركة ضد الإرهاب متعلق بالتهديدات التركية بالدرجة الأولى».
وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة ضد آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.
وتمكنت هذه القوات الأسبوع الماضي من طرد التنظيم من هجين، أبرز بلدات هذا الجيب. وتعرضت البلدة أمس لهجمات مضادة من التنظيم، وتشهد المنطقة الواقعة شرقها معارك عنيفة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أول من أمس بشكل مفاجئ بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا، عادّاً أنّه حقق هدفه بالحاق «الهزيمة بتنظيم داعش».
وجاء إعلان ترمب بعد تصعيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخراً وتيرة تهديداته للمقاتلين الأكراد في سوريا، مؤكداً عزمه على «التخلص» منهم، بعدما خاضت قواته معارك دموية ضدهم آخرها في منطقة عفرين في شمال البلاد.
ويرجح محللون أن يكون القرار الأميركي بمثابة «ضوء أخضر» لتركيا من أجل شن هجوم عسكري يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم «إرهابيين» وتخشى من إقامتهم حكماً ذاتياً على طول حدودها.
وأكد بالي أنه «إذا تعرضنا لأي هجوم تركي بطبيعة الحال فسنتفرّغ للدفاع عن أرضنا».
وقال إن «القرار الأميركي لم يؤثر على الأرض حتى الآن، لكنه في العموم سيؤثر سلباً على مجمل عملية مكافحة الإرهاب في شمال سوريا... وإيجاباً على التنظيم الإرهابي».
وأبدى خشيته على مصير أكثر من 3 آلاف شخص من متطرفين وأفراد من عائلاتهم معتقلين لدى قواته في حال شن تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا. وقال: «من الممكن أن تستهدف تركيا هذه السجون لتساهم في إطلاق هؤلاء الإرهابيين، هذا أيضا عامل من العوامل التي تشغل تفكير قيادة (قوات سوريا الديمقراطية)».
ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض كثير من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم. وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها جهاديو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها.
وطردت «قوات سوريا الديمقراطية» خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي البلاد؛ أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.