السيسي يستعرض في ختام زيارته لفيينا فرص الاستثمار بمصر

التقى رئيس النمسا ومسؤولي كبريات شركاتها العاملة في بلاده

الرئيس المصري خلال حديث مع رئيسة البنك الدولي كريستالينا جورجيفا في اجتماع المنتدى الأوروبي الإفريقي أمس فيينا (أ.ف.ب)
الرئيس المصري خلال حديث مع رئيسة البنك الدولي كريستالينا جورجيفا في اجتماع المنتدى الأوروبي الإفريقي أمس فيينا (أ.ف.ب)
TT

السيسي يستعرض في ختام زيارته لفيينا فرص الاستثمار بمصر

الرئيس المصري خلال حديث مع رئيسة البنك الدولي كريستالينا جورجيفا في اجتماع المنتدى الأوروبي الإفريقي أمس فيينا (أ.ف.ب)
الرئيس المصري خلال حديث مع رئيسة البنك الدولي كريستالينا جورجيفا في اجتماع المنتدى الأوروبي الإفريقي أمس فيينا (أ.ف.ب)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجود مناخ جديد وبيئة جديدة للاستثمار في مصر في ظل تحقيق الأمن والاستقرار. مشيراً في ختام زيارته إلى النمسا، أمس، إلى أن «السوق المصرية كبيرة جداً في المنطقة، وتضم 100 مليون مواطن، بالإضافة إلى أن مصر بوابة للدول الأفريقية، ولديها الكثير من الاتفاقيات مع بعض التجمعات الإقليمية والدولية المهمة».
والتقى السيسي أمس بمقر إقامته في فيينا مع 16 من كبرى الشركات النمساوية العاملة بمصر، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال المصريين، واستعرض بعض الفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وقناة السويس الجديدة التي وفرت نصف زمن مرور السفن.
واختتم الرئيس المصري زيارته الرسمية إلى فيينا، التي استغرقت أربعة أيام، بعد أن شارك في أعمال المنتدى رفيع المستوى بين أفريقيا وأوروبا لتعزيز الشراكة بينهما، تلبية لدعوة من المستشار النمساوي سيباستيان كورتس.
من جانبه، أكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أمس، أن «الرئيس السيسي أكد أن مصر تربطها علاقات سياسية خارجية متوازنة مع كافة دول منطقة الشرق الأوسط»، مضيفاً أن الرئيس أوضح أن تلك العلاقات تتسم بالتوازن والبناء والتنمية والاحترام المتبادل والتعاون، مشدداً على أهمية توطين جزء من الخبرات والصناعات النمساوية في مصر لضمان استمرار الاستدامة، وأن تكون ذات تكلفة جيدة. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة أن الرئيس استعرض خلال اللقاء مع الشركات النمساوية فرص الاستثمار، التي تتمتع بها مصر خلال الفترة الحالية. كما عرض أيضا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل مشاكل المستثمرين الأجانب، ومنها وجود سعرين للدولار، وحل مشكلة تحويلات أرباح الشركات الأجنبية للخارج. موضحاً أن هناك ثقة كبيرة بين مصر والدول الأفريقية والقيادة والسياسة المصرية، يمكن أن تكون عوامل نجاح كبيرة لأي مستثمر أجنبي.
والتقى السيسي خلال زيارته للنمسا مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيليّن، حيث أشاد الرئيس بعلاقات الصداقة المصرية النمساوية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، وذلك من خلال تعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر. كما عقد السيسي مباحثات قمة مع المستشار النمساوي، بحثا خلالها سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما زار السيسي المجلس الوطني (البرلمان النمساوي)، والتقى كريستالينا جورجيفا، الرئيسة التنفيذية للبنك الدولي، ورئيس الوزراء السلوفيني ماريان شاريتس.
في غضون ذلك، وصف النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب (البرلمان) المصري، زيارة الرئيس السيسي إلى النمسا بأنها «ناجحة وحققت جميع أهدافها السياسية والاقتصادية والصناعية، وغيرها لمصر وأفريقيا، سواء على المستوى الثنائي لدعم العلاقات الثنائية بين القاهرة وفيينا، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية»، مشيراً إلى أنه تم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين القاهرة وفيينا، وأن التحركات والزيارات المصرية الخارجية للرئيس السيسي والدبلوماسية المصرية في السنوات الأخيرة؛ وآخرها زيارة النمسا، تحكمها مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تهم مصر وشعبها والدول العربية والأفريقية، والتي تتمثل في مجموعة من المحاور. كما أوضح أن زيارات الرئيس تستهدف تعزيز وحماية الأمن القومي المصري والعربي والأفريقي، وبما يحقق المصالح الوطنية المصرية والعربية والأفريقية السياسية، والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والتنموية والسياحية، وغيرها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».