بنك تايلاند المركزي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 2011

متأخراً عن مصارف جنوب شرقي آسيا في السياسات المتشددة

بنك تايلاند المركزي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 2011
TT

بنك تايلاند المركزي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 2011

بنك تايلاند المركزي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 2011

أعلن البنك المركزي التايلاندي، أمس، رفع معدل الفائدة لأول مرة منذ أكثر من 7 أعوام، بهدف الحد من خطورة عدم الاستقرار المالي.
وذكرت صحيفة «بانكوك بوست» أن «لجنة السياسات النقدية» صوتت لصالح زيادة «معدل إعادة الشراء لليوم الواحد» بواقع ربع نقطة ليصل إلى 1.75 في المائة. وأضافت اللجنة في بيان: «أغلبية أعضاء اللجنة وافقوا على رفع معدل الفائدة للحد من خطورة عدم الاستقرار المالي».
يذكر أن هذا أول رفع لمعدل الفائدة منذ عام 2011، ويتوقع الاقتصاديون الآن رفع معدل الفائدة مرة أخرى خلال النصف الأول من عام 2019.
ويعد «بنك تايلاند المركزي» آخر المصارف المركزية في جنوب شرقي آسيا التي تشدد السياسة النقدية هذا العام، حيث تشعر بالقلق إزاء بيئة النمو الاقتصادي المنخفضة وتراجع التضخم.
وقد أعلن صنّاع السياسة خلال الأسابيع الأخيرة أن رفع الأسعار بات وشيكا؛ لأن البنك يسعى إلى درء المخاطر الناجمة عن فترة طويلة من الأسعار المنخفضة. وقال محافظ «المركزي» إن البنك قد يرفع أسعار الفائدة ثم يتوقف، وفقا لوكالة «بلومبيرغ».
وكانت العملة التايلاندية «الباهت» من بين أكثر العملات استقراراً في آسيا هذا العام، مقارنة بانخفاضات كبيرة سجلتها عُملتا البيزو الفلبيني والروبية الإندونيسية، مما سمح للبنك المركزي التايلاندي بالحفاظ على سياسته النقدية دون تغيير خلال معظم عام 2018.
وكان الارتفاع الأخير في سعر الفائدة الأساسي، المعروف من الناحية الفنية باسم «سعر إعادة الشراء الثنائي ليوم واحد»، هو الأول منذ عام 2011. وفي أغسطس (آب) من ذلك العام، تم رفع المعدل إلى 3.5 في المائة، وبعد 3 أشهر بدأت سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة، حتى وصل سعر الفائدة إلى 1.5 في المائة في أبريل (نيسان) 2015، وهو المستوى الذي بقي عليه حتى القرار الأخير.
وحتى مع هذه الزيادة، فإن السياسة النقدية ستظل «مواتية» للنمو الاقتصادي، حسبما قال البنك المركزي التايلاندي.
ويرجح المحللون أن تتباطأ معدلات النمو التايلاندية في عام 2019. ومن المحتمل أن ينزلق التضخم إلى ما دون نطاق الهدف الذي حدده البنك المركزي عند مستوى «1 - 4» في المائة.
وبعد نتائج الربع الثالث للعام الحالي التي جاءت أضعف من المتوقع، خفض البنك المركزي توقعاته للنمو في 2018 إلى 4.2 في المائة من 4.4 في المائة قبل 3 أشهر.
ويقدر الآن أن الصادرات ارتفعت بنسبة 7.0 في المائة، بدلاً من 9 في المائة.
وبالنسبة لعام 2019، خفض «المركزي» أيضاً تقديرات نمو إجمالي الناتج المحلي إلى 4.0 في المائة من 4.2 في المائة، مع تقدير نمو الصادرات بنسبة 3.8 في المائة بدلاً من 4.3 في المائة.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.