رحيل مورينيو ليس كافياً ويونايتد يحتاج إلى حلول لمشكلات أخرى جسيمة

من التخلص من «صداع» بوغبا إلى إظهار مزيد من التواضع مروراً بتعيين خبير في الانتقالات وانتهاءً

... ورحل مورينيو عن مانشستر يونايتد (رويترز)
... ورحل مورينيو عن مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

رحيل مورينيو ليس كافياً ويونايتد يحتاج إلى حلول لمشكلات أخرى جسيمة

... ورحل مورينيو عن مانشستر يونايتد (رويترز)
... ورحل مورينيو عن مانشستر يونايتد (رويترز)

خلال المباراة ضد ليفربول الأحد الماضي على ملعب أنفيلد ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز، التي انتهت بفوز المضيف 3 – 1، شوهد المدرب الأسطوري السابق لمانشستر يونايتد الاسكوتلندي «السير» أليكس فيرغسون وهو يهز رأسه بحسرة.
بعد إعلان مانشستر يونايتد إقالته الثلاثاء، تبين أن تلك المباراة كانت الأخيرة للبرتغالي جوزيه مورينيو على رأس الإدارة الفنية ليونايتد الذي لا يزال يعاني لملء الفراغ الذي خلفه اعتزال الاسكوتلندي عام 2013، للمرة الرابعة منذ 2013، يجد الفريق المتوج بعشرين لقباً في بطولة إنجلترا، 13 منها مع فيرغسون، نفسه يبحث عن مدرب جديد يعيد له هيبته على أرض الملعب، بعدما حافظ على مكانته كأغنى نادٍ على الصعيد المالي. ولا شك أن مانشستر يونايتد يحتاج إلى حل بعض المشكلات قبل اختيار مدير فني دائم للفريق. «الغارديان» ترصد هنا أهم المشكلات التي يجب على نادي مانشستر يونايتد إيجاد حلول لها في أقرب وقت.
- تسوية مشكلة بول بوغبا
‭‬‬حين كان يتولى تدريب مانشستر يونايتد ظل جوزيه مورينيو يدعي بانتظام أن النادي غير قادر على مواكبة الأندية المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز في إبرام صفقات ضم لاعبين جدد. لكن الأمر الأكثر أهمية هو طبيعة تلك الصفقات التي أبرمها المدرب البرتغالي التي بلغت قيمتها 400 مليون جنيه إسترليني منذ وصوله في 2016.
ولم تحول كبرى الصفقات التي أبرمها مورينيو مانشستر يونايتد أبداً لقوة مهيمنة في الدوري الإنجليزي الممتاز. بل ساءت علاقة المهاجم الفرنسي بول بوغبا مع مدربه هذا الموسم بعد أن عبّر بوغبا عن وجهة نظره إزاء طريقة اللعب التي يتبعها مورينيو مع يونايتد. واتهم المدرب البرتغالي بوغبا بفقدان التركيز هذا الموسم وأجلسه بين البدلاء في آخر ثلاث مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
بالتأكيد، آخر ما يمكن أن يتمناه أي مدرب جديد يقبل على تدريب نادٍ ما أن يجد نفسه في قلب خلاف حاد بين النادي وأغلى لاعبيه. ولحسن الحظ أن عادة جوزيه مورينيو المقيتة المتعلقة بسعيه الدائم لإثارة الخلافات والمشكلات مع العناصر الجوهرية في الفريق والمحيطين به لا تناسب الجميع، وسيتعين على من سيحل محله التعرف سريعاً على ما إذا كانت غرفة تبديل الملابس الخاصة بمانشستر يونايتد مكاناً تغلب عليه السعادة والاستقرار. وسبق أن لمح الكثيرون إلى أن حالة التوتر البادية على بوغبا تعود إلى وقوع صدام بين شخصيته وشخصية المدرب. وفي هذه الحالة، من المفترض أن الأجواء أصبحت صافية الآن برحيل المدرب، وأن يجد مانشستر يونايتد، نظرياً، نفسه أمام لاعب جديد في صفوفه.
على الجانب الآخر، ثمة احتمال أن بوغبا يرغب بالفعل في الرحيل عن النادي بغض النظر عن أي شيء آخر؛ الأمر الذي سيجعل من المنطقي والمقبول بيعه في يناير (كانون الثاني)، ومحاولة استعادة على الأقل بعض من خسائر النادي. جدير بالذكر، أن بوغبا نادراً ما ظهر في صورته المتألقة منذ معاودته الانضمام إلى مانشستر يونايتد عام 2016 مقابل 89 مليون جنيه إسترليني. وربما يشكل وضع بوغبا تحدياً مهماً في خضم جميع التحديات الأخرى التي تواجه المدرب القادم الدائم لمانشستر يونايتد؛ ذلك أنه سيتعين عليه إحياء علاقة حرجة أصبحت اليوم في النزع الأخير.
- تعيين مسؤول عن شؤون الانتقالات
قضى مورينيو الجزء الأكبر من العام الماضي في الشكوى من كسل مسؤولي النادي أو ترددهم داخل سوق الانتقالات. في المقابل، لم يضج النادي بالشكوى بالقدر ذاته، لكن تبقى الحقيقة أن مسؤولي النادي وفّروا للمدرب الدعم الكافي ولم يكن خطأ أحد منهم إذا كان اللاعبون الذين جرى شراؤهم بمبالغ ضخمة لم يعودوا مناسبين. ويحمل كل وجه من هذه الحجة بعض الوجاهة، وإن كانت تبقى بعيدة كل البعد عن الصيغة التي لطالما حققت النجاح لمانشستر يونايتد. خلال السنوات الأخيرة من حقبة سير أليكس فيرغسون داخل النادي، مرت جميع القرارات المتعلقة بجهود الكشف عن المواهب وضم لاعبين جدد عبر المكتب ذاته، وخضعت لفحص دقيق والتصديق عليها من جانب شخص على خبرة كبيرة بمجال كرة القدم ـ فيرغسون شخصياً.
وعليه، لم يكن من المثير للدهشة أن يواجه مانشستر يونايتد صعوبة في إيجاد مستوى مكافئ من المعرفة والخبرة العملية ليحل محل فيرغسون، لكن بدا واضحاً لفترة من الوقت أن نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، إد وودورد، ومدربه ليسا بالتأكيد البديل المناسب. يذكر أنه عندما يُسأل جوسيب غوارديولا عن صفقات ضم لاعبين جدد، يبتسم ويكتفي بقول إن الأمر خارج سلطته، لكنه في قرارة نفسه يشعر بطمأنينة وثقة بأنه عندما طلب ثلاثة لاعبين في مركز الظهير، جرى توفيرهم بالصورة المناسبة في الحال. من جهته، ربما لن يتمكن مانشستر يونايتد قط من مضاهاة مستوى الإنفاق أو الكفاءة لدى مانشستر سيتي، لكن حال نجاحه في إقرار أي صورة من صور الاستمرارية على صعيد سياسات الانتقالات، سيكون بذلك خطوة كبيرة نحو الأمام بعيداً عن الوضع العشوائي الراهن.
- صياغة خطة طويلة الأمد لتحقيق التنافسية
رغم أن هذا القول قد يصدم مانشستر يونايتد وعاشقيه، لكن الواضح أن الوضع تبدل كثيراً بعيداً عن الفترة التي كان باستطاعة النادي الذي لا يقهر ضمان ضم أفضل اللاعبين إلى صفوفه عبر مجرد اتصال هاتفي ووعد بزيادة الأجر. الآن، يفعل مانشستر سيتي وليفربول ذلك، بينما تحصد أندية أخرى خاصة توتنهام هوتسبير، ثمار التوظيف الجيد للموارد والاستقرار الإداري. من جانبه، قضى مانشستر يونايتد السنوات التي تبعت رحيل فيرغسون على غير هدى، وبدا غير وثق من المسار الذي يتعين عليه اتخاذه. واللافت أن المدربين الثلاثة الذين استعان بهم النادي منذ عام 2013 جاؤوا مختلفين للغاية، وكذلك سياسات ضم اللاعبين الجدد التي انتهجوها. فيما يخص ديفيد مويز، فقد جابه صعوبة في إبرام صفقات كبرى، بينما فضّل لويس فان غال اتباع النهج الأسلم والأكثر أماناً على نحو مبالغ فيه، بينما حاول مورينيو إبرام صفقات كبرى، لكنه فوجئ بهذه المحاولات تنفجر في وجهه على نحو سلبي.
وعليه، شهد الفريق ضم أسماء كبيرة، مثل: أنخيل دي ماريا، وهنريك مخيتاريان، وباستيان شفاينشتايغر، وراداميل فالكاو، ثم خروجهم منه سريعاً، في الوقت الذي يواجه بول بوغبا وألكسيس سانشيز وربما فريد خطر المصير ذاته. وربما تمثل الصفقة الأكثر نجاحاً التي أبرمها مانشستر يونايتد منذ رحيل فيرغسون، ضم مروان فيلايني، وذلك على نحو لم يتوقعه أي شخص وقت إبرام الصفقة.
وبطبيعة الحال، فإن هذا الوضع لا يشكل صيغة يمكن أن تحقق النجاح أو تعين النادي على إحراز تقدم، إضافة إلى ذلك فإنها تحمل في طياتها تكاليف باهظة ومهدرة. وعليه، فإن مانشستر يونايتد في حاجة إلى الحذر إزاء المدربين الذين يطالبون بتوفير لاعبين جاهزين فحسب؛ لأن التجربة أثبتت أن اللاعبين الأفضل يتنقلون سريعاً. وربما للمرة الأولى منذ اعتزال فيرغسون التدريب، أصبح لزاماً على مانشستر يونايتد الانتباه جيداً لواحدة من عباراته الشهيرة، والشروع في البحث عن لاعبين ذوي قيمة داخل السوق.
- البناء من الخلف
تجمع الغالبية على أن اللاعب الأهم الذي يملكه مانشستر يونايتد في الوقت الراهن، هو حارس المرمى ديفيد دي خيا، الذي فاز لتوه بتمديد تعاقده مع النادي لضمان موسم آخر على الأقل داخل ألود ترافورد. بعد ذلك، من المحتمل أن يعكف دي خيا على مراجعة خياراته، أمر لا يمكن لأحد أن يلومه بسببه. والتساؤل الأبرز هنا: هل يتعين حقاً على أفضل حارس مرمى في العالم اللعب خلف خط دفاع متغير باستمرار، ويضم بين صفوفه من وقت إلى آخر فيل جونز وإريك بايلي وكريس سمولينغ، أم أنه لا بد أنه يتطلع باتجاه الفريقين الذين تأهلا إلى الدور النهائي الموسم الماضي من بطولة دوري أبطال أوروبا ويحسد حراس المرمى الذين يقفون خلف مدافعين من أمثال سيرغيو راموس وفيرجيل فان دايك؟ وبعد كل المال الذي أنفقه، هل من المنطقي أن يستمر مانشستر يونايتد في إصراره على الاستعانة بآشلي يونغ في مركز الظهير الأيسر؟
لقد كان مورينيو مولعاً بكيل الاتهامات إلى مانشستر سيتي بشراء أربعة لاعبين في مركز الظهير دفعة واحدة؛ بهدف توضيح حجم القوة المالية الضخمة التي ينافسها، لكن الواقع يكشف أن الأمر لا يقتصر على المال فحسب. لقد كان اللاعب الفائز بلقب أفضل لاعب خلال المباراة التي شهدها أنفيلد، الأحد، وانتهت بهزيمة قاسية ربما تكون هي التي كلفت مورينيو وظيفته، هو آندي روبرتسون، الظهير الأيسر لليفربول، الذي انتقل إلى النادي قادماً من هال سيتي مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني. وعندما فاز مانشستر يونايتد بثلاث بطولات في موسم واحد عام 1999، كان الظهير الأيسر بصفوفه هو دينيس إروين الذي انتقل للنادي مقابل 625.000 جنيه إسترليني، قادماً من أولدهام. البعض وصف هذه الصفقة بعد سنوات بأنها أشبه بجريمة سرقة، لكن الواضح أن فيرغسون لم يكن مخضرماً بمجال اقتصاديات كرة القدم فحسب، وإنما كان خبيراً في كيفية بناء الفرق وتجميع عناصرها.
- التخلي عن الغرور
ثمة أقاويل حول أن مورينيو كان يخالجه شعور بأن مانشستر يونايتد ليس جيداً بما يكفي، وأن ملعب التدريب ليس جيداً بما يكفي، وأن مستوى الحافز والطموح داخل النادي على مستوى الملاك والقيادات العليا ليس بالصورة المأمولة. والواضح أن مدينة مانشستر بأكملها لم ترق كثيراً لمورينيو. وبالنظر إلى كل ما سبق تبدو منطقة شمال غربي إنجلترا بأكملها أشبه بقطعة من الجحيم، وأن أي مدرب لا بد أن يكون على درجة بالغة من القنوط واليأس كي يقبل بتولي قيادة فريق مثل مانشستر يونايتد. بيد أن كل ما سبق يجافي الحقيقة.
ربما لن يتمكن مانشستر يونايتد قط من التفوق على مانشستر سيتي من حيث الإنفاق، لكن ليس هناك سبب يبرر تفوق ليفربول وتوتنهام هوتسبير وآرسنال عليه في هذا المضمار. وفي وقت تتنافس ستة أندية إنجليزية على الأقل على البطولات واقتناص أفضل اللاعبين، لم يفلح مانشستر يونايتد سوى في خسارة مزيد من بريقه وتألقه.
وتبقى هذه من الأمور التي كثيراً ما تحدث بعالم كرة القدم - وسبق أن حدثت لمانشستر يونايتد ذاته من قبل - ويكمن السبيل إلى التخلص من هذه الحالة في اتباع توجه عقلاني وإيجابي وإدراك الوضع الجديد للنادي على مستوى الكرة الإنجليزية ككل. ثمة حاجة ملحة إلى الشعور بالتواضع من جانب مانشستر يونايتد، ليس فقط من جانب المدرب، وإنما كذلك من جانب القاعدة الجماهيرية. هناك الكثير يتعين على النادي إنجازه، وربما لا تكون ثمار هذه الجهود فورية. لذا؛ فإن مصلحة جميع الأطراف تفرض تقليل سقف التوقعات من البداية. وسيبقى الماضي المجيد في طيات الماضي على امتداد المستقبل المنظور.
قد يشير مورينيو إلى حقيقة أنه بعد تعيينه خلفاً للهولندي لويس فان غال في مايو (أيار) 2016 فاز بالدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية في موسمه الأول قبل أن يقود يونايتد للمركز الثاني في الدوري والتأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث خسر أمام تشيلسي، في موسمه الثاني.
ونسبة فوزه التي تبلغ 58.33 في المائة أفضل بشكل ملحوظ من ديفيد مويز (52.94 في المائة) وفان غال (52.43 في المائة) وتقل بفارق بسيط فقط عن فيرغسون (59.67 في المائة). لكن هذه الأرقام تخفي حقيقة أنه كان سيئاً أمام الفرق الكبرى الأخرى. ومع كل هزيمة كان يجد طرقاً جديدة لإلقاء اللوم على لاعبيه مع الاستمرار في تذكير منتقديه بنجاحاته السابقة في بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».