بغداد وأربيل تتوصلان لاتفاق حول الملف النفطي مع استمرار المباحثات

الشهرستاني وعماد أحمد يؤكدان الخبر

أكد وفد حكومة الإقليم على أن النفط ثروة وطنية و هي ملك للجميع
أكد وفد حكومة الإقليم على أن النفط ثروة وطنية و هي ملك للجميع
TT

بغداد وأربيل تتوصلان لاتفاق حول الملف النفطي مع استمرار المباحثات

أكد وفد حكومة الإقليم على أن النفط ثروة وطنية و هي ملك للجميع
أكد وفد حكومة الإقليم على أن النفط ثروة وطنية و هي ملك للجميع

أعلن عماد أحمد، نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، توصل حكومته مع الحكومة العراقية إلى اتفاق «في ما يخص مسألة تصدير النفط عبر أراضي الإقليم نحو تركيا من خلال الأنبوب المشترك الذي تم الانتهاء منه قبل ما يقارب الأسبوعين، وتم بالفعل اختبار تصدير النفط من خلاله، حيث أعلن الطرفان في أربيل وتركيا نجاح هذه التجربة».
نائب رئيس الحكومة أعلن في تصريحات صحافية أثناء افتتاح أحد المشاريع في السليمانية أنه «تم خلال زيارة وفد إقليم كردستان إلى بغداد عقد عدة اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين والشخصيات الحكومية والسياسية، حيث أكد وفد حكومة الإقليم على أن النفط ثروة وطنية هي ملك للجميع، والإقليم يجب أن ينال استحقاقاته منها». وأوضح أحمد أن الحكومة العراقية أبدت «عدم ممانعتها في تصدير النفط من إقليم كردستان، حيث ستستمر المفاوضات المتعلقة بهذا الشأن في الأيام المقبلة حول آلية التصدير والإشراف الحكومي عليها من قبل بغداد». وأكد أحمد أن رئيس الوزراء ووزير المالية في الحكومة العراقية بينا إيجابية واضحة حيال مطالب الإقليم بشأن الحصة المقررة للإقليم في الموازنة العراقية العامة.
ولم يخف نائب رئيس الوزراء في الإقليم أن الجانب الكردي «حمل الحكومة العراقية تبعات التباطؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه عن طريق اللجان المشتركة التي تم الاتفاق على عملها من قبل رئيس حكومة إقليم كردستان ورئيس الوزراء العراقي». وشدد أحمد على أن الإقليم «بإمكانه أن يضيف موارد أخرى تدعم الاقتصاد العراقي بالإضافة إلى كركوك (والتي وصفها كجزء من كردستان)، وبذلك يستطيع أن يسهم في إنعاش الاقتصاد العراقي والعمل على تأمين واردات أكثر للعراق والإقليم».
من جهة أخرى، أعلن مكتب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أن الأخير «وافق على تصدير الإقليم للنفط بالتعاون مع الحكومة العراقية وعن طريق شركة النفط الوطنية العراقية (somo)».
مكتب الشهرستاني أكد في البيان أن هذا القرار جاء في الاجتماع المشترك الذي عقد بينه وبين نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، وأن الطرفين «اتفقا على صيغة دستورية حول تصدير النفط بنفس الإجراءات الحكومية عن طريق الشركة الوطنية كما هو متبع لدى الحكومة العراقية».
وأكد البيان أيضا أن العائدات النفطية من النفط المصدر من إقليم كردستان العراق ستوضع في صندوق خاص باسم «صندوق تنمية العراق» حيث ستوزع سنويا في هذا المجال.
التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي أكد في بيان له أن المباحثات التي أجريت في بغداد بين الإقليم وبغداد «كانت ناجحة وبناءة، حيث تم فيها الاتفاق على الخطوط العريضة للمسائل الخلافية، على أن تتولى اللجان المشتركة التي شكلها الطرفان مراجعة ومتابعة التفاصيل المتعلقة بالحلول حول المشاكل العالقة». ووصف التحالف الكردستاني زيارة بارزاني إلى بغداد بـ«الناجحة»، وأكد أن «المباحثات بين الطرفين أسفرت عن الاتفاق على تشكيل لجان خبراء لتسوية المسائل المالية ستجتمع الأسبوع المقبل، ولجنة فنية متعلقة بتصدير نفط الإقليم». كما أكد التحالف الكردستاني أن هذه الزيارة «وضعت الخطوط العريضة لحل الخلافات العالقة بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد»، مبينا أن «الحلول ستكون عن طريق اللجان المختصة التي ستتفق على التفاصيل».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.