شداد العمري: التايكوندو السعودية في طريقها للعالمية

رئيس اتحاد اللعبة قال إنهم يستهدفون التأهل إلى أولمبياد طوكيو

شداد العمري (الشرق الأوسط)
شداد العمري (الشرق الأوسط)
TT

شداد العمري: التايكوندو السعودية في طريقها للعالمية

شداد العمري (الشرق الأوسط)
شداد العمري (الشرق الأوسط)

أكد شداد العمري رئيس الاتحاد السعودي للتايكوندو أن هدفهم في المرحلة المقبلة هو الوصول إلى العالمية، ورفع درجة تصنيف المنتخب السعودي إلى مرحلة متقدمة، مشيراً إلى أن هيئة الرياضة، بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، وفرت لهم كل الإمكانيات، وقال إن من العوائق التي تواجههم اهتمام اللاعب أكثر بمستقبلة الوظيفي والتعليمي، ما قد يشتت نظرته لمستقبله في اللعبة، موضحاً أنهم بدأوا التغلب على هذا الأمر من خلال سياسة التفريغ التي انتهجوها مؤخراً، مطالبا أهالي اللاعبين بالمساهمة معهم في مشروع صناعة البطل السعودي الأولمبي.
وكان شداد قد تطرق لكثير من النقاط حول مستقبل اللعبة محلياً، وسبل تطويرها، مؤكداً سعيهم إلى منح العنصر النسائي فرصة المشاركة في البطولات الدولية، وتوفير المدربات المؤهلات لهذه المهمة خلال المرحلة المقبلة. وفيما يلي تفاصيل أخرى في هذا الحوار:
> برأيك، ما الصعوبات التي تعترض تطوير رياضة التايكوندو لدينا؟
- حقيقة، من أبرز الصعوبات التي نواجهها مسألة تفريغ اللاعبين، فاللاعب يرى مستقبله الوظيفي والتعليمي أهم من أي شيء آخر، ونحن نحاول بشتى الطرق التوفيق بين مشاركات اللاعب الدولية والمعسكرات الخارجية والداخلية ومستقبله الدراسي، وهذا أكبر عائق. ولا أخفيك أن هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية مهتمة بالموضوع، وبرنامج النخبة ساعدنا في تفريغ اللاعبين، وكذلك وجود مميزات ومكافآت تعود على اللاعبين.
> كيف هو تعاونكم مع الاتحاد الدولي للتايكوندو؟
- الاتحاد الدولي أصبح مهتماً بالتايكوندو السعودي، خصوصاً بعد الإنجازات الأخيرة التي حققتها منتخبات المملكة، ورئيس الاتحاد الدولي مهتم كثيراً بالتايكوندو السعودي، فلقد اجتمعنا أكثر من مرة، ولدينا لاعب تأهل لأول مرة للأولمبياد الذي أقيم في الأرجنتين.
> ما الهدف من تفعيل لجان المدربين والحكام؟
- لدينا حكام مميزون على مستوى العالم، ولقد شكلنا لجنة الهدف منها تطوير الحكام، برئاسة عضو مجلس الإدارة محمد الوبران، وهو حكم دولي، وهذه اللجنة الهدف منها تقديم الآراء والمقترحات، بما يساعد على تطوير الحكام الموجودين، وزيادة الحكام الدوليين، وظهورهم بالصورة اللائقة في المشاركات الدولية. وبالنسبة للمدربين أيضاً، تم تشكيل لجنة برئاسة عضو مجلس الإدارة محمد نوح، الهدف منها تطوير المدربين السعوديين، بحيث نكون في الفترة المقبلة مكتفين، علماً بأنه لدينا مدربون جيدون قادوا كثيراً من المنافسات القارية والدولية، ولكن تنقصهم الدورات والاحتكاك بشكل أشمل، لأن توسع مدارك الحكم واللاعب يمنحه الفرصة لتطوير مستواه.
> كيف ترى الإنجازات التي حققها اتحاد التايكوندو مؤخراً؟
- الحقيقة، إن اتحاد التايكوندو حقق كثيراً من الإنجازات، أهمها الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم للناشئين، التي جرت في مصر نهاية 2017، وهي أول ميدالية في رياضة التايكوندو. وفي عام 2018 أيضاً، حققنا الميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب، وهذه تعتبر سابقة في لعبة التايكوندو السعودية، والمنتخب السعودي الوحيد بين الدولة العربية الذي اعتلى منصة التتويج في بطولة العالم للشباب، كذلك حققنا ميداليتين (فضية وبرونزية) في بطولة العالم العسكرية الأخيرة، ونتمنى أن تكون هذه الإنجازات خطوة للأمام، لمواصلة تحقيق الإنجازات، ومشاهدة لاعبينا يحققون ميداليات في الألعاب الأولمبية المقبلة.
> هل ترى أن اتحاد التايكوندو قادر على صناعة بطل أولمبي؟
- حتى نكون واقعيين وصادقين، صناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى تضافر الجهود من جهات كثيرة، حتى أسرة اللاعب ومدرسته والحي الذي يعيش فيه، وهذا ما ينقصنا في الرياضة السعودية، ولا يمكن أن تصنع بطلاً أولمبياً خلال سنة أو سنتين، ربما تحتاج إلى 10 سنوات. ولو تلاحظ الأبطال الأولمبيين في كل دول العالم، تجد بدايتهم من أعمار صغيرة، فالدورات الأولمبية صعبة جداً، ولكن لديّ ثقة كبيرة في أن رياضة التايكوندو، وبقية الرياضات الأخرى كالكاراتيه، سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب. وصدقني، نحن في السعودية نملك الإمكانيات، والدعم موجود، وكل ما نحتاجه هو ثقافة صناعة هذا البطل. وفي الفترة الأخيرة، شاهدنا المسؤولين في هيئة الرياضة يدعمون بشكل كبير على مستوى المكافآت وتفريغ اللاعبين، ونحن كاتحاد نتابع اللاعبين بكل اهتمام حتى يتم تسجيلهم بمدارس خاصة، ونتمكن من تفريغهم، وتأجيل اختباراتهم، ليتمكنوا من المشاركات الدولية. وإذا استمر اللاعب في مثل هذه المشاركات، بإمكانك صناعة لاعب قوي، ومنحه الخبرة الكافية، خصوصاً إذا وصل مرحلة معينة من العمر يستطيع أن يكتسب فيها الخبرة الكافية، ولا يمكن أن تشارك في بطولات ضعيفة وتصنع لاعباً قوياً عالمياً. وحقيقة، كل شيء متوفر من ناحية المنشآت، والدعم المادي والمعنوي، ولكن ربما نحتاج إلى ثقافة يستطيع من خلالها اللاعب الوصول للأهداف المرجوة.
> معظم البطولات التي جرت في منطقة الرياض، وكذلك الغربية والشرقية، يلاحظ أنها تهتم بالفئات السنية، هل هذا يؤكد نهجاً أساسياً في الفترة المقبلة؟
- بكل تأكيد، نحن كمجلس إدارة بدأنا قبل سنتين تقريباً، واتفقنا على الاهتمام بصناعة القاعدة حتى نتمكن من الوصول للأهداف، وبالتالي ترتفع لدينا الطموحات، فلا يمكن الاقتصار على البطولات العربية أو الخليجية، بل سقف الطموح أكبر، وقد صممنا منذ البداية على العالمية. وحتى على مستوى البطولات الداخلية، تمكنا من صناعة أبطال على مستوى الناشئين والشباب، من خلال مشاركاتهم في البطولات الدولية. وكما ذكرت في البداية، لاعبنا محمد السويق حقق إنجازاً يعتبر تاريخياً على مستوى الرياضة السعودية. وأتذكر أن الصفحة الرئيسية للاتحاد الدولي التايكوندو وضعت صورته، وكتبوا محمد السويق يدخل السعودية تاريخ التايكوندو العالمي كونه حقق ميدالية في وزن 73، ولن تصدق أنه لاعب صغير لم يتعدى عمره 14 سنة، وقد تم تصعيده من فئة الشباب، وشارك في بطولة للشباب وهو لا يزال في مرحلة الناشئين، وهذا اللاعب هو أحد المواهب التي سنعتمد عليها، بإذن الله، خلال السنوات المقبلة، أيضاً البطل علي المبروك حقق ميدالية برونزية في بطولة العالم للشباب وهو لا يزال صغيراً في السن. والآن، بدأنا تصعيده حتى يشارك مع المنتخب الأول، والاستعداد لبطولة العالم، ومن ثم إلى الأولمبياد.
> ما أبرز المكتسبات التي تسعون لتحقيقها في المستقبل؟
- سياسة العمل تسير حسب ما خطط لها، وقد عملنا برؤية جماعية، فالقرارات يشارك فيها نائب الرئيس الخبير أبو بكر كردي، والأمين العام سامي الطلب، وبقية أعضاء اللجان، والتايكوندو السعودية أصبحت على المستوى العربي تملك اسماً. وخلال هذه المرحلة، عاد بقوة، ونحن حريصون جداً على الحفاظ على هذا التوهج، وطموحنا سقفه عالٍ، ونسعى للمحافظة على المكتسبات. وكما ذكرت، نحن قادرون على صناعة البطل الأولمبي، ولكن نحتاج للصبر وتظافر الجهود.
> هل يوجد مراكز لتدريب العنصر النسائي لنشر اللعبة على مستوى أوسع؟
- بدأنا في ذلك من خلال اجتماع مجلس الإدارة، وأقررنا تشكيل لجنة نسائية، وتجهيز بعض مراكز التدريب، بالتنسيق مع بعض القطاعات الخاصة، لترجمة توجهات الهيئة من أن الرياضة للجميع، وكانت أول مشاركة نسائية على مستوى رياضة التايكوندو في بطولة جاكرتا الأخيرة، وخاضت العراك نورة المري، وكانت صغيرة لا يتعدى عمرها 17 سنة، وقد قدمت أداءً جيداً، وهي بداية جيدة، وإن شاء الله نشاهد لاعبات سعوديات قادرات على المقارعة والمنافسة في البطولات العالمية.
> هل وضعتم خطة للإشراف على تدريب اللاعبات السعوديات؟
- لا زلنا في البداية، ولكن لدينا مدربات سعوديات ولاعبات سعوديات، وتأتينا اتصالات منهم، وقد شكلنا لجنة برئاسة أبرار بخاري بهدف تفعيل الخصوصية، وهي مهتمة باللعبة، وقد سبق أن شاركت في بطولة دولية، ويتم التنسيق معها حالياً، والهدف هو حصر عدد اللاعبات الموجودات والمدربات، ومن ثم القدرة على تشكيل منتخب نسائي، ويتم التنسيق مع القطاعات الخاصة لإنشاء مراكز نسائية في جميع مناطق
المملكة.
> ماذا عن مسألة الرعاية والتسويق للعبة؟
- الحقيقة أن الألعاب الفردية تعاني، وكرة القدم هي صاحبة الشعبية الأولى في العالم، ولها النصيب الأكبر من الأضواء وعقود الرعاية والإعلانات والاهتمام، ولكن نحن نحاول ونسعى، ويوجد رجال أعمال أبدوا استعدادهم لرعاية اللعبة، ونتمنى أن نحصل على اتفاقيات مع شركات كبيرة خلال الفترة المقبلة.
> كيف ترى تعاون الأندية واهتمامها باللعبة؟
- هناك أندية مهتمة باللعبة، أبرزها الشباب وأبها والهلال والوحدة وأندية المنطقة الشرقية، كنادي السلام على سبيل المثال، ونتمنى من بقية الأندية الأخرى السير على النهج نفسه، ونحن كاتحاد نسعى إلى أن تشارك الأندية على مستوى جميع الفئات، وحريصون على زيادة مراكز التدريب لدينا في الرياض إلى 5 مراكز. وخلال المرحلة المقبلة، سنفتتح مراكز في مختلف مناطق الشرقية والغربية والمنطقة الجنوبية. وبالنسبة لعدد الممارسين في الوقت الراهن، فهو يقارب 5 آلاف لاعب، وهدفنا في المرحلة المقبلة تخطي حاجز الـ10 آلاف لاعب، بحيث يكون العدد متقارب مع الدول المتقدمة في اللعبة.
> هل هناك اتفاقيات ومبادرات مع وزارة التعليم لنشر اللعبة في المدارس؟
- وقعنا اتفاقية مؤخراً مع وزارة التعليم، تنص على إنشاء مراكز في مختلف مناطق المملكة، ونحن الآن في طور التنسيق لاختيار المدارس والمدربين للإشراف على هذا المشروع.
وكما يعلم الجميع، فوزارة التعليم شريك أساسي في الرياضة، ورافد مهم للاتحادات، خصوصاً الألعاب الفردية، أيضاً لا ننسى القطاعات الأخرى، فوزارة الدفاع تسهم كثيراً في ارتقاء اللعبة، ونحن نوفر لهم مستقبلهم والوظيفة، ومن ثم تفريغهم لممارسة هوايتهم في لعبة التايكوندو، حتى أن اتحاد التايكوندو وقع اتفاقية مع شركة بريطانية قبل سنة ونصف السنة، وابتعثنا 8 لاعبين لدراسة اللغة الإنجليزية، وفي الوقت نفسه يواصلون تدريباتهم، وكان المشروع لمدة سنة.
> كيف ترى دعم هيئة الرياضة لاتحاد التايكوندو؟
- الدعم الذي يقدم لاتحاد التايكوندو، وللرياضة بشكل عام، مميز، والجميع يعلم ماذا قدمت هيئة الرياضة من خلال المستشار تركي آل الشيخ، ونائبه الأمير عبد العزيز الفيصل، اللذين يواصلان دعمهما واهتمامهما بجميع الاتحادات والألعاب دون استثناء ونحن كاتحاد كان لنا السبق، كونه أول اتحاد تم تكريمه من قبل المستشار، عندما حقق عدد من اللاعبين ميداليات ذهبية وفضية في بطولة لاتفيا الدولية التي صادفت تاريخ تعيين المستشار رئيساً لهيئة الرياضة، واستقبلنا في مدينة جدة في مكتبه، وكرم اللاعبين بمكافآت مجزية كانت الدافع للاستمرار في تحقيق الإنجازات.
> ما تصنيف المنتخب السعودي التايكوندو على المستوى الدولي؟
- الاتحاد الدولي يعتمد على تصنيف اللاعبين، وما حققوا من إنجازات في البطولات المعتمدة. وإذا تحدثنا عن الفترة الماضية، فقد كان هناك إهمال للمشاركة في البطولات المصنفة، ولكن في المرحلة الأخيرة، نحن حريصون جداً على المشاركة، لتحقيق النقاط من أجل ارتفاع التصنيف. وعلى مستوى الناشئين، فالمنتخب السعودي من أفضل 10 مراكز في العالم. وعلى مستوى فئة الشباب، من أفضل 20 مركزاً في العالم. وعلى مستوى المنتخب الأول، أعدكم خلال الفترة المقبلة بأننا سنكون من أفضل 20 دولة في العالم.
> هل الميزانية المحددة كافية لأنشطة الاتحاد من معسكرات ومشاركات؟
- أنا واثق تماماً أن الآتي سيكون أجمل، وقد سبق أن عقد أكثر من اجتماع لأعضاء مجلس اللجنة الأولمبية السعودية، وأنا كعضو، وكان المستشار ونائبه حريصين جداً، ووعدونا خيراً خلال المرحلة المقبلة بميزانيات عالية.
> ما طموحكم بصفتك رئيساً لاتحاد التايكوندو؟
- من السهل أن يكون طموحي الحصول على ميدالية أولمبية، لكن سبق أن ذكرت لك أن الميدالية الأولمبية صعبة، وتحتاج إلى سنوات عمل طويلة، وعلينا أن نأخذ السلم من أول درجة، ولا أخفيك أن الأهم لدينا تأهل لاعب من اتحاد التايكوندو إلى أولمبياد طوكيو، ولدينا كوكبة مدربين محليين سجلوا حضوراً رائعاً، وحالياً الثنائي فهد الدويسان ومحمد سعد القحطاني هما من يقود دفة التدريب في منتخبات الفئات السنية، وأيضاً ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول، ونثق بقدراتهم.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية أقيمت البطولة في مدينة لاغوس النيجيرية (الشرق الأوسط)

«عابد» يحقق فضية العالم للمبارزة... والفيصل: المستقبل أمامك

حقق حسن عابد، لاعب المنتخب السعودي للمبارزة، الميدالية الفضية في بطولة كأس العالم لسلاح الإبيه تحت 20 عاماً، التي أُقيمت، اليوم (السبت)، بمدينة لاغـوس النيجيرية

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة يتوج اللاعبات الفائزات (الشرق الأوسط)

تتويج ربى ولميد وضي بذهبيات بطولة السعودية للمبارزة

تَوَّج أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة الفائزات في بطولة السعودية للمبارزة للسيدات (الجولة الذهبية) - عمومي وتحت 14 عاماً، التي اختتمت السبت.

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».