مالك نادي بوردو الجديد يسعى لإنهاء هيمنة سان جيرمان

داغروسا رجل أعمال أميركي آخر يدخل عالم الاستثمار في كرة القدم الفرنسية

رجل الأعمال الأميركي داغروسا يأمل في إنعاش مسيرة نادي بوردو
رجل الأعمال الأميركي داغروسا يأمل في إنعاش مسيرة نادي بوردو
TT

مالك نادي بوردو الجديد يسعى لإنهاء هيمنة سان جيرمان

رجل الأعمال الأميركي داغروسا يأمل في إنعاش مسيرة نادي بوردو
رجل الأعمال الأميركي داغروسا يأمل في إنعاش مسيرة نادي بوردو

اعتاد رجل الأعمال الأميركي جوسيف داغروسا، الذي يقيم في ولاية ميامي، على الدخول في كثير من التحديات المالية، وبالتالي كان الرجل البالغ من العمر 54 عاماً، لديه رغبة كبيرة في منافسة واحد من أغنى أندية كرة القدم في العالم، الذي يصل سعر لاعب واحد به إلى ضعف سعر جميع لاعبي فريق نادي بوردو الذي اشتراه!
خلال الشهر الماضي، اشترى داغروسا نادي بوردو، الفائز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز ست مرات، مقابل 114 مليون دولار.
وقال داغروسا في حواره مع صحيفة «الغارديان» حول هذه الصفقة: «إنه أمر ممتع بكل تأكيد. كانت أول صفقة أبرمها في حياتي هي شراء مجموعة استثمارية مع اثنين من الشركاء، عندما قمنا بشراء سلسلة (بيرغر كينغ) للوجبات السريعة وأنقذناها من الإفلاس. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي أقوم بها بمثل هذا التحول الكبير؛ لكن الأمر يكون مجزياً للغاية عندما تقوم بالأمور على النحو الصحيح». وخلال الشهر الجاري، تعادل نادي بوردو مع باريس سان جيرمان، ووضع حداً لسلسلة الفوز المتتالي لنادي العاصمة في الدوري الفرنسي الممتاز، التي وصلت إلى 14 مباراة. لكن لن يتمكن بوردو بالطبع من منافسة باريس سان جيرمان على لقب الدوري الممتاز هذا الموسم، الذي يرى كثيرون أنه قد حسم بالفعل؛ حيث يتصدر النادي الباريسي جدول الترتيب بفارق 13 نقطة كاملة عن صاحب المركز الثاني ليل، في حين يصل الفارق بين باريس سان جيرمان وبوردو إلى 23 نقطة.
وبالتالي، ستكون مهمة داغروسا شاقة من أجل بناء فريق قادر على المنافسة على الألقاب المحلية. وفي المقابل، نجح الاستثمار القطري في سان جيرمان في تكوين فريق تصل قيمته الآن إلى 930 مليون دولار، ويحقق عائدات سنوية تصل إلى 482 مليون دولار، وهو الأمر الذي يعكس حجم التفاوت المالي الكبير بين الأندية في الدوري الفرنسي الممتاز. لكن داغروسا قبل هذا التحدي واستحوذ على نادي بوردو، وقال عن هذه الصفقة: «أنا أعشق الناس، وأحب التواصل مع الجماهير، وأقدر كثيراً حبهم وعشقهم لكرة القدم. أنا مغرم بالأمر برمته».
ورغم الفوارق المالية الهائلة مع باريس سان جيرمان، يمتلك نادي بوردو، الذي لعب له عدد من أساطير كرة القدم الفرنسية، مثل زين الدين زيدان وآلان جيريس، فرصاً كبيرة للتطور والمنافسة خلال السنوات القادمة، نظراً لأن داغروسا لا يعرف اليأس أو الاستسلام، وسيقاتل من أجل إعادة النادي إلى المسار الصحيح، والمنافسة على لقب الدوري الفرنسي الممتاز الذي لم يحصل عليه الفريق منذ عام 2009.
يقول رجل الأعمال الأميركي: «لن تكون المهمة سهلة، ولن نتمكن من الدخول في منافسة شرسة مع باريس سان جيرمان من حيث النواحي المالية؛ لأن ذلك سيكون بمثابة ضرب من الجنون. أقصد أنني لا أمتلك بئراً للبترول في فناء منزلي، وبالتالي يتعين علينا أن نجد طريقة أخرى من أجل المنافسة، وأعتقد أن هذا الأمر يتطلب الاهتمام بالمواهب الشابة في المقام الأول. نريد أن نكون في المقدمة حتى نتمكن من جذب أفضل اللاعبين في فرنسا، التي تُنجب بعضاً من أفضل اللاعبين الشباب في العالم. ودعهم هم ينفقون أموالاً طائلة على شراء النجوم الكبار».
ولا يوجد أدنى شك في أن تأثير ما فعله القطريون في نادي باريس سان جيرمان قد ألقى بظلاله على كرة القدم الفرنسية، بل وعلى كرة القدم الأوروبية بأكملها. وخلال الشهر الجاري، طالب رئيس الدوري الإسباني الممتاز، خافيير تيباس، بمعاقبة نادي باريس سان جيرمان واستبعاده من بطولة دوري أبطال أوروبا، بسبب انتهاكه لقواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وكان باريس سان جيرمان قد خضع للتحقيق بالفعل، وبُرِّئ، بعد تعاقده مع النجم البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني، في صفقة قياسية عام 2017.
وقال داغروسا عن ذلك: «بصفة عامة، يشعر الجميع بالرعب من نادي باريس سان جيرمان. وأعتقد أنه صاحب السطوة في الدوري الفرنسي الممتاز. أنا أراه هكذا؛ لكننا هنا من أجل تحقيق الفوز. ربما يستغرق الأمر بعض الوقت؛ لكننا هنا من أجل الفوز، ويتعين علينا أن نُظهر روح المقاتل الموجودة بداخلنا لأننا في حرب».
وكان داغروسا، الذي ولد في نيويورك، ويعد أحد أنصار نادي نيويورك ميتس الأميركي، يسعى للاستثمار في الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوري الإسباني الممتاز، قبل أن يقرر في نهاية المطاف شراء نادي بوردو. ويعد داغروسا الآن ثاني أميركي يستحوذ على نادٍ فرنسي، بعد فرانك ماكورت الذي استحوذ على نادي مرسيليا في عام 2016. ويعتزم داغروسا البقاء معظم فترات الموسم في بوردو. وعلى عكس مواطنيه من أمثال ستان كرونكي مع آرسنال، وعائلة غليزر مع مانشستر يونايتد، يريد داغروسا أن يتواصل ويتفاعل بشكل دائم مع الجمهور.
وعن ذلك يقول: «الجمهور يعمل طوال الأسبوع، ويدفع الأموال من أجل شراء تذاكر المباريات، والرياضة عبارة عن شيء ترفيهي في المقام الأول، وبالتالي يتعين علينا أن نجعل الجمهور يستمتع بذلك».
ومع ذلك، لم تمر عملية الاستحواذ على النادي من دون مشكلات. ويقول داغروسا عن ذلك: «قبل الاستحواذ على النادي، كان هناك كثير من العقبات. لم يكن الأمر يقتصر على وجود نادي لديه الرغبة في البيع؛ لكن الأمر كان يتعلق أيضا بضرورة أن تكون المدينة الموجود بها هذا النادي مرحبة بنا ومستعدة لاستيعابنا. ولحسن الحظ، كان من دواعي سروري أن ألتقي بأعضاء من المجلس المحلي لمدينة بوردو. لقد نقلت إليهم وجهة نظري بأن بوردو فريق عظيم ويوجد في مدينة رائعة، وأننا نريد أن نستغل قيمتهما معاً من أجل الجميع. لقد كانت لديهم بعض الشكوك؛ لكن هذا شيء طبيعي؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون من أنا».
وعن مدى متابعة الأميركيين للدوري الفرنسي الممتاز، قال داغروسا: «دائماً كانت الرياضة في قلب اهتمامات شركتنا، وهذه البطولة لديها إمكانات هائلة. يمكنك أن تشتري نادياً أميركياً للبيسبول بمليار دولار رغم أنه يعاني، ويمكنك بجزء بسيط من هذا المبلغ أن تشتري نادياً أوروبياً لديه فرصة في النمو، ويحقق أهدافه في نهاية المطاف».


مقالات ذات صلة

بوردو بطل الدوري الفرنسي 6 مرات يهبط للدرجة الثالثة

رياضة عالمية نادي بوردو هبط للدرجة الثالثة رسمياً (نادي بوردو)

بوردو بطل الدوري الفرنسي 6 مرات يهبط للدرجة الثالثة

هبط نادي بوردو، الفائز بلقب الدوري الفرنسي لكرة القدم 6 مرات، للدرجة الثالثة بعد فشل المفاوضات مع مجموعة «فينواي سبورتس».

«الشرق الأوسط» (بوردو)
رياضة عالمية لاكازيت سيقود منتخب فرنسا الأولمبي في نهائيات باريس (أ.ف.ب)

لاكازيت سعيد بقيادة منتخب فرنسا الأولمبي

قال ألكسندر لاكازيت إنه يشعر بالفخر لأن المدرب تييري هنري، مثله الأعلى عندما كان شابا، منحه شارة قيادة المنتخب الأولمبي الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يرتبط ديشان بعقد مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى يونيو 2026 (أ.ف.ب)

ديشان يرفض الحديث عن مستقبله مع فرنسا

رفض ديدييه ديشان مناقشة مستقبله مع منتخب فرنسا بعد خروج فريقه من نصف نهائي بطولة أمم أوروبا على يد إسبانيا.

ذا أتلتيك الرياضي (ميونيخ)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ارتياح في منتخب فرنسا بعد نتائج الانتخابات البرلمانية

سادت حالة من الارتياح بين لاعبي منتخب فرنسا قبل مواجهة إسبانيا في ما قبل نهائي أمم أوروبا لكرة القدم بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا اللاعب الجزائري يوسف عطال بقميص نادي نيس (حسابه اللاعب على وسائل التواصل)

حملة بخلفية سياسية في فرنسا لمنع انضمام لاعب جزائري إلى نادي مرسيليا

رفعت ممثلة «مجلس المؤسسات اليهودية» رسالة إلى مسؤولي نادي مرسيليا لتعبر عن «مخاوفها من مشروع ضم لاعب أدانه القضاء بتهمة التحريض على الكراهية المعادية للسامية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
TT

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia

انتُخبت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في اليوم الثاني من أعمال الدورة 142 لاجتماع اللجنة بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الأربعاء، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو فيرثين. وتبدأ ولاية المتوكل، في 10 من شهر أغسطس (آب) المقبل، بعد اختتام أشغال الدورة الـ142 للجنة الأولمبية الدولية، خلفاً لجون كوتس، وسير ميانغ إنغ، وفق بلاغ للجنة.

من تكون نوال المتوكل؟

نوال المتوكل النائبة الجديدة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من مواليد أبريل عام 1962 بمدينة الدار البيضاء، هي بطلة المغرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز (1977 - 1978)، وبطلة العرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز، وبطلة أفريقيا في سباق 400 متر حواجز (1983)، وبطلة الولايات المتحدة الأميركية في سباق 400 متر حواجز (1984)، والبطلة الأولمبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين في لوس أنجليس عام 1984.

فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الدار البيضاء (1983)، ودمشق (1987)، والميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز في الألعاب الجامعية العالمية في كوبي (اليابان 1985)، ثم الميدالية الذهبية في زغرب بكرواتيا (1987).

باتت المتوكل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية في عام 1998، دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في عام 1995، وعُيّنت وزيرة للشباب والرياضة في المغرب خلال عام 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كما جرى تعيينها، في 27 يوليو (تموز) من عام 2008، رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد عام 2012. وفي 26 يوليو من عام 2012، انتُخبت نوال المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بصفتها أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تبلغ هذا المنصب في التاريخ.