دراسة أميركية: النيكوتين يغزو دماء الأطفال بالتدخين السلبي

الأطفال يحصلون على النيكوتين من ملابس وشعر المدخنين (غيتي)
الأطفال يحصلون على النيكوتين من ملابس وشعر المدخنين (غيتي)
TT

دراسة أميركية: النيكوتين يغزو دماء الأطفال بالتدخين السلبي

الأطفال يحصلون على النيكوتين من ملابس وشعر المدخنين (غيتي)
الأطفال يحصلون على النيكوتين من ملابس وشعر المدخنين (غيتي)

دائما ما يتحدث الأطباء عن أضرار تنفسية يسببها التدخين السلبي للأطفال، ولكن دراسة أميركية حديثة شارك فيها أساتذة من جامعات أميركية مختلفة، أشارت إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو مشاركة الأطفال آباءهم المدخنين أخطار النيكوتين. واكتشف الباحثون في الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «النيكوتين وأبحاث التبغ» الأسبوع الماضي، والتي شملت 1200 طفل، أن 63 في المائة من الأطفال الرضع والأطفال الصغار كانت لديهم مستويات ملحوظة من مادة الكيتونين في دمائهم، وكان لدى 15 في المائة منهم، مستويات من تلك المادة تعادل تلك الموجودة لدى المدخنين. والكيتونين، مادة ينتجها النيكوتين عندما يدخل إلى الجسم، ويعد وجودها في الدم مؤشراً على تدخين التبغ أو التعرض للتدخين السلبي، وهو أمر يسبب أزمات صحية خطيرة.
ويقول د.كلانسي بلير، أحد المشاركين بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميديكال برس»: «كانت مفاجأة صادمة أن نعثر على ما يصل إلى 15 في المائة من الأطفال لديهم مستويات من الكيتونين كما لو كانوا مدخنين بأنفسهم».
ويضيف بلير، وهو باحث من جامعة نيويورك: «بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون متشككين في قابلية الجسم للتعرض السلبي للدخان، قد تكون هذه النتيجة بمثابة دعوة للاستيقاظ».
من جانبه، يقول الدكتور خالد صالح، استشاري الأمراض الصدرية في وزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الدراسة تؤكد ما تسعى له الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي ترعاها منظمة الصحة العالمية، وتنص في بعض بنودها على التوعية بأخطار التدخين السلبي، التي لا تزال محل شك لدى كثيرين». وأضاف: «دائماً ما ننصح الآباء بالحد من تعرض أطفالهم للدخان، لكن الأطفال يحصلون على النيكوتين من ملابسهم وشعرهم، وهذا يعني أنه لا مفر من الإقلاع عن التدخين، إذا كنا نريد حياة آمنة وصحية لأطفالنا».


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.