هدنة غزة لم تكمل 90 دقيقة.. والمفاوضات رهينة الجندي {المخطوف}

واشنطن والأمم المتحدة تحملان حماس المسؤولية واتصالات بقطر وتركيا لإطلاق الجندي الأسير > 160 قتيلا سقطوا الجمعة

فلسطينيون يحملون أمتعتهم هربا من القصف الإسرائيلي لمنازلهم في غزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يحملون أمتعتهم هربا من القصف الإسرائيلي لمنازلهم في غزة أمس (أ.ب)
TT

هدنة غزة لم تكمل 90 دقيقة.. والمفاوضات رهينة الجندي {المخطوف}

فلسطينيون يحملون أمتعتهم هربا من القصف الإسرائيلي لمنازلهم في غزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يحملون أمتعتهم هربا من القصف الإسرائيلي لمنازلهم في غزة أمس (أ.ب)

لم يمض على هدنة الـ72 ساعة، التي بدأت أمس في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين، 90 دقيقة, حتى بدأت إسرائيل قصفا مكثفا على مدينة رفح جنوب القطاع.
وتضاربت الأنباء حول ملابسات انهيار وقف إطلاق النار، ففي حين نقلت مصادر أن إسرائيل بدأت قصفا عنيفا على مدينة رفح، وردت معلومات أن القصف جاء بعد أنباء عن هجوم من الأنفاق ونشوب اشتباكات عنيفة بين عناصر من كتائب القسام التابعة لحماس والجيش الإسرائيلي في منطقة أبو الروس شرقا.
وخلال نصف ساعة، أي في تمام الساعة العاشرة، سقط عشرات القتلى والجرحى، بسبب ما وصفته إسرائيل بـ«حادث أمني خطير»، واستمر القصف بعد ذلك بشكل أعنف مع محاولات لتوغل بري.
وقبل منتصف النهار، وانتظارا للتهدئة، تسربت أنباء عن اختطاف القسام لضابط جديد من الجيش الإسرائيلي. وبعد انتصاف نهار أمس أعلن الجيش الإسرائيلي اختفاء جندي.
وتبقى مفاوضات القاهرة معلقة، وفي مهب الريح، لارتباطها بالأوضاع الأمنية، فرغم تجاوب الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي مع الدعوة المصرية للتفاوض في القاهرة اليوم (السبت) فإن استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة واشتعال الأوضاع في رفح الفلسطينية يصعب عبور الوفد الفلسطيني إلى القاهرة.
في غضون ذلك، نددت الولايات المتحدة بقوة بمقتل جنديين إسرائيليين وخطف جندي آخر على أيدي ناشطين فلسطينيين، وحملت واشنطن حماس انتهاك وقف إطلاق النار.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس حماس والفصائل الفلسطينية إلى الإفراج عن جندي إسرائيلي مخطوف كشرط مسبق لإزالة التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين محملا حماس مسؤولية انهيار الهدنة. وقال إنه ستبذل جهود لإعادة إقرار وقف إطلاق النار الذي انهار، داعيا في الوقت نفسه إلى مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.
من جهته، أعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أن 160 قتيلا سقطوا أمس (الجمعة) ليرتفع عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في الثامن من يوليو إلى 1600.
كما طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري حماس بأن تفرج على الفور ودون شروط عن الجندي الإسرائيلي المخطوف.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.