هادي يحضّ على توحيد إمكانات «الدفاع» وتجاوز اختلالاتها

حضّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وزيرَ الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة اليمنية الفريق الركن عبد الله النخعي، على «إيلاء الاهتمام لحماة الوطن من الجيش الوطني والمقاومة الباسلة الذين يقدمون التضحيات للانتصار لأهداف اليمن الاتحادي الجديد على قوى التمرد والكهنوت التي ألحقت الأضرار الجسيمة بالوطن ومقدراته وشرخت النسيج الاجتماعي».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» عن هادي تشديده على «أهمية توحيد جهود وإمكانات قيادة وزارة الدفاع، وتفعيل عمل أجهزتها وهيئاتها ودوائرها المختلفة، لما من شأنه الارتقاء بالمهام وتجاوز الاختلالات أينما وجدت»، وعلى «أهمية تضافر الجهود والنزول الميداني لمختلف الجبهات للتأكيد على أهداف الجمهورية والانتصار لقضايا الوطن العادلة وشرعيتها الدستورية»، مثمناً في الوقت ذاته «دور وتضحيات دول التحالف الداعمة للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية».
جاء ذلك لدى استقبال الرئيس اليمني المسؤولين اليمنيين في الرياض أمس، في لقاء سبقته تأدية وزير الدفاع اليمني والدكتور نجيب العوج وزير التخطيط والتعاون الدولي وعلي هيثم الغريب وزير العدل، اليمين بمناسبة تعيينهم حديثا.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات، الأحد، بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي الانقلابية التي تواصل شن هجماتها ضد القوات المشتركة الساحلية في الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الانقلاب في مواجهات مع الجيش الوطني بمديرية دمت، شمال الضال، الواقعة جنوب البلاد، ومقتل طفلة وإصابة شقيقها برصاص قناص حوثي في تعز.
كما أفشلت قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، محاولة تسلل للميليشيات الانقلابية في رازح، غرب صعدة، معقل الانقلابيين. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن قائد «اللواء السابع - حرس حدود» العميد بشير الشرعبي، تأكيده أن «قوات الجيش أفشلت محاولة تسلل لمجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقع الجيش في جبل الأزهور بمديرية رازح غرب المحافظة، وأجبرتها على التراجع والفرار».
وقال الشرعبي إن «المعارك التي دارت في منطقة بني معين استمرت نحو 10 ساعات، وأسفرت عن مقتل 14 عنصراً من ميليشيات الحوثي إلى جانب عدد من الجرحى».
واستهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية بغارات عدة مواقع وتحصينات لميليشيات الحوثي الانقلابية بالجبهة ذاتها، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
وبالعودة إلى الحديدة، قال مصدر إن «الاشتباكات تجددت، الأحد، للمرة الثالثة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية منذ إعلان السويد، الخميس الماضي، حيث اشتدت حدتها في حي (7 يوليو) بالحديدة - حم، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المدافع ومضادات الطيران».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الاشتباكات التي شهدتها مدينة الحديدة تتزامن مع شن ميليشيات الانقلاب هجوماً على مواقع الجيش الوطني في المزارع الجنوبية المحيطة بمديرية التحيتا، جنوب مدينة الحديدة، غير أن الجيش الوطني تصدى له، وأجبر الانقلابيين على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى بصفوفهم».
وذكر أن «ميليشيات الانقلاب شنت هجوما من مواقعها، أيضا، غرب مديرية بيت الفقيه، جنوبا، باتجاه مواقع الجيش جنوب شرقي الدريهمي، جنوبا، بما فيها مواقع الجيش في منطقة المنقم، غير أن عناصر من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تصدت لهجمات الانقلابيين وكبدتهم خسائر بشرية ومادية»، موضحا أن «الانقلابيين يسعون لقطع خطوط إمداد الجيش الوطني الموجود في محيط الدريهمي، والوصول إلى الخط الإسفلتي الذي يربط مدينة الحديدة لقطع الإمدادات عن القوات المشتركة هناك».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في القوات الموالية للحكومة «مقتل 22 متمردا، و7 من القوات الحكومية في الاشتباكات والغارات في محافظة الحديدة ليل السبت - الأحد».
واتّهم المصدر «المتمردين بشن (هجوم كبير) على موقع للقوات الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر»، مؤكدا أن «القوات الحكومية تمكّنت من صدّه ومن أسر 7 من المتمردين».
وفي الضالع، سقط نحو 19 انقلابياً بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش الوطني في دمت، شمالا، وقال موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت» إن «مواجهات اندلعت بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية أثناء محاولة مجاميع من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع في قرية بيت اليزيدي جنوب مدينة دمت، وتمكنت قوات الجيش من إحباط محاولة الميليشيات وأجبرتها على التراجع والفرار بعد مصرع 7 من عناصرها، وجرح 12 آخرين».
يأتي ذلك في ظل استمرار ميليشيات الانقلاب المدعومة من إيران محاولاتها التسلل إلى المواقع التي أصبحت تحت قبضة قوات الجيش الوطني.
وفي السياق ذاته، تواصل ميليشيات الانقلاب قصفها أحياء تعز الشرقية والغربية، علاوة على استمرار الانتهاكات والقتل المتعمد للمدنيين من قبل قناصيها المتمركزين في مواقعهم بأطراف مدينة تعز.
وقتلت الطفلة زينب إسماعيل (5 أعوام) برصاص قناص حوثي في قرية الصرمين، شرق مدينة تعز، فيما أصيب شقيقها عبد الهادي، وذلك أثناء لعبهما أمام منزلهما، طبقا لما أكده مصدر محلي.
في المقابل، أفادت وكالة «سبأ» بعبور 14 شاحنة منفذ الوديعة الحدودي، الأحد، وهي تحمل مساعدات إغاثية لمحافظة لحج مقدمة من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وذكر «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن شاحنات المساعدات تحتوي على 8.400 سلة غذائية تزن 310.800 كيلوغرام.