مظاهرات في بيروت وطرابلس ضد الفساد

نظم الاتحاد الوطني لنقابة العمال والمستخدمين والحزب الشيوعي اللبناني مظاهرة، انطلقت أمس من أمام مصرف لبنان متّجهة إلى وسط بيروت، رفعت فيها الأعلام اللبنانية ولافتات تطالب بمحاكمة السلطة السياسية الفاسدة، وشعارات: «الأحزاب والسياسيون وجهان لعملة واحدة»، «لا للدولة الفاشلة»، «كفى خطابات مذهبية»، ولإعادة النظر بحكم الدولة المنهوبة والفاسدة.
وتحت العنوان نفسه، نفذ عدد من الناشطين في طرابلس، الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، اعتصاماً في ساحة عبد الحميد كرامي للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على الفساد في البلد، وتحت عنوان «بدنا حقوقنا»، في ظل انتشار عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
وفي كلمة له حمّل أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في مظاهرة بيروت، الطبقة الحاكمة مسؤولية الدين العام، ومعلناً أن تحرّك أمس هو خطوة أولى في سياق تحرّك تصاعدي وتدريجي، وقال: «سنتجه لمزيد من التصعيد وصولاً إلى العصيان المدني وليتحمل المسؤولون مسؤوليتهم».
وتوجه للمسؤولين قائلاً: «سنواجهكم ونحملكم تبعة الانهيار الذي وصلنا إليه. هناك مساران لا ثالث بينهما، إمّا أن ينهار الاقتصاد على رؤوسنا أو أن ينهار على رؤوسهم، فتعالوا ندعه يسقط على رؤوسهم، وعلى المسؤولين أن يدفعوا الثمن».
وأضاف: «ليس عدلاً أن يستمر الفقراء بدفع 70 في المائة من قيمة الدين العام وحيتان المال لا تدفع سوى 30 في المائة».
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: «أخرجوا من متاريس الطائفية والمذهبية واذهبوا إلى رحاب الوطنية وانزلوا إلى الشارع في كل المناطق».
بدوره أكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، أن «استمرار الفراغ الحكومي يضاعف الأزمات وعلى المرجعيات تحمل مسؤولياتها في هذا المجال»، وشدد على «أننا نعاني في لبنان من نظام الزبائنية والمحاصصات الطائفية، وهو نظام عاجز عن مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان وعن حل المشاكل الاقتصادية الناتجة عن نظام الاحتكارات والمضاربات».
واعتبر أن «الأزمة السياسية اليوم هي أزمة نظام عميقة وليست أزمة عابرة سياسية، فوضعنا السياسي مهترئ متعفن يقوم على الفيتوهات، وقد تحول نظامنا إلى كونفدرالية طائفية داخل السلطة، فهذه القوى تشكل تهديدا لوحدة الدولة التي باتت مرتعا للزبائنية والفساد، فحياة اللبنانيين في قبضة هذه القوى الفاسدة».
وفيما قال إن «التمرد الشعبي بات قريباً لواقع لم يعد يحتمل»، دعا «الحركة الشعبية إلى استعادة دورها وحيويتها وتأثيرها، والأهم تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي بلغ مداه فيما السلطة السياسية مصرة على الاستمرار في سياسات البنك الدولي منذ الطائف حتى اليوم».
وشدّد على أن «استمرار الفراغ الحكومي يؤدي إلى مضاعفة الأزمات، و(نطالب بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، كما نطالب المرجعيات بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال)».