«الجنادرية» يعزز بناء التواصل الثقافي... وإندونيسيا ضيف الشرف

يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، في نسخته الـ33 تحت شعار «وفاء وولاء» وذلك يوم الخميس المقبل.
وتحل إندونيسيا ضيف شرف هذا العام، ويصدح الفنانان محمد عبده وراشد الماجد في «أوبريت» بعنوان «تدلل يا وطن».
وأوضح الأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، أن المهرجان العام الحالي يمتد ثلاثة أسابيع، ويطلق أجنحة جديدة تشمل الجوف وتبوك، ويشهد إنشاء ثلاث بوابات جديدة. وقد أشار في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس، بحضور الدكتور علوي شهاب المبعوث الخاص للرئيس الإندونيسي للشرق الأوسط، وأغوس أبي جبريل السفير الإندونيسي لدى السعودية، إلى أن المهرجان سيستقبل ضيوفه الأحد المقبل.
إلى ذلك، عبر علوي شهاب عن اعتزاز بلاده وشعبه باستضافة جاكرتا ضيف شرف في «الجنادرية»، مقدراً حكومة وشعب بلاده وقفات الملك سلمان بن عبد العزيز مع بلاده. وقال: «سنقدم أفضل ما بوسعنا من تراثنا الشعبي البحري، الداعي لتعزيز روح التسامح والاعتدال، ونرمز للثقافة في هذه الحالة بالثقافة البحرية والتواصل بين البلدين من خلالها، حيث صنفت السفينة الشراعية التي نشارك بها في معرضنا، ضمن التراث الثقافي العالمي غير المادي في يونيسكو عام 2017».
وأضاف شهاب أن العلاقات بين البلدين متينة وعميقة، وتعود لعصور قديمة، ولدينا أكبر جمعيتين في العلوم الإسلامية والإنسانية، تضمان أكثر من مليوني عضو نالوا تعليمهم في المملكة، ولا بد أن نذكر أنه بعد 50 عاماً من زيارة الملك فيصل عام 1970، زارنا الملك سلمان عام 2017، حيث شهد استقبالاً شعبياً ليس له مثيل في تاريخ بلادنا، إذ إن الشعب الإندونيسي يحب المملكة وخادم الحرمين الشريفين.
وأشار المبعوث الرئاسي الإندونيسي بحجم التنوع في بلاده وثقافة وتراث الشعب الذي يناهز عدده 260 مليون نسمة، يتوزعون في أكثر من 17500 جزيرة، أكثر من 90 في المائة من شعبها مسلمون بفضل الهجرات العربية إلى جنوب شرقي آسيا بسبب التبشير الإسلامي، ونقل الثقافة العربية والتعاليم الدينية السمحة. وتطرق إلى أن زوار المهرجان سيشاهدون أشكالاً متنوعة من ثقافة الفنون والأكلات الشعبية تمثل عدة وجهات إندونيسية.
وذكر المبعوث الرئاسي الإندونيسي، أن مشاركة بلاده ضيف شرف في هذا المهرجان، نتج عنه إطلاق مصطلح «السعودي نيسيا» الذي يعني التماسك الثقافي والتعاون الشامل في السياسة والاقتصاد، مشيراً إلى أن أكثر من 200 ثقافة محلية سيعكسها الجناح الإندونيسي في «الجنادرية» ليبين الأثر والتأثير العربي والإسلامي والثقافي بين شعبي البلدين.
من جهته، عبر أغوس أبي جبريل السفير الإندونيسي، عن ترحيب بلاده حكومةً وشعباً باستضافتها ضيف شرف لـ«الجنادرية 33»، منوهاً بالتشابه بين الثقافتين الإندونيسية والعربية، في الرقصات والأغاني والمأكولات العربية والحفلات الإندونيسية. مؤكداً أن علاقات البلدين ستشهد بعد هذه المناسبة مزيداً من الانفتاح في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن حفيدة سوكارنو مؤسس إندونيسيا، إحدى أبرز المشاركين في المهرجان.
ويتضمن المهرجان، وفقاً لوزير الحرس الوطني، سباق الهجن السنوي الكبير، وتكريم شخصيات بارزة في مجالات متنوعة حققت إنجازات كبيرة في تجربتها الإبداعية، مشيراً إلى أن المهرجان يشكل تاريخ وطن متجذر بالحب والأصالة وثري في الماضي ومتأهب للمستقبل الزاهر. كما أكد وزير الحرس الوطني أن «الجنادرية» سيظل منبراً ثقافياً لتوصيل النور للعالم ويشهد إقامة ورش عمل وملتقى وندوات، ووافق، على إطلاق جائزة في دورة العام المقبل، لأفضل إعلامي وأفضل تقرير يرصد فعاليات المهرجان، منوهاً بأن اللجنة المعنية ستعالج أمر تكرار الشخصيات والفعاليات المشاركة فيه سنوياً، موضحاً أن التجربة الثرية المتراكمة للمهرجان تسهل الصعوبات التي تطرأ بفضل الجهود المشتركة مع عدد كبير من الجهات المشاركة.
وأهاب وزير الحرس الوطني بجميع الجهات التي تشارك معهم، من أجل دعم ونقل الثقافة عبر الصورة والإعلام والثقافة والتراث للعالم بلا حدود لإبراز مكانة البلاد، مشيراً إلى أن ولي العهد استطاع من خلال مهرجان «فورمولا إي» نقل صورة مشرفة للعالم محققاً نجاحاً تكشف عن النظرة الثاقبة التي تساهم في وضع المملكة بمصاف الدول الكبرى وتعزز البعد لتحقيق رؤية 2030. وأوضح أن دولاً كثيرة تقدمت لتكون ضيفة المهرجان، لافتاً إلى الحرص على دراسة الطلبات ومراعاة التنوع بين دول العالم، مبيناً أن كل دولة خليجية لها مكان ومن يرغب المشاركة في المهرجان يرحب به من غير معايير.