«المستقبل» يشترط بديلاً «غير استفزازي» يمثّل «سنّة 8 آذار» في الحكومة

جرعة تفاؤل حكومية تسبق أسبوعاً حاسماً على مستوى الاتصالات

TT

«المستقبل» يشترط بديلاً «غير استفزازي» يمثّل «سنّة 8 آذار» في الحكومة

لم تبدد مناخات التفاؤل التي بُثّت أمس في بيروت حول قرب تشكيل الحكومة قبل نهاية العام، معوقات التسوية التي تصطدم برفض نواب «سنة 8 آذار» المعروفين باسم «النواب السنة المستقلين» ما يسمونه «الشروط المسبقة»، لجهة تسمية وزير يمثلهم من خارج النواب الستة. كما لم تحسم الاتصالات الأخيرة بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، موقف الأخير حول مقايضة وزير سني من حصة رئيس الجمهورية بوزير سني يمثل «النواب الستة»، رغم أن المعطيات التي انبثقت عن مروحة اتصالات واسعة تشير إلى أن لبنان أمام أسبوع حاسم لجهة التوصل إلى اتفاق يقضي بتأليف الحكومة.
وبعد أكثر من 200 يوم على تكليف الحريري، اتسعت مروحة الاتصالات أخيراً للتوصل إلى حل ينهي أزمة تمثيل «النواب السنة المستقلين»، وسط مؤشرات على «مرونة الأطراف» في التعاطي مع الملف. ومع أن جرعات التفاؤل سادت المشهد السياسي اللبناني أمس، إلا أن المعطيات تربط التوصل إلى حل باتجاهين، أولهما تجاوز «حزب الله» مطلب هؤلاء النواب بأن يكون هناك ممثل منهم في الحكومة، وبقبول الوزير باسيل بمقايضته بالوزير السني من حصة الرئيس.
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الأخيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مؤشرات على أن الحزب سيتجاوز حصرية تمثيل النواب الستة بواحد منهم، والقبول بوزير يمثلهم بغرض تسهيل تأليف الحكومة»، في وقت قالت مصادر مطلعة على أجواء «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن شرط الرئيس الحريري أن يكون ممثلهم في الحكومة «شخصية غير استفزازية» وتكون من حصة رئيس الجمهورية.
وتنتظر تلك المقترحات جولة الاتصالات المتوقعة هذا الأسبوع الذي «سيكون حاسماً على مستوى تشكيل الحكومة»، وتتفعّل بعد عودة الرئيس الحريري من لندن. ويعلن «السنة المستقلون» موقفهم يوم غد الاثنين بعد لقائهم بغرض التباحث حول الصيغة الأخيرة.
وقال عضو «اللقاء التشاوري» الذي يتمثل فيه «السنة المستقلون» النائب قاسم هاشم إن الموضوع «لم يُحسم بعد، وليست هناك أفكار نهائية تم التفاهم عليها حول الصيغ المقترحة»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى انهم سيجتمعون الاثنين للتباحث في المقترحات. وإذ شدد على أن «اللقاء لا يزال يتمسك بحقه بالتمثيل، وابدى مرونة في السابق بترك الخيار للمعنيين باختيار نائب من الستة لتمثيلهم»، قال: «عندما تصل الأمور إلى مستوى الحل القائل باختيار وزير يمثلنا من خارج النواب الستة، فإن التنازل قد يكون ممكناً لكن دون شروط، إذ إننا نرفض وضع القيود علينا».
وإذ أشار هاشم إلى أن هناك مشاورات واتصالات مفتوحة بالسر والعلن، ويشارك فيها وسطاء متنوعون، لفت «إلى أننا لا نمتلك أي معلومة عن اتفاق الرئيس الحريري والوزير باسيل» الذي قال بعده الحريري إنه بات في مسافة المائة متر الأخيرة لإعلان تشكيل الحكومة. وقال هاشم إن المناخات الإيجابية والتفاؤل «ناتج عن مواقف مستجدة لم تُترجم بعد بأفكار محددة، وننتظر مشاورات هذا الأسبوع لتظهر نتيجتها».
وأمل الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري أن يتم تشكيل الحكومة قبل رأس السنة، داعيا إلى عدم الإصغاء للأصوات العالية، وفتح الأبواب للوصول إلى حكومة في نهاية المطاف، تضم فريق عمل متجانساً، يؤمن استفادة لبنان من مشاريع «سيدر».
من جهته، أبدى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إلياس بو صعب تفاؤله بـ«تشكيل الحكومة»، معتبراً أن «الرئيس المكلف سعد الحريري تقدّم عن الـ100 متر»، مشيرا إلى أن «الشعب اللبناني برمّته مستاء إلى حدّ الغضب ووصلنا إلى مرحلة لا تُحتمَل».
وأعرب عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب الدكتور طارق المرعبي «عن تفاؤله لمساعي واتصالات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، داعيا الأفرقاء الذين يبتدعون العراقيل إلى أن يعوا أن الأخطار الاقتصادية المحدقة والتهديدات الإسرائيلية على لبنان لن تأتي على فريق دون آخر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.