السويد: «الاشتراكي الديمقراطي» يخسر تصويتاً بالثقة للفوز بمنصب رئيس الوزراء

رئيس البرلمان يطالب بالاستعداد لإجراء انتخابات مبكرة

TT

السويد: «الاشتراكي الديمقراطي» يخسر تصويتاً بالثقة للفوز بمنصب رئيس الوزراء

خسر ستيفان لوفين، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السويد، أمس، تصويتا بالثقة في محاولته للفوز بمنصب رئيس الوزراء، ما يعكس جمودا سياسيا، ويدفع الوضع ببطء نحو إجراء انتخابات جديدة.
وهذه هي المرة الثانية التي يرفض فيها البرلمان شخصية مرشحة لمنصب رئيس الوزراء، يقترحه رئيس البرلمان أندرياس نورلين منذ الانتخابات العامة التي أجريت في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتي تمخضت عن أزمة سياسية بين التحالفين السياسيين الرئيسيين في البلاد. لكن توجد محاولتان أخريان أمام رئيس البرلمان لاقتراح رئيس وزراء قبل انطلاق الانتخابات الجديدة تلقائيا.
وصوت 200 نائب ضد لوفين، وأيده 116 عضوا فقط، في حين امتنع 28 آخرون عن التصويت، وتغيب خمسة.
ومن أجل أن يصبح رئيسا للوزراء، كان لوفين بحاجة ألا تصوت أغلبية في البرلمان، 175 نائبا على الأقل ضده. علما بأن البرلمان يتألف من 349 مقعدا.
وقال رئيس البرلمان نورلين إنه سوف «يواصل محادثات غير رسمية مع كل قادة الأحزاب»، وإنه سيعلن عن خطوته المقبلة نهاية الأسبوع المقبل.
وفي خطوة تمهيدية، سيلتقي نورلين في وقت لاحق مسؤولين من هيئة الانتخابات، التي ستكون مسؤولة عن إجراء انتخابات جديدة.
وكانت هزيمة لوفين متوقعة نظرا لأنه فشل في وقت سابق من هذا الأسبوع في ضمان الدعم من حزب الوسط والليبراليين. وكان تأييدهم مطلوبا لتعزيز دعمه البرلماني، الذي يعتمد على كتلة ذي توجه يساري تسيطر على 144 مقعدا. وبالوضع في الاعتبار أن فرص فوزه بالتصويت كانت ضئيلة، فضل لوفين البقاء في بروكسل أمس من أجل قمة للاتحاد الأوروبي.
وذكر أنديرس يجيمان، رئيس الكتلة البرلمانية عن الاشتراكي الديمقراطي، أن حزبه مستعد لاستئناف المحادثات مع حزب الوسط والليبراليين. وقال قبل التصويت إن «أبوابنا ما زالت مفتوحة».
من جهته، ذكر يان بيوركلوند، زعيم الليبراليين، أن حزبه «راض بنتائج المحادثات. لكن الأحزاب الأخرى ليست كذلك، وبالتالي صوتوا بالرفض». فيما أكدت زعيمة حزب الوسط آني لوف من جديد وجهة نظرها بأن الاشتراكي الديمقراطي «لم يقدم التنازلات الكافية».
وأخطر لوفين، رئيس البرلمان قبل التصويت أنه ينوي تشكيل حكومة أقلية، تضم حزبه الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر.
وقال زعيم حزب اليسار، يوناس خوستيدت، إن الأعضاء الثمانية والعشرين التابعين لحزبه، امتنعوا عن التصويت نظرا لأنه لم يتم إشراك الحزب في الحكومة.
وخسر لوفين في سبتمبر الماضي تصويت ثقة إجباريا، وأدى ذلك إلى حكومة تسيير أعمال.
في غضون ذلك، قال رئيس البرلمان السويدي إن هناك احتمالات لإجراء انتخابات مبكرة، ما لم تتمكن الأحزاب السياسية من إنهاء أزمة تركت البلاد دون حكومة جديدة، وذلك بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة، التي أجريت في سبتمبر.
وقال رئيس البرلمان أندرياس نولين في بيان بعد أن رفض البرلمان الموافقة على تعيين ستيفن لوفيان، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رئيسا للوزراء للمرة الثانية: «الأحزاب تدفع السويد إلى انتخابات مبكرة». وأضاف موضحا «لذلك قررت أنه يجب أن أشرع في اتخاذ خطوات للاستعداد لذلك».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».