«روسنفت» تهجُر حقول النفط الإيرانية

قررت شركة «روسنفت» الروسية الانسحاب من مشاريع كانت تخطط لتنفيذها في إيران، بحسب ما أكده مقربون من مدير الشركة لصحيفة «فيدوموستي» الروسية.
وتأتي هذه التسريبات بعد نحو عام على حديث حول مشاريع مشتركة كانت الشركة تخطط لتنفيذها مع شركة النفط الإيرانية باستثمارات تصل لقرابة 30 مليار دولار أميركي. ولم تكن «روسنفت» أول شركة روسية تخرج من السوق الإيرانية خلال هذا العام، إذ سبق وأعلنت شركة «لوك أويل» و«زاروبيج نفط» عن الانسحاب من مشاريع في مجالي النفط والغاز في إيران، لأسباب عدة في مقدمتها المخاوف من تداعيات العقوبات الأميركية ضد إيران.
وقال واحد من ثلاثة مصادر مقربة من إيغر سيتشين، مدير عام شركة «روسنفت» لصحيفة «فيدوموستي»، إن المحادثات بين الشركة الروسية وشركة النفط الإيرانية، حول التعاون في إنتاج النفط توقفت منذ صيف العام الجاري، على خلفية المخاوف من العقوبات الأميركية ضد إيران. ويبدو أن تلك المخاوف كانت مبررة إذ قررت الولايات المتحدة في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بدء العمل بتلك العقوبات التي شملت قيوداً على صادرات النفط الإيراني.
مصدر ثان قال للصحيفة إن سبب اتخاذ الشركة هذا القرار يعود إلى تعديلات على استراتيجية عملها، إذ تخطط حاليا للتركيز على النمو في السوق المحلية.
أما المصدر الثالث، فلم يشر في حديثه إلى قرار الانسحاب ولا متى تم اتخاذه، واكتفى بالتأكيد على أنه «لا توجد أي التزامات لدى «روسنفت» أمام الجانب الإيراني، ولم تستثمر الشركة أي أموال (في مشاريع نفط إيرانية)، ولذلك لن تكون هناك خسائر» نتيجة ذلك القرار.
إلا أن الأمر مختلف بالنسبة للجانب الإيراني، الذي كان يعول على العمل المشترك مع كبرى شركات النفط الروسية. إذ يأتي الحديث عن انسحاب «روسنفت» من المشاريع في إيران، بعد نحو عام على توقيعها مع شركة النفط الإيرانية «خارطة طريق لتنفيذ مشاريع استراتيجية في إنتاج النفط والغاز على الأراضي الإيرانية».
حينها أكد سيتشين أن هذه الوثيقة ستسمح بتوقيع اتفاقيات ملزمة حول مشاريع محددة لإنتاج النفط والغاز، وأشار إلى أن «هذا سيؤسس أرضية للتعاون الاستراتيجي»، موضحاً أن «الحديث يدور حول سلسلة من حقول النفط والغاز الإيرانية (...) ووفق الحسابات الأولية سيصل حجم الاستثمارات في تلك المشاريع 30 مليار دولار. وبعد تنفيذها سيصل الإنتاج منها حتى 55 مليون طن نفط سنوياً».
ولم تشهد الفترة الماضية خطوات تشير إلى بدء العمل بخارطة الطريق تلك، باستثناء تصريحات أكد فيها مدير شركة «متن» الإيرانية للنفط محادثات مع مجموعة شركات روسية بينها «روسنفت» حول العمل في حقل «آزار»، إلا أن الشركة الروسية نفت في تصريحات لوكالة «إنتر فاكس» مشاركتها في محادثات بهذا الصدد.
وكانت شركة «زاروبيج نفط» أعلنت في مطلع نوفمبر الماضي عن بيع مشروعها للإنتاج النفطي في إيران لواحدة من الشركات التابعة لوزارة الطاقة الروسية. وفي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعلن فاغيت أليكبيروف، رئيس شركة «لوك أويل» النفطية الروسية، توقف الشركة عن شراء النفط الإيراني، وأشار إلى أن القرار باستئناف العمل في إيران سيتنم اتخاذه بعد أن يتضح الأمر بشأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات النفط الإيراني.