مقاومة

> يقاوم الناقد السينمائي، إذا ما كان فاعلاً ومؤمناً بدوره، تعريفات يطلقها البعض ربما عن حسن قصد لكنها لا تثير اهتمامه ولا قبوله.
> من بين هذه التعريفات وصفه بأنه «الناقد الفني» فلان الفلاني. في هذا التعريف الرغبة في إعلاء شأن الناقد من مجرد سينمائي إلى مجال متعدد الأوجه والخبرات اسمه الفن.
> لكن «الناقد الفني» ليس تماماً الناقد السينمائي، والعكس صحيح. في الأولويات فإن الناقد الفني هو الناقد الذي يستطيع ولديه الخبرة الكافية في نقد الفنون كافة. صحيح أن الناقد السينمائي الجيد يستطيع أن يحكم على ما يستخدمه الفيلم من عناصر مختلفة، بينها المسرح أحياناً والموسيقى في كثير من الأحيان، إلا أن هذا الحكم ليس بالضرورة إبحاراً في عالميهما.
> ناقد السينما الجيد ما زال يدخل صالات السينما بمعدل ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع الواحد، مفضلاً مشاهدة الأفلام كما هي جديرة بأن تُشاهد على الشاشة العريضة وفي الصالة الرحبة حتى ولو كان بعض هذه الأفلام متوفر بالقرصنة والحيلة على الإنترنت. الناقد الفني يزور المتاحف والمسارح والمعارض أكثر مما يزور صالات السينما وهذا وحده فارق مهم.
> من بيننا من يعجبه الوصف. لكن هؤلاء عادة ما يحتاجون إلى أي وصفة (حتى ولو كانت طبية) لكي يشيعوا بأهميتهم الذاتية. معظمهم لا رأي له في مولر أو مايكل جاكسون. البعض لا يعرف معنى الأغنية التي استعارها سبايك لي في فيلمه الأخير من فرقة The Temptation ولا سمع بها من قبل. كذلك لا يدخل متحفاً ولم يرَ رسوماً فنية إلا على الورق أو شاشة الإنترنت.
> لا أمانع، حين يتم إجراء مقابلة تلفزيونية معي من تصحيح من يقوم (أو تقوم) بالمقابلة إذا ما ذكر أنني ناقد فني. أقاوم هذا اللقب لأنه غير صحيح. حتى كلمة ناقد سينمائي فيها وجهة نظر، فأنا «ناقد أفلام» ولست ناقداً سينمائياً. الفيلم يُنقد لكن السينما لا.