ضعف الذاكرة يعرّض ثروات كبار السن في اليابان للخطر

5 ملايين مصاب تقدّر مدخراتهم بتريليوني دولار

ضعف الذاكرة يعرّض ثروات كبار السن في اليابان للخطر
TT

ضعف الذاكرة يعرّض ثروات كبار السن في اليابان للخطر

ضعف الذاكرة يعرّض ثروات كبار السن في اليابان للخطر

نسيت يوميكو أوكوبو (71 عاما) كيف اعتادت تسخين الطعام فسألت زوجها إيشي «ما هو الميكرويف؟» تعاني يوميكو من المراحل المبكرة من عته الشيخوخة وتجد صعوبات في تذكر مفردات اللغة وتعجز عن تعليم دورات ارتداء الكيمونو الياباني التي اعتادت عليها على مدار 25 عاما.
وجعلت صعوبة إنجاز المهام اليومية حياتها وحياة زوجها الذي يتولى رعايتها منذ عام 2008 صعبة.غير أنها عجزت أيضا عن إدارة شؤونها المالية وهو وضع يقول خبراء إنه يزداد شيوعا في اليابان التي تتزايد فيها بسرعة أعداد كبار السن وتعرض للخطر أرصدة قيمتها تريليونات الينات.
وتقول ريكا كامباياشي الأخصائية الاجتماعية في كيوتو إنها شهدت حالات كثيرة سحب فيها مصابون بعته الشيخوخة أموالا طائلة دون إدراك واضح لما يفعلونه أو سبب ذلك, مشيرة إلى أن امرأة في التسعينات من العمر سحبت في إحدى الحالات 20 مليون ين (266 ألف دولار) من مدخراتها تحت إلحاح حفيدها. وأضافت كامباياشي «كانت تقول إنها سحبت تسعة أو عشرة. واستغرق مني الأمر فترة لإدراك أنها كانت تتحدث عن عدد رزم من الأوراق المالية». وتابعت «كان من الواضح أنها حالة استغلال».
وذكرت وكالة رويترز أن عدد من تم تشخيص إصابتهم بعته الشيخوخة بلغ أكثر من خمسة ملايين ياباني. وتقدر الحكومة أن عددهم سيرتفع إلى ما بين سبعة وثمانية ملايين أي ما بين ستة وسبعة في المائة من إجمالي عدد السكان بحلول 2030.
ولمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقدير أقل يفيد أن عته الشيخوخة سيصيب 3.8 في المائة من سكان اليابان بحلول 2037 وهو ما يعد أعلى المستويات في دول المنظمة البالغ عددها 35 دولة ويزيد كثيرا عن المتوسط الذي تتنبأ به المنظمة وهو 2.3 في المائة. وتقدر مؤسسة داي إيشي لايف للأبحاث أن الأرصدة المالية لليابانيين المصابين بعته الشيخوخة ستبلغ نحو 215 تريليون ين (تريليوني دولار) بحلول 2030 بالمقارنة مع 143 تريليون ين في الوقت الحالي.
وقال جين ناروموتو أستاذ الطب النفسي بجامعة كيوتو إن الكثير من الشركات تواجه الآن مخاطر إبرام تعاملات مع مصابين بعته الشيخوخة ربما تطلب أسرهم فيما بعد إلغاءها.
وتوصل مسح أجراه ناروموتو وثلاثة باحثون آخرون إلى أن نحو 30 في المائة من المصابين بعته الشيخوخة وأسرهم تكبدوا خسائر مالية بسبب هذه الحالة.
ويقول مسؤولون مصرفيون إن العاملين بالبنوك يصادفون باستمرار عملاء مصابين بالعته لا يمكنهم استعمال أجهزة الصرف الآلي أو يكررون نفس الأسئلة. وتصدر عن بعضهم تصرفات غريبة أو يتهمون العاملين بسرقة أموالهم بل وبالعنف.
ومن المتوقع أن يصبح نحو 31 في المائة من سكان اليابان في سن الخامسة والستين أو أكبر سنا. ولأن متوسط الأعمار في اليابان 84 عاما وهو الأعلى في العالم فمن المنتظر أن تتفاقم مشكلة العته. والعته ناتج عن عدة أمراض على رأسها ألزهايمر الذي يمثل نحو الثلثين. وهو يشمل عدة أعراض تتمثل في ضعف الذاكرة والتفكير الجاد بدرجة كافية تعرقل الحياة اليومية.
ومع تزايد العملاء الذين يعانون من العته اتجهت بنوك كثيرة مثل نومورا وسوميتومو ميتسوي ترست إلى تدريب العاملين على كيفية التعامل مع أصحاب هذه الحالات بأمان وإنصاف.
وفي طوكيو تعاونت خمس مؤسسات مالية تعاونية في إنشاء جمعية لا تهدف للربح لتقديم خدمات وصاية مالية بتكلفة محدودة للمصابين بالعته وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية.
ويتم اختيار الأوصياء من خلال محكمة محلية لمساعدة العملاء على إدارة شؤونهم المالية بإجادة تامة. ويمكن للأوصياء التصرف لحساب عملائهم أو إلغاء تعاقداتهم ومشترياتهم إذا تطلب الأمر.
لكن مثل هذه النظم عرضة للاستغلال. ففي الفترة من 2010 إلى 2015 وردت بلاغات عن نحو 3000 حالة استغلال سرق فيها أوصياء 21 مليار ين ويقول خبراء كثيرون إنه لا يوجد إشراف يذكر عليهم.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.