هاني شاكر: اتجهت لأغاني «السينغل» بعد خسائر الألبومات

قال لـ«الشرق الأوسط»: إنه يسعى لتقديم «ديو» غنائي باللهجة المغربية مع سميرة سعيد

هاني شاكر أثناء تسجيل إحدى أغانيه في الاستوديو
هاني شاكر أثناء تسجيل إحدى أغانيه في الاستوديو
TT

هاني شاكر: اتجهت لأغاني «السينغل» بعد خسائر الألبومات

هاني شاكر أثناء تسجيل إحدى أغانيه في الاستوديو
هاني شاكر أثناء تسجيل إحدى أغانيه في الاستوديو

يعود المطرب المصري الكبير هاني شاكر، إلى الساحة الغنائية المصرية والعربية بأغنية «سينغل» جديدة بعنوان «شبهك أوي» بعد فترة غياب دامت أكثر من 6 أشهر انشغل فيها بمهامه كنقيب للموسيقيين المصريين. هاني شاكر الذي يلقبه الجمهور بـ«أمير الغناء العربي» قال في حواره لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يفكر خلال الفترة الحالية في إطلاق أي ألبومات غنائية، وقرر الاكتفاء بطرح أغنيات «السينغل». ولفت إلى سعيه لإقناع المطربة المغربية سميرة سعيد بمشاركته في تقديم «ديو» غنائي باللهجة المغربية، بعدما طالبه الجمهور المغربي بالغناء بلهجتهم خلال مشاركته الأخيرة، في إحياء حفل مهرجان مكناس. مؤكداً في الوقت نفسه أنه لم يلغِ اتفاقه مع الفنانة اللبنانية نجوى كرم بالغناء معها، مشيراً إلى أنه لم يجد بعد النص الذي يليق بها. وإلى نص الحوار:
> لماذا فضلت العودة لجمهورك المصري والعربي بأغنية «شبهك أوي»؟
- أغنية «شبهك أوي» من أفضل الأغنيات التي عُرضت عليّ خلال الفترة الماضية، وأعتز بشدة بأنني سأشدو بكلماتها، فالعمل صُنع بشكل جيد للغاية، بدايةً من الشاعر ناصر الجيل، والموسيقار محمد ضياء، والموزع باسم منير، ورغم أن محمد ضياء في العادة يفضل توزيع أغنياته التي يلحنها بنفسه، فإنه طلب من باسم منير توزيع الأغنية لكي يحدث تنوع وتجديد في شكل الأغنية، وأعترف بأن أغنية «شبهك أوي» لونها جديد عليّ، ولم أقدمه من قبل، فهي تنتمي إلى نوعية الأغنيات الرومانسية الشعبية، وأتمنى أن يحظى هذا اللون بإعجاب الجمهور مع طرحها.
> وهل ستكرر الغياب مجدداً بعد طرح هذه الأغنية؟
- إطلاقاً، فمع نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، سأقوم بتسجيل أغنية رومانسية كلاسيكية، بمناسبة عيد الحب الذي نحتفل بمناسبته في شهر فبراير (شباط) المقبل، وهي أغنية كتب كلماتها شاعر من محافظة الإسكندرية، وستحمل في طياتها الطابع السكندري الذي لم أقدمه منذ سنوات عديدة، وهي من ألحان أحمد زعيم.
> وهل هذا يعني أن هاني شاكر اعتزل طرح الألبومات الغنائية بعد مسيرة دامت أكثر من 40 عاماً؟
- لا أفضّل تعبير أنني اعتزلت طرح الألبومات الغنائية، ولكن آخر ألبوماتي الغنائية «اسم على ورق» الذي طرحته في الأسواق عام 2016، لم يحقق النجاح الذي كنت أتمناه، وهذا يعود إلى أن الإنتاج الغنائي في مصر يعاني من مشكلة خطيرة وهي القرصنة والسرقة الإلكترونية، وجميع المنتجين المصريين يتعرضون لخسائر فادحة، ورغم أن منتج الألبوم طارق عبد الله، صاحب شركة «هاي كواليتي» صديق عزيز لي، فإنه لم يكن قادراً على دعم العمل، ولم يقم بتصوير أي أغنية منه، بسبب سرقة الألبوم، منذ اليوم الأول لطرحه في الأسواق، لذلك لكي أفكر مرة أخرى في طرح ألبومات غنائية جديدة، لا بد أن يكون هناك حل جذري لأزمة القرصنة الإلكترونية، التي يعاني منها أغلبية المطربين المصريين والعرب، وتسببت في إغلاق شركات إنتاجية كبرى بمصر ولبنان والخليج، بسبب الخسائر الفادحة التي تعرضت لها بسبب القرصنة.
> وأين دورك كنقيب للموسيقيين في حل هذه الأزمة؟
- عقدت منذ عدة أسابيع اجتماعاً مع وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، حول تلك الأزمة، ووجدتها مهتمة للغاية بوضع حلول للمشكلة بسبب الخسائر الفادحة، ومن المقرر أن تُعقد عدة اجتماعات أخرى خلال الفترة المقبلة مع الوزيرة وعدد من مستشاري وزارة الثقافة وشركات الاتصالات لكي نصدر أفكاراً لحماية حقوق الملكية الفكرية، ونعرضها في مجلس الشعب لكي يصدر قانون رسمي من الدولة يحمي المنتجين والفنانين من القرصنة والسرقة الإلكترونية. وهذا القانون لن يعود بالنفع فقط على الموسيقيين بل أيضاً على كل العاملين في مجالي السينما والدراما.
> هل اتخذت قراراً نهائياً باستكمال مشوارك النقابي والتقدم لرئاسة النقابة لدورة ثانية أم ستكتفي بالسنوات الأربع التي قضيتها؟
- بصراحة شديدة، لم أحسم قراري بعد حتى الآن، ربما تكون المشكلات والأزمات التي قابلتها خلال دورتي الأولى قد هدأت بعض الشيء، وابتعد البعض عن مهاجمتي، وأصبح الكثيرون يساندونني الآن ويقفون في ظهري من أجل استكمال النجاح، فالجميع داخل النقابة يعلم مدى حجم الإنجازات التي حققتها للموسيقيين، فالمجلس الحالي حقق إنجازات لم تُحقّق في تاريخ النقابة، ولذلك نفكر جدياً في استكمال مشوار النجاح، ولكن ما زال أمامنا الوقت لكي ندرس الوضع داخل النقابة وعلى أثره سنتخذ قرار استكمال المشوار أم الاكتفاء بالنجاحات التي حققتها للموسيقيين في الدورة الأولى، مثل الطفرة الكبيرة في حجم الموارد المالية التي تخطت حاجز المليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيه مصري)، فضلاً عن زيادة المعاشات بشكل مستمر، كما أدخلنا أنظمة جديدة في التأمين الصحي، إضافة إلى مساعدة الأعضاء بشكل استثنائي في الأزمات الصعبة والحرجة.
> وكيف تعاملت مع أزمات شيرين عبد الوهاب خلال فترة رئاستك للنقابة؟
- خلال فترة رئاستي للنقابة واجهت أزمتين لشيرين عبد الوهاب، الأولى كانت حول إساءتها لمياه نهر النيل، وتم التحقيق معها في النقابة، وانتهت المشكلة، لكن الأزمة الثانية المثارة حالياً بسبب مشكلات مادية بينها وبين شركة «نجوم ريكوردز» فهي أزمة ليس للنقابة أي دخل بها، فنحن لا نتدخل في المشكلات التي تصل إلى القضاء في مصر، وأعتقد أن الحل سيكون لدى المحكمة الاقتصادية لكي تفصل فيها. وفي النهاية شيرين عبد الوهاب قامة فنية كبيرة، وأنا أحب صوتها جداً وأحترمها بشدة.
> خلال وجودك الأخير في المملكة المغربية وعدت الجمهور هناك بتقديم أغنية باللهجة المحلية المغربية... فمتى سيتحقق هذا الوعد؟
- بالفعل، عند زيارتي الأخيرة للمغرب، لإحياء حفل مهرجان مكناس، وعدت الجمهور في المؤتمر الصحافي بتقديم أغنية مغربية، وأنا سأحقق وعدي لهم خلال عام 2019، وأقدم لهم أغنية مغربية خفيفة، لأنني لم أقدم من قبل أغنية كاملة بتلك اللهجة الجميلة، خصوصاً أنني دائم الزيارة للمغرب، وأحرص كل عام على زيارتها والغناء في مهرجاناتها المختلفة سواء في الدار البيضاء أو مكناس.
> هل ستفضل تقديمها مع مطربة مغربية؟
- بكل تأكيد، فأنا أنوي الاتصال بصديقتي الفنانة سميرة سعيد، وأقترح عليها أن نقدم معاً «ديو» باللهجة المغربية، وأعتقد أن العمل سيكون جريئاً ومختلفاً ولم يقدَّم من قبل.
> إذن ما تقييمك لأعمال سميرة سعيد الجديدة والتي خرجت فيها من عباءة الأغنية الكلاسيكية والطربية في «محصلش حاجة» و«سوبر مان»؟
- أتفق معك تماماً في أن سميرة ابتعدت في الآونة الأخيرة عن الأغنية الكلاسيكية، التي تميزت بها في بداية مشوارها الغنائي، وأصبحت تقدم شكلاً غنائياً جديداً ومختلفاً، ولا ننكر أن سميرة قدمته بنجاح وحققت من خلاله طفرة غنائية جديدة. وربما أشفق عليها من قدرتها على تنفيذ تلك الأغنيات على المسرح لصعوبتها ولكنها فنانة لديها ثقافة وخبرة تجعلها تقدم أي شيء ناجح، وهي أدرى بمصلحتها، وللعلم سميرة من أقرب الأصوات إلى قلبي، وتمتلك صوتاً جميلاً ورائعاً وقادراً على تقديم أي لون غنائي، وأتمنى بعد تلك الفترة الغنائية الطويلة التي تزاملنا فيها أن نقدم «ديو» غنائياً.
> وما آخر تطورات الديو الغنائي الذي كان يفترض أن يجمعك بالفنانة اللبنانية نجوى كرم؟
- نجوى من أهم وأفضل الأصوات العربية، التي لا يختلف عليها شخصان، وفكرة الديو جاءت بمحض الصدفة من خلال رغبة كل منا في الغناء مع الآخر، ودار بيننا اتصال هاتفي واتفقنا فيه على أن نجتمع في أغنية، ولكن حتى الآن لم يحدث أي جديد في شأن الأغنية، والمشكلة تكمن هنا في إيجاد نص غنائي قادر على جمع صوتي بصوت نجوى، هو أمر ليس هيناً، فكلانا له لونه وشكله الغنائي، والجمع بيني وبينها صعب، وأعتقد أيضاً أن نجوى لم تجد النص، وأتمنى أن يحمل عام 2019 الخير لي ولنجوى وأن يتحقق الديو بيننا، فأنا أحب أن يكون في مسيرتي أغنية تجمعني بصوت مثل نجوى كرم.



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».