باسم مغنية: لا أستبعد أن تتحول الدراما اللبنانية إلى واجهة البلد

أكد أن نهاية «رامح» في «ثورة الفلاحين» لن تكون مبكرة

يحضر الممثل باسم مغنية لدور شرير من نوع آخر يعرض في رمضان المقبل
يحضر الممثل باسم مغنية لدور شرير من نوع آخر يعرض في رمضان المقبل
TT

باسم مغنية: لا أستبعد أن تتحول الدراما اللبنانية إلى واجهة البلد

يحضر الممثل باسم مغنية لدور شرير من نوع آخر يعرض في رمضان المقبل
يحضر الممثل باسم مغنية لدور شرير من نوع آخر يعرض في رمضان المقبل

قال الممثل باسم مغنية، إنه كان ينتظر تجسيد دور شخصية شريرة كتلك التي يتقمصها حالياً في مسلسل «ثورة الفلاحين». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: لقد سبق ومثلت دور شرير في مسلسل «درب الياسمين» من إخراج إيلي حبيب، وكان من الأدوار الصعبة التي قدمتها؛ لأن الشخصية كانت تتمتع بشر مبطن تخفيه وراء طيبة مزيفة. لكن مع رامح في «ثورة الفلاحين» وضمن الأحداث التي يدور فيها، شكلت الشخصية محوراً أساسياً انتظرت تجسيدها بشغف.
لفت باسم مغنية المشاهِد بأدائه هذه الشخصية، التي رغم تغليفتها السلبية وشرّها النافر، نجحت في جذبه فتعلق بها تلقائياً، وراح يشعر بفراغ كبير إذا لم تتضمنها إحدى حلقات العمل. تلقيت تعليقات إيجابية عدة حول هذا الدور، وأنا سعيد برد فعل الناس حوله. ولا أذيع سراً إذا ما أخبرتك بأنني اعتذرت عن تقديمه بداية؛ لأنه وفي الحلقات الأولى بدا لي عادياً. لكني عدت عن قراري بفضل تمسك كلٍ من منتج العمل جمال سنان بتجسيدي الدور، وكذلك كاتبة العمل كلوديا مرشيليان. وعندما أكملت قراءة النص عرفت أنه أساسي ومحوري، ويتطلب مني تغييراً جذرياً في أدائي؛ فكان بمثابة تحدٍ جديد لي.
حضّر باسم مغنية لهذه الشخصية بشكل دقيق، ويقول: قرأت النص بتفاصيله، ورحت أسأل نفسي ألف سؤال عن العناصر التي تتألف منها، وكيف يمكنني أن أقدمها. فهي كاريكاتير بحد ذاتها لا تشبه غيرها لا بتصرفاتها ولا بتعابير وجهها. وهذه الأمور رفعت من مستوى الشخصية حتى أنني أحياناً كثيرة وأنا في موقع التصوير، ولشدة تأثري بالدور جاء أدائي عفوياً، فتصرفت من منطلق الشخصية دون أي تفكير مسبق.
ويتابع: «صنعت تفاصيل الشخصية بنفسي وبحثت عنها في أعماقها، انطلاقاً من مشيتها وتعابير وجهها ونبرات صوتها. كما ساعدني على ولادتها بشكلها الملائم كل من مدرب التمثيل بوب مكرزل، وبشكل كبير المخرج فيليب أسمر. فهي من الشخصيات التي أحبها كثيراً وتعبت على إنضاج ملامحها.
وزودني فيليب بمساحة من الحرية لإطلاقها وتقديمها بحيث لم يقيدني في إطار معين فصبر عليّ وأعطاني ملاحظاته؛ مما أثمر الشخصية بهذا الشكل». وعن طبيعة النهاية التي سيلاقيها «رامح» في المسلسل يرد: الحلقات الأخيرة لـ«ثورة الفلاحين» تحمل أحداثاً تصاعدية ومفاجآت كثيرة، وما يمكنني قوله إن نهايته لن تكون مبكرة.
شارك باسم مغنية في مسلسلات تلفزيونية كثيرة غلب عليها الطابع الرومانسي؛ فكان الشاب الودود اللطيف والمخلص الذي تحلم به الفتيات عادة. وفي مسلسل «تانغو» كسر هذا الإيقاع ليطل في أداء مختلف رغم الإطار الرومانسي الذي كان يدور فيه. إلا أنه في «ثورة الفلاحين» فاجأ المشاهد بكمية الشر التي تحيط بالشخصية؛ فبدا وكأنه يتعرف عليه لأول مرة. وشكّل دور «رامح» صدمة إيجابية في الدراما اللبنانية عامة، وفي مشوار باسم مغنية خاصة: «أجتهد دائماً في تقديم الجديد في أدواري، ولم أخفْ بتاتاً من خوض هذه التجربة. فلقد صرت أتحلّى بخبرة تمكنني من توقع نجاح أو فشل أي دور أقدمه على الشاشة الصغيرة. وفي شخصية رامح كنت على ثقة بأن الناس ستحبه فقدمته وأنا مرتاح البال». ويختم في هذا الإطار «أفكر دائماً بأنه عليّ استغلال أي دور بشكل صحيح، وهو الأمر الذي طبقته في (ثورة الفلاحين)».
ويؤكد مغنية بأنه يوجد ممثلون لبنانيون وعرب عرفوا بشخصية الشرير، وأغرم بهم المشاهد رغم ذلك. فكما علي دياب، وجوزف نانو، ومحمود المليجي وغيرهم، فكانوا يندرجون على لائحة الممثل الشرير ويحصدون شعبية كبيرة.
وعن تقييمه لهذا العمل من حيث عملية إنتاجه الضخمة والفريق المشارك فيه، يقول: إذا نجحت هذه التجربة على الشكل المطلوب فهي ستفتح الأبواب أمام إنتاجات لبنانية أهم. فهناك ثقة أكبر اليوم بالدراما المحلية ومستوى تنفيذ أعلى، ولا شك أن المنتج جمال سنان غامر وقام بهذه التجربة للثقة الكبيرة التي يكنّها لعناصر الدراما اللبنانية. لكن هل ستندرج قريباً الدراما المحلية على لائحة الدراما العربية التي تستقطب محطات التلفزة والمشاهد معاً بشكل عام؟ يرد «ولِمَ لا؛ ففي الماضي كان المصريون أرباب هذا النوع من الأعمال، ولتحل مكانها بعد فترة الدراما السورية التي انتشرت ولاقت النجاح الساحق فتحولت إلى واجهة بلاد الشام. ولا أستبعد أن تلعب الدراما اللبنانية هذا الدور أيضاً في ظل نجاحات أخرى تقدمها. فلطالما شكّل الفن هذه الرسالة الوطنية بامتياز، فتألف تراثنا من أعمال الرحابنة وأغاني فيروز والراحلين وديع الصافي وملحم بركات وصباح وغيرهم. فالناس تتذكر هؤلاء أكثر من السياسيين؛ إذ تركوا بصمتهم الإيجابية على الوطن ككل».
وعن رأيه في أغنية «طار البلد» لراغب علامة، وردود الفعل التي حصدتها، يعلق بأنها «أغنية حقيقية ونابعة من واقعنا، ولا يحق لسياسي معين أن ينتقدها، أو أن يطالب بتطيير رأس علامة لأنه قال فيها طار البلد. فلطالما ساهمت المسرحيات والأغاني والتمثيليات بإيصال رسائل وطنية واستفز بعضها السياسيين إلى حدّ المطالبة بسجن الشاعر أو الفنان الذي يقدمها.
وفي (ثورة الفلاحين) أيضاً رغبنا في إيصال رسالة وطنية للتمرد على واقع غير عادل. ولذلك؛ أساند صديقي راغب علامة وأشدّ على يده وأرفض أي كلام مسيء يوجه له ولأي فنان آخر يقوم بمهمته على الشكل المطلوب. وأنا على يقين بأن ما ورد عن النائب اللبناني في هذا الموضوع ليس مقصوداً بالفعل، لكنه مرفوض بالشكل».
من ناحية ثانية، يؤكد باسم مغنية بأنه يستعد لتقديم دور الشرير، لكن في قالب آخر ضمن مسلسل من المتوقع أن يعرض في موسم رمضان المقبل. ويقول: «ستغرمون بهذه الشخصية منذ إطلالتها الأولى، ولن أضيف أي تفاصيل أخرى قبل أن نبدأ بالتصوير فعلياً».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».