رئيس الوزراء اليمني: دعم السعودية سيمكننا من تجاوز الصعوبات واستعادة الاستقرار

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس الوزراء اليمني: دعم السعودية سيمكننا من تجاوز الصعوبات واستعادة الاستقرار

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك («الشرق الأوسط»)

أشاد رئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك، بدعم بالمملكة العربية السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية بتقديم رافعات مناولة لميناء عدن، بهدف زيادة حجم الواردات الإغاثية والتجارية لليمن، وذلك ضمن خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن (YCHO) بإشراف ومتابعة مركز «إسناد العمليات الإنسانية الشاملة».
وأكد الدكتور معين في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ميناء عدن للحاويات، عقب حضوره حفل استقبال الرافعات المقدمة للميناء من المملكة العربية السعودية أمس (الأربعاء)، إجراء الحكومة اليمنية عدة إصلاحات في المراحل والمرافق كافة.
وقال: «نعلم أن الملفات كثيرة ومتراكمة، إلا أن النتائج السّارة بدأت تظهر وتتحقق على أرض الواقع، ونعوّل على دعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في معالجة وتذليل العقبات والمشاكل التي يعيشها الوضع الاقتصادي في اليمن للتمكن من تجاوز الصعوبات كافة»، مشيراً إلى برامج الإعمار المتضمنة تنفيذ عدد من المشروعات في المحافظات اليمنية، ذات الإسهام في إعادة الاستقرار وتدفق الاستثمار مجدداً وتهيئة المناخ الداخلي للاستثمار لرؤوس الأموال اليمنية.
وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى دعم المملكة العربية السعودية الخاص بالرافعات المعنية برفع قدرات ميناء عدن، بوصفه الميناء الرئيسي في اليمن، والتحديثات الأخيرة التي شهدها الميناء في مجالات الطاقة الكهربائية والساحبات البحرية وتجهيزات أخرى، مؤكداً أنها كانت سبباً رئيساً لرفع كفاءة وقدرات الميناء المحوري والأساس والرئيس باليمن.
ونوّه باهتمام رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، بميناء عدن، عقب تحرير مدينة عدن من ميليشيا الحوثي الانقلابية، بوصف هذا الميناء المرفق الأساس لكل أرجاء البلاد، الذي يخدم أبناء الشعب اليمني كافة، مجدداً الثناء للمملكة العربية السعودية ودعمها في هذا الصدد، ممثلة في مركز «إسناد للعمليات الإنسانية الشاملة» و«الصندوق السعودي للتنمية»، ومنوهاً في هذا الشأن بدعم المملكة والإمارات طوال الفترة الماضية بمختلف مجالات وقطاعات الحياة في اليمن، وهو ما أسهم في تخفيف معاناة مختلف فئات وشرائح المجتمع بمحافظات الجمهورية كافة، لافتاً الانتباه إلى الكثير من المشروعات والخطط المنفذة والجاري تنفيذها في ميناء عدن، بدعمٍ سعودي إماراتي، والتي سيكون لها دور كبير في النهوض بالميناء.
وقال الدكتور معين عبد الملك: «لدينا عدد من الاحتياجات في ميناء عدن، والرافعات كانت أحد تلك الاحتياجات التي ستساعد على رفع معدلات المناولة خلال الفترة القادمة، في ميناء عدن وميناء الزيت ومصفاة عدن، لا سيما أن هذه المواقع تشكل أساس دخول البضائع والمشتقات النفطية، التي ستنقل بدورها إلى عموم الجمهورية»، مشيراً إلى الخطة التي وضعت في بداية العام الجاري 2018م المعنية بدعم خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة 2018، والتي حظيت بتقديم كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مبلغ مليار دولار مناصفة بينهما، بتخصيص جزءٍ منه لدعم قدرات الموانئ والطرق الرئيسية والمنافذ، بمختلف محافظات الجمهورية، ذات الإسهام في الوصول السهل والآمن للمواد الغذائية ودخولها إلى اليمن، خصوصا أن توفير تلك المواد الغذائية يمثل أهمية كبيرة على مستوى تخفيف معاناة الأزمة الغذائية في اليمن.
وبيّن أن تلك الخطة الإنسانية جاءت مترافقة مع دعم المملكة عبر الوديعة السعودية بمبلغ ملياري دولار للبنك المركزي اليمني، وأسهمت بتقديم الكثير من التسهيلات لاستيراد السلع الأساسية، لافتاً النظر إلى المنحة السعودية المقدمة من الصندوق السعودي للتنمية، المتمثلة بالمشتقات النفطية بمبلغ 60 مليون دولار شهرياً ولمدة عام، ودورها الكبير في تخفيف الطلب على العملة الصعبة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد حالياً، ودعم للاقتصاد وخططه المستقبلية.
وعدّ دخول البضائع، عملية لوجيستية متكاملة، تتضمن وصول السفن إلى المناولة، ودخولها وتحركها بجميع الطرق وبمختلف المحافظات، لافتاً الانتباه إلى التطوير القائم للجمارك التي تشكل أحد المخانق الرئيسية، حيث تتضمن عملية تطوير مسح الحاويات وتسهيل عمل إدارة الجمارك، حتى دراسة الاختناقات التي تواجه دخول السلع الغذائية والبضائع إلى اليمن.
بدوره، رحّب محافظ عدن أحمد سالم ربيع علي، بوفد المملكة الذي سلمهم الرافعات لميناء عدن، للمساهمة في دوران عجلة التنمية، عاداً تلك الرافعات نقطة في بحر المساعدات والمعونات السعودية.
من جهته، استعرض رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن، محمد أمزربه، الإنجازات التي حققتها موانئ عدن خلال الفترة الماضية، وتصاعد مؤشرات أنشطة مناولة الحاويات والبضائع، مشيداً بالدعم السعودي لميناء عدن.
من ناحيته قال رئيس الوفد السعودي لمركز «إسناد» للعمليات الإنسانية الشاملة في اليمن المهندس سعد الحربي: «تشرفنا اليوم بالمشاركة في تدشين وصول الرافعات إلى ميناء عدن، التي ستسهم برفع مستوى العمل والمناولة وسرعة التفريغ في الميناء»، مشيداً بالنشاط الكبير الذي يشهده الميناء، ويوحي بمدى حجم الحركة التجارية الكبير في الميناء.
يذكر أن رئيس الوزراء اليمني قام بزيارة ميدانية استطلاعية للميناء، تعرف خلالها على مستوى سير العمل ونشاط الميناء، وحجم الحركة التجارية الكبيرة التي يشهدها الميناء، من خلال رسو السفن التجارية والإغاثية ومناولة حمولتها من الحاويات ونقلها وحركة الشاحنات المحملة بحاويات المواد والبضائع المختلفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».