إدانة محامي ترمب بثلاث سنوات في ثماني جرائم

كوهن لدى عودته إلى منزله برفقة عائلته بعد الحكم عليه (رويترز)
كوهن لدى عودته إلى منزله برفقة عائلته بعد الحكم عليه (رويترز)
TT

إدانة محامي ترمب بثلاث سنوات في ثماني جرائم

كوهن لدى عودته إلى منزله برفقة عائلته بعد الحكم عليه (رويترز)
كوهن لدى عودته إلى منزله برفقة عائلته بعد الحكم عليه (رويترز)

أصدرت المحكمة الجزئية الأميركية في مانهاتن (نيويورك)، أمس، حكمها بالسجن ثلاث سنوات ضد مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب ارتكابه سلسلة من الجرائم خلال فترة عمله بالحملة الانتخابية لصالح ترمب.
وأصدر القاضي الفيدرالي ويليام باولي حكمه بسجن كوهن لمدة 36 شهراً في 8 تهم اتحادية أقرَّ كوهين بارتكابها في أغسطس (آب) الماضي. وتشمل التهم انتهاكات في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس ترمب، وإعطاء أموال لنساء زعمن وجود علاقة مع الرئيس، ومنع خروج هذه المعلومات عن علاقتهن بالرئيس الأميركي خلال الحملة الرئاسية لعام 2016.
كما تشمل التهم المعاقب عليها تهمة الكذب على الكونغرس حول خطط بناء برج ترمب في موسكو، حيث اعترف كوهين بأنه مذنب، بعد أن كذب على الكونغرس حول تفاصيل المحادثات مع الجانب الروسي حول هذا البرج. وقد جاء إقراره بالذنب بالكذب كجزء من صفقة مع المحقق الخاص روبرت مولر، والتعاون في تحقيقات المكتب الفيدرالي مقابل تخفيف الحكم عليه.
وكان كوهين (52 عاماً) قد اعترف، في أغسطس (آب) الماضي، بالتهرب من ضرائب بقيمة 1.4 مليون دولار، تتعلق بأعماله الشخصية. كما اعترف أيضاً بانتهاك قوانين تمويل الحملات في ترتيب المدفوعات خلال الأيام الأخيرة من انتخابات عام 2016 إلى نجمة أفلام الخلاعة ستورمي دانيلز، وعارضة مجلة إباحية تدعى كارين ماكدوغال، وكلتاهما قالت إنها أقامت علاقات جنسية سابقة مع ترمب.
وتسربت ﺗﻘﺎرير من داخل قاعة المحاكمة تشير إلى ندم كوهين على جرائمه، حيث وصف كوهين نفسه بأنه كان مقيداً بشكل شخصي وعقلي لتنفيذ مطالب ترمب منذ قبول العمل معه، وقد أخبر كوهين القاضي قبل الحكم عليه بأن الولاء لترمب دفعه إلى التضليل. وقال بهذا الخصوص: «لقد كان ولائي الأعمى لهذا الرجل يقودني لسلك مسار الظلام، بدلاً من الضوء، وشعرت أن من واجبي التستر على أفعاله القذرة».
وبهذا الحكم يصبح كوهين، حتى الآن، أول عضو في دائرة ترمب (خلال عامين من التحقيقات) تتم إدانته في محكمة علنية بتهم تشير إلى تورط الرئيس في جريمة، مما يزيد الجدل والخلاف القانوني حول إمكانية محاسبة الرئيس الأميركي نفسه.
وفي الشهر الماضي، اعترف كوهين بأنه مذنب في الكذب على الكونغرس بشأن تعاملات ترمب التجارية في روسيا. كما اعترف بإخفاء حقيقة مفادها أنه كان يتفاوض على اقتراح لبناء ناطحة سحاب ترمب في موسكو بشكل جيد في الحملة الرئاسية.
ووصل كوهين إلى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بعد الساعة العاشرة من صباح أمس، مصطحباً زوجته وطفليه. وخلال الجلسة طالب محامو كوهين بالتساهل معه، بحجة أنه قرر التعاون مع المحققين، بدلاً من التمسك بالعفو المحتمل. وقال جاي بيتريلو، محامي كوهين، للقاضي، خلال الجلسة: «لقد تقدم كوهين لتقديم أدلة ضد أقوى شخص في بلادنا»، في حين جادل المدعون الفيدراليون بمكتب المدعي العام في المنطقة الجنوبية من نيويورك بأن كوهين يجب أن يواجه «عقوبة سجن كبيرة»، على الرغم من تعاونه المستمر في التحقيق مع مولر، وفي التحقيقات المفتوحة الأخرى.
وأوضح بعض الخبراء أن الحكم بثلاث سنوات يعد «مخففاً»، حيث تدعو المبادئ التوجيهية للحكم الفيدرالي إلى أن يواجه عقوبة السجن ما بين 51 و63 شهراً، ومن أربع إلى خمس سنوات بتهمة التزوير الضريبي والبيانات الكاذبة وانتهاكات تمويل الحملات الانتخابية، التي أقر بأنه مذنب فيها.
وكان كوهين من أحد المقربين الموالين للرئيس ترمب، ووصف سابقاً بأنه «حلال مشكلات الرئيس»، وقد استغرق التحقيق معه عدة أشهر. ومن المقرر أن يتم الحكم النهائي عليه في مارس (آذار) المقبل.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».