«تقييم الحوادث» في اليمن: لم نتلق اعتراضاً على 111 حالة

المتحدث باسم الفريق قال إن تعاملنا مع جميع جهات الادعاء بالتساوي

TT

«تقييم الحوادث» في اليمن: لم نتلق اعتراضاً على 111 حالة

نفى فريق تقييم الحوادث في اليمن، اتهامات منظمات أممية لقوات التحالف بالتسبب في مقتل وجرح عشرات اليمنيين، واتضح بعد فحص الأدلة والمعلومات التي قدمتها هذه المنظمات أنها غير صحيحة تماماً.
وأكد المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، أن الفريق لم يتسلم أي اعتراض من قبل هذه المنظمات الأممية أو غيرها ممن قدم ادعاءات على نتائج تقييم الفريق للحالات التي تجاوزت 111 حالة حتى يوم أمس.
وقال المنصور، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض، الفريق يتعامل بشفافية وحيادية تامة مع جميع الحوادث التي ترده، بغض النظر عن مصدر المعلومات المزودة لهذه المنظمات. مضيفاً: «نتعامل مع جميع جهات الادعاء بصورة متساوية ونأخذ منهم المعلومات (...) الفريق يتعامل بصورة شفافة ومحايدة مع كل الادعاءات، ونتحقق من جميع الأطراف، بغض النظر عن مصادر المعلومات، التقييم والتثبت أو تحميل المسؤولية عمل الفريق بصورة مباشرة ومهمة الفريق الرئيسية». وتابع: «نعلن النتائج مباشرة على الهواء عبر وسائل الإعلام ولا يوجد ما يمنع أي منظمة من مناقشة أو استعراض هذه التقارير عبر الاجتماع المباشر معنا، ولم تقدم أي اعتراضات على النتائج التي توصل إليها الفريق».
واستعرض المتحدث حالة وردت بتقرير منظمة العفو الدولية، في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، عن مقتل 6 أشخاص عبر قصف للتحالف عند محاولاتهم الفرار بجانب محطة وقود، وقرب مبنى للأمن السياسي في منطقة غرز.
وأظهرت نتائج التحقق التي قام بها الفريق أن موقع الادعاء يقع على طريق رئيسي يبعد عن صعدة 12 كيلومتراً، فيما قامت قوات التحالف بمهمة في يوم الادعاء، بقصف رادار وراجمات صواريخ تبعد عن الموقع 6 كيلومترات، وتوصل الفريق أن التحالف لم يستهدف محطة الوقود كما في الادعاء وأن الإجراءات التي قام بها كانت صحيحة وتتفق مع القانون الدولي الإنساني.
الحالة الثانية كانت لما ورد في التقرير السنوي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2018 عن قيام قوات التحالف بقصف مجمع منازل للاجئين في مدينة الصالح بالحديدة، أدى لمقتل 12 مدنياً. وأوضح المنصور أن قوات التحالف لم تقم باستهداف مجمع المنازل، وأن أقرب المهام كانت على هدف عسكري يبعد 3.5 كيلومتر، وهي مسافة آمنة، والهدف كان مستودعاً تستخدمه الميليشيات لتخزين الأسلحة وتجهيز القوارب المفخخة يبعد 4 كيلومترات عن ميناء الحديدة، وعليه فإن إجراءات التحالف صحيحة.
وتطرق المنصور إلى ما ورد في خطاب المقرر الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء في يونيو (حزيران) 2018 بأن طيران التحالف قصف حافلة في الحديدة، ما أدى إلى مقتل 22 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.
ورغم نقص المعلومات في هذا الادعاء، وفقاً للمنصور: «حرصنا على بيان الوقائع والبحث والتقصي لغرض استخلاص الحقيقة كاملة». وقال: «هذه الحادثة وقعت في الطريق بين زبيد والجراحي وثبت للفريق بعد دراسة المهام الجوية أن قوات التحالف لم تقم بتنفيذ أي مهمة جوية على هذه الطريق في تاريخ الادعاء، وكان أقرب هدف يوم الادعاء يبعد 7 كيلومترات عن هذا الطريق، وهو شاحنة خفيفة مسلحة، وعليه فإن إجراءات التحالف كانت سليمة».
الحالة الأخيرة كانت عما ورد من مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أغسطس (آب) 2018 عن إصابة غارة جوية منزلاً في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة ومقتل 4 مدنيين وإصابة اثنين.
ولفت المتحدث باسم الفريق أنه بعد مقارنة ما ورد في الادعاء والمعلومات التي تحصلنا عليها، اتضح عدم توافق نوعية الهدفين اللذين استهدفهما التحالف وما ورد في الادعاء عن تعرض منزل لغارة جوية، ولم تستهدف قوات التحالف المنزل، وكانت إجراءاتها سليمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.