كشفت مصادر في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية قررت بشكل نهائي التخلي عن شراكتها في مشروع «قناة البحرين»، التي تصل البحر الأحمر والبحر الميت، وهي تصب جهودها حالياً لإقناع السلطات الأردنية والفلسطينية بموقفها. وتطرح بدائل أقل تكلفة.
وقالت هذه المصادر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صاحب فكرة التخلي عن هذا المشروع، أوعز إلى وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي يوفال شتاينتس، أن يسعى إلى التباحث في الموضوع مع الأردن والسلطة الفلسطينية. وقد عقد شتاينتس اجتماعاً سرياً في مطلع الشهر الماضي، مع نظيره الأردني رياض أبو سعود، في المعبر الحدودي جسر الملك حسين (اللنبي) على الحدود الأردنية لهذا الغرض.
وكان مشروع «قناة البحرين» قد أعلن عنه لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً، وتم اعتباره أحد أهم مشروعات التعاون بين الأطراف الثلاثة، لترجمة اتفاقيات السلام. والهدف الأساسي منه هو إنقاذ البحر الميت الذي يواصل الانخفاض بشكل مقلق، عن طريق الربط بينه وبين البحر الأحمر. وفي اقتراحات أكثر طموحاً، كان هناك طرح بربطه أيضاً بقناة مع البحر الأبيض المتوسط. وتحمس الأردن والسلطة الفلسطينية للفكرة، كونها تشمل مشروعات كبرى لتحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء وإقامة مشروعات سياحية، ما أدى إلى إطلاق تسمية «قناة السلام» على المشروع.
ولكن، منذ أن تسلم نتنياهو الحكم في إسرائيل، بدأ يتراجع عن الفكرة لاعتقاده بأن فوائد المشروع لا تبرر تكلفته العالية. وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، أرسل نتنياهو مندوباً عنه يقترح عدة بدائل. فصدم الأردنيون من ذلك وشكوا نتنياهو إلى الإدارة الأميركية، وأعلنوا أنهم مصممون على المشروع، وأنهم سينفذونه على الجانب الأردني من الحدود.
وفي أعقاب ذلك، أوضح كل من السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، ومستشار وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، ومبعوث الرئيس الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن «الإدارة الأميركية ملتزمة بالمشروع، وتتوقع من إسرائيل الوفاء بالتزاماتها نحوه». ورد الإسرائيليون بأن هناك بدائل أقل تكلفة تحقق الغرض. فردت واشنطن بالقول إن «الولايات المتحدة مستعدة لقبول أي اقتراح إسرائيلي بديل، طالما يوافق عليه الأردن. وإذا لم يحدث ذلك، فإن الولايات المتحدة تتوقع أن تلتزم إسرائيل بالاتفاق».
وبناء على ذلك، توجه شتاينتس إلى نظيره الأردني، قائلاً إن إسرائيل لا تعارض الفكرة المبدئية للمشروع؛ لكنها تقترح مشروعاً بديلاً أقل كلفة. وأضاف أن هنالك ثلاثة اقتراحات عملية، أسوؤها هو «قناة البحرين». والاقتراح الثاني الأقل نجاعة هو أن تتعهد إسرائيل بتزويد الأردن بالمياه المحلاة من محطات التحلية القائمة على الشواطئ الإسرائيلية، والاقتراح الثالث هو أن تقوم إسرائيل بمساعدة الأردن على إنشاء محطة تحلية كبيرة جداً في مدينة العقبة، بحيث تزود الأردنيين بـ60 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً. وفي إطار هذا الاقتراح، تلتزم إسرائيل بنقل كل الملح الذي يبقى بعد تحلية المياه إلى البحر الميت، لمحاولة وقف اضمحلال المياه فيه، وتفتش عن حلول لزيادة المياه المتدفقة إلى البحر الميت.
وأوضحت المصادر أنه على الرغم من التكلفة الباهظة لهذه العملية، فإنها أرخص من بناء «قناة البحرين».
ونقلت المصادر أن «المسؤولين الأردنيين فوجئوا بالاقتراحات الإسرائيلية؛ لكنهم أبدوا اهتماماً بالاقتراح الأخير المتعلق بإنشاء محطة تحلية في الأردن»، وأوضحوا أنه «يتعين الآن على المسؤولين الإسرائيليين العودة إلى الأردن بمشروع تفصيلي».
وسيجري الاهتمام حالياً بطرح الموقف الإسرائيلي على السلطة الفلسطينية، علماً بأن الإدارة الأميركية لم تمارس ضغوطاً على إسرائيل بهذا الخصوص. وفي الماضي، كانت إسرائيل اقترحت على الفلسطينيين إقامة مشروع تحلية في قطاع غزة.
إسرائيل تقترح على الأردن بديلاً عن «قناة البحرين»
إسرائيل تقترح على الأردن بديلاً عن «قناة البحرين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة