أولبرايت: المصادقة على ميثاق الهجرة مكسب مهم لتعددية الأطراف

TT

أولبرايت: المصادقة على ميثاق الهجرة مكسب مهم لتعددية الأطراف

قالت مادلين أولبرايت، رئيسة «أولبرايت ستونبريدج غروب» ووزيرة خارجية أميركا السابقة، إن المصادقة على الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة، يعد مكسبا مهما لتعددية الأطراف.
وأضافت أولبرايت خلال جلسة للحوار حول «تدعيم العمل حول التزامات الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة»، في إطار أشغال المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة: «أود أن أهنئ كل هؤلاء الذين قدموا إلى المغرب لدعم الميثاق العالمي حول الهجرة، الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة، الذي يعتبر مكسبا مهما لتعددية الأطراف وخطوة كبيرة بالنظر إلى الوضع السياسي الحالي».
واعتبرت أولبرايت أن «الناس يقررون أن يهاجروا نحو بلدان أخرى لأسباب وجيهة، رغم أنهم يفضلون البقاء في بلدانهم، حيث توجد عائلاتهم، وحيث يعرف الجميع أسماءهم ويتقبل عاداتهم». كما أشارت أولبريت إلى أن الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لمغادرة أوطانهم للإقامة بالخارج مختلفة، مثل عدم احترام الحقوق الأساسية والفقر والعنف والحروب والنزاعات المسلحة.
وأوضحت أن البعض يعزون إشكالية الهجرة إلى السياسات المعتمدة في هذا المجال، ولكن أسباب الأزمة كثيرة ومعقدة، خصوصا سوء الحوكمة والتغيرات المناخية والصعوبات الاقتصادية والديمقراطية. وذكرت أولبرايت أن «الهجرة تعد بطبيعتها ظاهرة دولية، لا يمكن حلها إلا عن طريق التعاون الدولي، ولهذا السبب نحن ملتئمون هنا بمراكش».
من جهة أخرى، أشارت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، إلى أن نجاح الميثاق العالمي للهجرة مرهون بالتدابير الملموسة التي سيتم اتخاذها، وبالطريقة التي سيتم بها إدماجها ضمن أهداف التنمية المستدامة، التي حددتها الأمم المتحدة، داعية الأطراف المعنية الرئيسية «الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومنظومة الأمم المتحدة...»، إلى تقديم خبراتها وأفكارها البناءة لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية بشكل ناجع.
وقالت أولبرايت: «يجب توفير الإمكانية لهجرة شرعية. ويجب منح الحق في وضعية لاجئ للأشخاص الذين يخشون من التعرض للقمع في بلدانهم، ويجب متابعة المروجين الذين يتاجرون في مآسي المهاجرين، النساء والأطفال يجب حمايتهم، والسياسيون الذين يستغلون قضية الهجرة لأغراض سياسية يجب تعريتهم».
وسجلت رئيسة «أولبرايت ستونبريدج غروب» من جهة أخرى، أن الهجرة تعد من القضايا الشائكة في مجال السياسة العمومية، التي لا يوجد لها جواب وحيد وفوري، مشددة على أن الأمر يتعلق بمسؤولية مشتركة.
وأوضحت أولبرايت أن التحديات المرتبطة بالهجرة لا يمكن رفعها دون تعاون دولي فعال، مبرزة أن الطريقة الوحيدة لتسوية هذه القضية هي اللجوء إلى أدوات من قبيل الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.