الميليشيات هجّرت 619 أسرة من تعز منذ مطلع العام

TT

الميليشيات هجّرت 619 أسرة من تعز منذ مطلع العام

قال مركز حقوقي يمني، يتخذ من مدينة تعز مقراً رئيسياً له، إنه وثّّق انتهاكات لحالة حقوق الإنسان في محافظة تعز منذ يناير (كانون الثاني) مطلع العام وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم من قبل ميليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن اليمن يرزح تحت وطأة حرب بشعة ترتكب فيها أسوأ أنواع الانتهاكات منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة في سبتمبر (أيلول) 2014.
وقال «مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان» إنه منذ الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة باتت البلاد مرتعاً خصباً لانتهاك حقوق الإنسان بشكل عام وفي محافظة تعز بشكل خاص، حيث «ارتكبت الميليشيات أبشع الجرائم منذ أواخر مارس (آذار) 2015 عبر القصف والقنص والتنكيل بأبناء المحافظة ووصمهم بالكثير من المسميات التمييزية ونعتهم واتهامهم بتهم باطلة لتأليب بقية المجتمع ضدهم والعبث بمعظم معالم المحافظة، ومحاولة طمس هويتها لتتواءم ومشروعهم الطائفي». وكشف في تقرير بمناسبة الذكرى السبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان أن «ميليشيات الحوثي تسببت بمقتل 134 مدنيا فيما أصيب 310 مدنيين بينهم 62 امرأة و13 طفلا»، إضافة إلى «ارتكاب ميليشيات الحوثي 17 مجزرة راح ضحيتها 33 مدنيا بينهم 7 نساء و8 أطفال وأصيب 113 مدنيا بينهم 7 نساء و43 طفلا».
ووثق المركز «15 واقعة اختطاف واعتداء نفذتها ميليشيات الحوثي وأن معظمها تمثل في اختطاف العشرات من المدنيين أثناء مداهمة القرى والعزل، و8 حالات انتهاك لحرية الرأي والتعبير». وذكر المركز الحقوقي أن ميليشيات الحوثي «قامت بتهجير قسري لنحو 619 أسرة، وتدمير نحو 45 ممتلكا عاما و211 ممتلكا خاصا» في محافظة تعز.
وأشار التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي «ارتكبت الكثير من الانتهاكات تجاه جميع شرائح المجتمع وأطيافه، والأمر نفسه بالنسبة للمرأة، حيث تعاني النساء الكثير من صنوف التمييز والاضطهاد في ظل ما تشهده مناطق كثيرة من ويلات الحروب الدائرة فيها، والتي تحملت على أثرها أعباء جديدة تزيد من معاناتها، كما أن للأطفال نصيبا وافرا من المعاناة، حيث باتوا عرضة لمختلف أنواع القتل والتعذيب وسوء التغذية ومنع التعليم والتجنيد الإجباري».
وقال التقرير: «مما يثير الخوف أكثر في تردي حالة حقوق الإنسان هو أن ميليشيات الحوثي لا تزال ترسخ في حربها تلك سياسة ممنهجة ضد الحقوق والحريات وفق مشروع عنصري سلالي ومذهبي بغية إذلال أبناء الشعب وقمعهم ومنعهم من أي مقاومة تذكر والعودة بالعصور الظلامية البائدة في حكم الشعب بنظام ديكتاتوري يخضع لإرادة فرد وفق اصطفاء سلالي زائف». وأضاف: «فيما يرتكز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على مبدأ المساواة والحرية والعدل والسلام، ذلك المبدأ الذي تسعى ميليشيات الحوثي جاهدة لنسف كل الجهود الرامية لتعزيزه، حيث إن من أهم مرتكزات مشروعها هو التمييز العنصري وقمع الحريات، وجعل الشعب بين سيد وعبد، رافضة بتعنت واضح أي خطوة جادة نحو سلام حقيقي وقيام دولة ديمقراطية عادلة، كما سعى الحوثيون لتمزيق النسيج المجتمعي عبر بث سموم الكراهية والتفرقة والمناطقية بين أبناء المجتمع اليمني الواحد».
وطالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان «بوقف القصف الممنهج للأحياء والمدن والأرياف المكتظة بالمدنيين، وقنص الأبرياء بشكل متعمد، والكف عن الممارسات اليومية من تكميم للأفواه والاعتقالات والنفي والتشريد والتهجير، والإفراج الفوري عن كل المختطفين لدى ميليشيات الحوثي من المدنيين ونشطاء الرأي».
ودعا «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية، حسب ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة الواضحة تجاه اليمن، ووقف سياسة المداهنة، وغض الطرف عن جرائم ميليشيات الحوثي، والنظر إلى حقيقة الكارثة في البلاد من حيث سببها الحقيقي الواضح وهو الانقلاب على مؤسسات الدولة، ونسف الإجماع الوطني لليمنيين والذي تمثل بمخرجات الحوار الوطني، وشن ميليشيات مسلحة حربا على كل المدن والقرى اليمنية». كما دعا «كل القوى الخيرة والمنظمات الدولية إلى دعم اليمن في السعي الجاد نحو إيقاف حقيقي ودائم للحرب ودعم عملية السلام وإقامة دولة مدنية ديمقراطية مبنية على العدالة وتحقيق المساواة وصون الكرامة لجميع أفراد الشعب اليمني».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».