منع احتجاج لأهالي «المفقودين» في العاصمة الجزائرية

مظاهرة في بجاية تطالب بالإفراج عن متهم بـ«التخابر مع إسرائيل»

TT

منع احتجاج لأهالي «المفقودين» في العاصمة الجزائرية

منعت قوات الأمن الجزائرية، أمس، عشرات النساء من أمهات وزوجات «مفقودين»، من تنظيم مظاهرة أمام مقر «المجلس الوطني لحقوق الإنسان» (حكومي) في العاصمة، للمطالبة بـ«الكشف عن مصير» آلاف الأشخاص من ضحايا الاختفاءات القسرية، خلال ما تسمى «العشرية السوداء»، وهي فترة الصراع مع الإرهاب في تسعينات القرن الماضي. وفي التوقيت نفسه تقريباً، سمحت السلطات بمسيرة كبيرة شرق البلاد طالبت بالإفراج عن ناشط سياسي متهم بـ«التخابر مع إسرائيل».
ورفضت فافا بن زروقي، رئيسة «مجلس حقوق الإنسان»، الخروج إلى المتظاهرات أو استقبال وفد عنهن، مما أثار حفيظتهن. ورفعت الغاضبات صور «مفقودين»، ولافتات تطالب بـ«القصاص» من رجال أمن وتتهمهم بخطفهم لأسباب ارتبطت في حالات كثيرة بنشاطهم في صفوف «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، المسؤولة، بحسب السلطات، عن اندلاع الإرهاب مطلع التسعينات. واضطرت المتظاهرات إلى مغادرة المكان، بعد أن أظهرت قوات الأمن تشدداً في منعهن من مواصلة الوقوف أمام مبنى الهيئة الحقوقية.
وتحظر السلطات متابعة رجال الأمن، أو أي شخص تابع للحكومة، في قضايا التعذيب والقتل التي وقعت في تسعينات القرن الماضي. والسبب هو «ميثاق المصالحة» الذي أصدره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2005، والذي تقول المادة «45» منه: «لا يجوز الشروع في أي متابعة، بصورة فردية أو جماعية، في حق أفراد قوى الدفاع والأمن للجمهورية، بجميع أسلاكها، بسبب أعمال نفذت من أجل حماية الأشخاص والممتلكات، ونجدة الأمة والحفاظ على مؤسسات الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. يجب على الجهة القضائية المختصة التصريح بعدم قبول كل إبلاغ أو شكوى». وسبق للقضاء الجزائري أن رفض شكوى عائلات ضحايا الاختفاءات القسرية ضد أفراد من الأمن اتهمتهم بخطف أبنائهم، بحجة أن سياسة «المصالحة» تمنع ذلك.
ويقترح «قانون المصالحة» على عائلات المفقودين، مبالغ مالية وشهادات إدارية تثبت وفاة المختفين. غير أن الجمعيات التي تدافع عن هذه الفئة التي تنتمي إلى ما تسمى «المأساة الوطنية»، رفضت العرض وأصرّت على متابعة رجال الأمن الذين اعتقلوا أبناءهم واقتادوهم إلى مراكز الشرطة والدرك، وحتى إلى معتقلات للمخابرات العسكرية، ولكن من دون أن يعودوا إلى بيوتهم ولم تتم محاكمتهم ولا يعرف مصيرهم. وبمرور السنين، اقتنع ذوو المفقودين بأنهم قتلوا.
ودعت «منظمة العفو الدولية» الجزائر، في وقت سابق، إلى «اتخاذ إجراءات فعّالة من أجل محاربة الإفلات من العقوبة، حتى لا تتكرر حالات خرق حقوق الإنسان».
من جهة أخرى، سمحت السلطات بمسيرة حاشدة، في بجاية (250 كلم شرق العاصمة) أمس، نظمتها جمعيات حقوقية محلية للمطالبة بإطلاق سراح مرزوق تواتي، وهو مدوّن في الثلاثين من العمر أدانه القضاء في يونيو (حزيران) الماضي بسبع سنوات سجناً، بتهمة «التحريض على العنف» و«التخابر مع جهة أجنبية». وانتشر رجال الأمن في أرجاء مدينة بجاية، ولكن من دون التدخل لمنع المنادين بالإفراج عن مرزوق.
واتهم الناشط أيضاً بـ«التحريض على حمل السلاح ضد سلطة الدولة»، و«الاتصال باستخبارات أجنبية بهدف الإضرار بمصالح البلاد». والتهمة الأخيرة، هي أخطر ما واجه المدوّن الذي يدير موقعاً إلكترونياً سمّاه «الحقرة» (الظلم)، وتتعلق بتصريحات لوزير السكن السابق، عبد المجيد تبّون، تضمنت أن إسرائيل متورطة في «الربيع العربي». وجاءت تصريحاته في سياق حديثه عن «حساسية الجزائر» من مسألة تغيير النظام أسوة بما جرى في الجارة تونس. وعلى هذا الأساس، اتصل مرزوق، عبر خدمة «سكايب»، بحسين كعبية، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليسأله عن حقيقة «تورط إسرائيل» في الأحداث التي عاشتها بلدان عربية، وما إذا كانت الجزائر «مستهدفة من طرف إسرائيل»، كما قال الوزير تبّون. وكان هذا التواصل سبباً في اتهام مرزوق بـ«التجسس».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.