الإرياني: لا سلام مع الميليشيات قبل تسليم سلاح الدولة

أثارت دعوة رئيس وفد الميليشيات الحوثية في مشاورات السويد، محمد عبد السلام، إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية حفيظة كثير من السياسيين والناشطين اليمنيين الذين سارعوا بالرد عليه يذكرونه بعدم وثوق الشعب اليمني في أي عهود تقطعها الجماعة على نفسها.
وفي هذا السياق، استبعد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية معمر الإرياني، تحقيق أي سلام مع الميليشيات الحوثية قبل أن تقوم بتسليم سلاح الدولة المنهوب من معسكرات الجيش، مؤكداً أن «ذاكرة اليمنيين غير مثقوبة» - على حد تعبيره، لكي يصدقوا التصريحات الحوثية المعسولة.
وقال الإرياني في سلسلة تغريدات تابعتها «الشرق الأوسط» على «تويتر»:‏‏ «رئيس وفد الميليشيات الحوثية الإيرانية المشارك بالمشاورات تحدث عن اتفاق شامل وإطار لحل الأزمة وحكومة شراكة، معتمداً على الذاكرة المثقوبة للمجتمع الدولي، أما اليمنيون فهم يتذكرون جيداً كيف بدأت مطالب الميليشيا في عام 2014 بتغيير الحكومة والشراكة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وما بعد ذلك».
وأوضح وزير الإعلام اليمني أن الميليشيات الحوثية كانت جزءاً من حكومة الشراكة برئاسة خالد بحاح وجزءاً من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كما كانت قضية صعدة أحد أهم مواضيع الحوار، لكن الميليشيات بحسب قوله، «انقلبت على الدولة وانساقت خلف إملاءات طهران، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات والتوافقات بين المكونات السياسية والوطنية بما فيها اتفاق السلم والشراكة».
وأشار الإرياني إلى أن اليمنيين «لن ينسوا كيف حاصرت الميليشيات الحوثية منزل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وكيف فرضت عليه الإقامة الجبرية كما فرضتها على الحكومة والوزراء، وكيف اقتحمت الميليشيات مؤسسات الدولة ونهبت معسكرات الجيش والأمن والخزينة العامة ومقرات الأحزاب والوسائل الإعلامية ومنازل قيادات الدولة والشخصيات السياسية».
وتابع الوزير الإرياني تذكيره بانتهاكات الجماعة وسرد ما حدث معه شخصياً بقوله: «‏‏ما زلت شخصياً أتذكر كيف وضعتني الميليشيات الحوثية مع زملائي في الحكومة تحت الإقامة الجبرية بمنزلي لأكثر من شهر ونصف الشهر، وكيف وجهت عناصرها السلاح نحونا، ومارسوا بحقنا وأسرنا صنوف الإرهاب النفسي، رغم أننا كنّا قبل يومين فقط من ذلك التصعيد الخطير نجلس معهم على طاولة واحدة في مجلس الوزراء».
وقال إن «لدى اليمنيين أسبابهم الوجيهة التي تدعوهم للاعتقاد بأن الميليشيات الحوثية لا يمكن أن تكون طرفاً فاعلاً في أي مسار للتسوية السياسية، وتدفعهم للتشكيك والنظر بعين الريبة والحذر لأي حديث يصدر من الميليشيا عن السلام والشراكة».
وتابع الإرياني تغريداته بالقول: «‏السلام الذي ينشده اليمنيون لن يتحقق إلا بتسليم الميليشيات الحوثية السلاح للدولة التي هي الضامن الحقيقي لحياة آمنة وكريمة لكل اليمنيين، ودون تسليم السلاح للدولة فإن دورة الصراع ستستمر وتنبعث من جديد مع أقرب منعطف سياسي أو تغير إقليمي أو دولي، وشواهد التاريخ القريب والبعيد تؤكد ذلك».
وكانت الميليشيات الحوثية أحكمت سيطرتها العسكرية على صنعاء بعد اقتحامها في سبتمبر (أيلول) 2014، قبل أن يتدخل المبعوث الأممي آنذاك جمال بنعمر لإبرام اتفاق يضمن للجماعة الشراكة في حكومة وحدة وطنية، وهو الاتفاق الذي سرعان ما انقلبت الجماعة عليه وقامت بحصار هادي وأعضاء الحكومة في منازلهم وأطلقت يدها للسيطرة العسكرية لاحتلال بقية المحافظات اليمنية.
ويؤكد كثير من المراقبين للشأن اليمني أن الجماعة الموالية لإيران ليست في وارد تحقيق السلام في اليمن وإن ادعت ذلك في خطابها الإعلامي، بقدر سعيها الحثيث للإبقاء على قوتها العسكرية وميليشياتها الطائفية لخدمة أجندة إيران في اليمن والمنطقة.