بادية السخنة ساحة قتال متجددة بين الإيرانيين والنظام و«داعش»

الاشتباكات تترافق مع قصف جوي وبري

TT

بادية السخنة ساحة قتال متجددة بين الإيرانيين والنظام و«داعش»

اندلعت اشتباكات عنيفة يوم أمس، بين تنظيم داعش من جهة، وقوات النظام والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما من جهة أخرى، على محاور في بادية السخنة في القطاع الشرقي من ريف حمص. وتزامن القتال مع عمليات قصف مدفعي من قوات النظام، واستهدافات متبادلة على محاور القتال ضمن المنطقة الممتدة من بادية السخنة الشرقية إلى الحدود الإدارية مع بادية محافظة دير الزور، الواقعة على مقربة من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف.
وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات ترافقت مع ضربات جوية متتالية وعنيفة للطائرات الحربية طالت مواقع للتنظيم ومناطق تواجد فيها على محاور القتال، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الجانبين نتيجة الانفجارات والاستهدافات والقصفين البري والجوي.
وكانت اشتباكات عنيفة واستهدافات جرت في البادية السورية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، قد اندلعت في الخامس من الشهر الجاري، في محاور بالقرب من منطقة التنف في بادية حمص الشرقية؛ حيث جرت عمليات استهداف متبادلة بين الطرفين، أسفرت عن سقوط خسائر بشرية من الجانبين، وثّق المرصد في حينها مقتل ما لا يقل عن 5 عناصر من المسلحين الموالين للنظام، إضافة إلى مقتل أكثر من 16 عنصراً من التنظيم.
واتّهمت دمشق قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشنّ قصف صاروخي مساء الثاني من الشهر الحالي، على مواقع للجيش السوري في وسط البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري.
وفي وقت لاحق، نفى التحالف رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تكون قواته استهدفت مواقع للجيش السوري، مؤكداً أن ضرباته في الصحراء طالت جهاديّي تنظيم داعش.
من جهته، أعلن المرصد في حينها أن قوات التحالف المتمركزة في قاعدة التنف على الحدود مع العراق أطلقت «أكثر من 14 صاروخاً» على رتل لقوات النظام أثناء مروره في البادية في أقصى ريف حمص الشرقي.
وتخوض قوات النظام معارك ضد تنظيم داعش، الذي ينتشر في مواقع شرق مدينة حمص في الصحراء المترامية.
وغير أنّ المتحدّث باسم التحالف الدولي شون راين، شدّد على أنّ التقارير عن استهداف مواقع للجيش في البادية «خاطئة»، مؤكّداً أنّ التحالف وجّه «ضربات دقيقة» ضد التنظيم واستهدف جهادياً بارزاً «ضالعاً» في قتل المواطن الأميركي بيتر كاسيغ في العام 2014.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».