توتّر عند الحدود الجنوبية وتنسيق بين الجيش والـ«يونيفيل»

TT

توتّر عند الحدود الجنوبية وتنسيق بين الجيش والـ«يونيفيل»

ساد التوتّر أمس عند الحدود اللبنانية الجنوبية على وقع إعلان إسرائيل اكتشاف نفق ثان يعتقد أن «حزب الله» حفره مع أنفاق أخرى انطلاقا من الأراضي اللبنانية، في وقت أكّدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، والجيش يعزّز وجوده وهو في جهوزية تامة على الحدود وفي الداخل، مشيرة إلى تنسيق مستمر مع قوات «يونيفيل» لمنع التصعيد.
وسيّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) دوريات، أمس الأحد، على خط الحدود بين لبنان وإسرائيل المعروف باسم الخط الأزرق، بحسب (رويترز)، وذلك بعد أن قالت إسرائيل إنها تنفذ عملية في أراضيها للكشف عن أنفاق أقامتها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران تحت خط الحدود لشن هجمات عليها.
وفيما تتمركز قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني من الجهة اللبنانية، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الوضع عند محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل، شهد توترا أمنيا لافتا، حيث انتشر ما يقارب ستين جنديا إضافة إلى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة قدّر بعشر آليات على الطريق العسكرية وتمركز دبابات ميركافا خلف السواتر الترابية.
في موازاة ذلك، سجل أمس تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع MK في الأجواء اللبنانية، فيما واصلت القوات الإسرائيلية تمشيط المنطقة بحماية عدد كبير من العناصر المتمركزة بين الصخور والأشجار، على مسافة قريبة جدا من الجيش اللبناني في الجهة المقابلة.
وقالت الوكالة بأن إسرائيل استقدمت بعد الظهر حفارة واجتازت الشريط التقني في كروم الشراقي وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، وبدأت بأعمال الحفر في محاذاة الخط الأزرق بمؤازرة نحو 25 جنديا وتسود حال استنفار من الجهة اللبنانية من قبل الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل». ولفتت إلى «أن آلية البوكلن خرقت السياج التقني بأعمال حفر ساتر ترابي يبعد نحو عشرين مترا عن الخط الأزرق، وتمركز خلفه عدد من الجنود الإسرائيليين كما تم رفع منطاد للمراقبة والتجسس فوق منطقة كروم الشراقي.وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تننتي أن الوضع في منطقة العمليات «هادئ ولم يحدث خرق للخط الأزرق». وقال: «إن جنود «اليونيفيل» موجودون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الاستقرار، حيث يعملون بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية. كما أن قيادة البعثة منخرطة في اتصالات مع الأطراف للحفاظ على الاستقرار».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».