سجال بين وزارة مكافحة الفساد و«ميدل إيست» على خلفية شراء طائرات

TT

سجال بين وزارة مكافحة الفساد و«ميدل إيست» على خلفية شراء طائرات

نشأ سجال بين شركة «ميدل إيست» للطيران ووزير مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، على خلفية اتهام الأخيرة الشركة بأنها تنوي شراء طائرات بمبالغ باهظة، طالبة منها الكشف عن مضمون العقد. وقد ردّت «ميدل إيست» مستغربة، في بيان لها، «إقحام وزير الدولة نفسه في إدارة أعمال الشركة وإعطاء نفسه صلاحيات رقابية ليست من اختصاصه، ولا يجيزها له أي قانون»، معتبرة أنّ هناك حملة ممنهجة ضد الشركة.
وطلبت «عدم محاولة إقحام وزارة الأشغال العامة ووزارة المالية في هذه الحملة الممنهجة ضد الشركة»، مشددة على أن كلا الوزارتين تعرفان مدى صلاحياتها تماماً، وأنها لا ترغب في التدخل في أعمال الشركة بطريقة مخالفة للقانون. وفي هذا الإطار، توجّهت إلى تويني بالسؤال: «ما علاقة فترة ضيق وانكماش تمرّ بها المالية اللبنانية عامّة بشراء الطائرات من قبل شركة مساهمة لبنانية».
وفيما أكّدت «أن سياسة الشركة تقضي بإبقاء أسطولها واحداً من أحدث الأساطيل في العالم»، أوضحت «أن الطائرات الجديدة التي سيتم استلامها ابتداءً من عام 2021 هي من طراز (Airbus A330 - 900Neo) ومجهزة بمحركات (Rolls –RoyceTrent 7000) وستحل محل الطائرات القديمة من طراز (Airbus A330 – 200) التي كان قد تم شراؤها في عامي 2008 و2009، أي عند بلوغ عمر الطائرات القديمة 12 عاماً. واتّخذ قرار الشراء نتيجة إطلاق مناقصة عالمية في مايو (أيار) 2016».
ولفتت إلى أن «رئيس الشركة سيتوجّه بالفعل إلى لندن، الأسبوع المقبل، لإنهاء عقد تزويد هذه الطائرات الحديثة بمحرّكات وصيانتها»، مضيفة: «ومن محاسن الصدف أن رئيس الشركة قد كلّف عضو مجلس الإدارة المحامي ميشال تويني (شقيق معالي الوزير) التفاوض مع شركة (Rolls – Royce) على شروط العقد، على رأس لجنة من الفنّيين والخبراء في الشركة وقد تمّ هذا التفاوض بإشراف رئيس الشركة وجرى إعداده وفقاً للأصول».
وأضافت أن «الشركة ستستمر في تحديث أسطولها، وإضافة إلى تلك الطائرات، نُعلم ركّابنا بأنّ الــ(MEA) ستستلم أيضاً إحدى 10 طائرة من طراز (Airbus A321 Neo) مزودة بمحركات (Pratt & Whitney) في العامين 2020 و2021 ليبقى أسطول الشركة واحداً من أحدث أساطيل العالم».
وكانت وزارة الفساد أعلنت عن توفر معلومات لديها مفادها بأن شركة «طيران الشرق الأوسط» بشخص رئيس مجلس إدارتها، تنوي توقيع بروتوكول شراء عدد من الطائرات والمحركات النفاثة.
ودعت «مجلس إدارة الشركة للكشف عن مضمون العقد وجدول أسعار مفصل لما سيتم شراؤه، كما وبيان الأسعار التي تقدمت بها جميع الشركات المشاركة في المناقصة وآلية التمويل وللجدوى الاقتصادية، خصوصاً وأن المبالغ التي ستدفع باهظة للغاية في فترة ضيق وانكماش تمر بها المالية اللبنانية عامة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.